خرجت من المنزل، وأغلقت الباب، تقدمت بضع خطوات، ونظرت إلى السماء بحيرة، إلى أين سأذهب؟ بدأت أمشي دون وجهة، أمشي في الطرقات، وبين المباني، وبين المحلات، كالضائعة المشردة، أكملت سيري إلى أن وصلت إلى حديقة عامة، وها قد حلّ الليل، جلست على مقعدٍ خشبي، ونظرت للسماء، بقيت هكذا لمدة ساعتين أنظر للسماء الفارغة، أتذكر كل ما حدث من سنتين إلى الآن، تسللت من عيني دمعة، فمسحتها بعنف، ليس وقت الدموع الآن!
نهضت أفكر أين سأنام، فالتفت من حولي لأرى دكاناً صغيراً، به رجلٌ عجوز على وشك أن يُغلق، فاقتربت مترددة لأتحدث معه، دخلت إلى الدكان وقلت.-مرحباً، يا عم.
-أهلاً يا ابنتي، ماذا تريدين؟
-هل يمكنني الحديث معك؟استغرب العجوز من طلبي كثيراً، لكنه أومأَ موافقاً.
جلست على كرسي كان بجانبه، وتكلمت.-إسمعني يا عم، أنا فتاة يتيمة ليس لدي عائلة، ولا مأوى ألجأ إليه، أريد منك خدمة واحدة فقط.
-تفضلي يا ابنتي، اطلبي ما تشائين.
-لكنني خائفة أن تردني خائبة يا عم.
-تكلمي ولن أردك خائبة بإذن الله.
-يا عم أنت الآن ستغلق هذا الدكان وبه بضاعتك، طلبي هو أن تعتبرني مثل هذه البضائع وتغلق عليّ الدكان وأقسم لك أني لن أضرك بشيء، أقسم بذلك، فقط سأفرش الأرض وأنام، فأنا خائفة جداً أن أنام خارجاً في هذه الظلمة، وأعدك أنني لن أطيل البقاء.أنهيت كلامي ولم أشعر إلا بشيء ساخن ينسكب من عيناي، مسحت تلك الدموع الضعيفة، ونظرت في عينيه مباشرة، كان ينظر لي بتأثر، صمت قليلاً وكأنه يفكر، وفي تلك اللحظات كنت خائفة فقط من رفضه.
-حسناً يا ابنتي.
نطقها بعد مدة قصيرة، نظرت في عينيه، وسألته.
-هل أنت جّاد؟!
-نعم يا ابنتي، إنني في آخر عمري لا يمكنني حتى أن أفكر مجرد تفكير بأن أرفض عمل الخير.
-أطال الله في عمرك يا عم.قلت هذا، ثم استأذن البائع مني، أغلق الدكان عليّ، ورحل إلى منزله.
بعد ذهابه، عمّ الهدوء في المكان بشكل رهيب، وقفت أمشي كالبلهاء، ثم جثيتُ على ركبتاي، وصرخت يا الله، وبكيت بحرقة شديدة، نعم أطلقت العنان لدموعي، بكيت وبكيت وبكيت، حتى جفت الدموع من الوجود، حملت هاتفي بأطراف المرتجفة أثر الإنهيار الذي حصل معي، فتحت على رقم إيهاب لأقرأ المحادثة التي جرت بينه وبين والدتي، ولأحادثه لعله يخفف عني، ولكن هنا كانت الصدمة، صدمتي كانت بالذي دار بينه وبين والدتي، ذاك الحقير." - مرحباً، إيهاب، أنا والدة أماني.
- أهلاً خالتي.
- إسمع يا فتى ماذا تريد من إبنتي بالتحديد، وعلى أي أساس تكلمها، هل ستتزوجها مثلاً.
-إسمعي خالتي، أنا قلت لأماني من الأساس زواج بيني وبينها لا يوجد، صارحتها بأن زواجنا مستحيل لكنها أبت أن تتركني، أنا لا أريدها أصلاً، ولا أحمل في قلبي ذرة حبٍ تجاهها، بقيت معها شفقة لأن عقلها كالأطفال.
-حسناً. "
أنت تقرأ
أنت لا تستحقني
Romanceفتاة بعمر المراهقة لم تتجاوز بعد الثلاثة عشر عاما لا تفهم لقصص الحب والخداع على الإنترنت لأن أهلها لم يكونوا يعون على فكرة تحذير بناتهم من تلك الأخطار تعرفت على شاب مختلف عنها تماما من جنسيته إلى دينه إلى نسبه ومن كل ناحية لكنها عشقته حد الجنون... ...