الولد رفع عينه و بهاللحظه التقت البُنيه بالرماديه، و طالت النظره. نظرته بينت ليوسف قد ايش عيونه تسحر، و بالنسبه للغريب، فقلبه تعلق بلون عيون يوسف، بالنمش اللي تحت عينه، و برموشه السفليه اللي كانوا متعلقين ببعض من كثافتهم. "اي ابي قهوه جديده،" قال بصوته المبحوح.
يوسف هز راسه، و جاء بيمشي، لكن قطعه صوت الشخص "لو سمحت؟".
رجع يوسف و طالع فيه "لبي- هلا؟". يوسف تمنى لو انه يقدر يطق نفسه كف بهاللحظه.
الولد ابتسم على جنب و طالع الكوب "نسيت تاخذ الكوب،".
يوسف ابتسم و قرب ياخذ الكوب لكن الولد مد له اياه، و ريحه عطره وصلت لخشم يوسف. يوسف حاول يتمالك نفسه على ريحه العطر، لكن ماقدر يسيطر على ابتسامته. اخذ الكوب و رجع لعند زينة. يوسف بهاللحظه تمنى لو يقدر يطلع قانون و يخلي كل شخص له عطره المفضل، مثل البصمه. و يمنع بيع نفس العطر لاكثر من شخص، ما كانت راح تتكرر العطور. عشان اذا افترقنا عن شخص ما ننزعج و نحن له بمجرد ما شمينا عطره على شخص ثاني. او لما تفقد شخص جروحك ماراح تنفتح لما تمر عليك ريحه عطره الغايب. العطر شي عظيم بنظر يوسف، يقدر يصنع او يكسر يومك. يقدر يحمّس شخص يائس، و يقدر يذبح احلام الشخص المتفائل. يقدر العطر يبدأ محادثه مع غريب، و يقدر يسكر موضوع. يقدر يبني قصه حب، او ينهي علاقه دامت سنين بس عشان شميت العطر الغلط على ملابس هالشخص. و حاسه الشم شي لطالما ادهش يوسف و خلاه يفكر. حاسه الشم تقدر ترجعك لأيام قديمه، و اوقات من عمرك ما كنت تذكرها من البدايه. مثال، افتح علبه الوان، ما تذكرك بطفولتك؟ او ريحه الحطب، ما تهيض مشاعرك الشتويه و توديك لشهر ديسمبر؟ او ما تذكرك ريحه عطرك المنسي اللي كنت تحطه بوقت من اوقات حياتك يرجعك لهذيك الفتره؟ او ما تذكرك ريحه المطر بشخص معين او يمكن مسلسل؟ حتى مرض الزهايمر ما يقدر يخليك تنسى الذكريات اللي مرتبطه بعطور معينه بشكل كامل، اكيد ما راح تتذكر الاشياء بوضوح، بس بتعرف ان هالشي كان يعني لك كثير.
يوسف مشى لطاوله سبعه و عطى الشخص القهوه، ابتسم له صاحب العيون البُنيه و قال "شكراً يوسف،".
نبض يوسف وقف شلون عرف اسمه؟ ضربات قلبه زادت بشكل مجنون و عيونه توسعت "ش-شلون عرفت اسمي؟".
الولد عقد حواجبه "مكتوب هني" اشر على تيشيرت يوسف اللي عليه بطاقه تعريفيه صغيره.
يوسف ابتسم لنفسه على غبائه "اي صح نسيت" ضحك باحراج.
صاحب العيون البُنيه هز راسه و ابتسامه خفيفه مرسومه على شفايفه المزمومه، طالع بيوسف لوقت اطول بعدين رجع انتباهه للابتوبه. يوسف طاحت عيونه على ايدينه الللي عروقهم بارزين وواضحين، اكيد يلعب رياضه، فكر يوسف. "ترى سمعت ربعك ينادونك بعد، عشان ما اكون حيل جذاب" قال الولد بهدوء و عيونه للحين ثابته على لابتوبه.
أنت تقرأ
وَطّن.
Romance"عشقته من قبل حتى لا أعرفه،". - "هو لو يعطني دقيقه، بتكون كافيه صدقني. دقيقه بتكفيه أنه يطيح بحبي، بتكفيك انك تحقق احلامك". - " شلون صرت لي وطن من بعد ما كنت غريب؟". قصه يُوسف و مجهووله، مجهول لكنه كفيل يغرقك بفضولك. و أنت؟ ما جاك فضول تقرأ؟ قصه...