"هلا؟" قال بصوت عميق و بحوح.
"تبي قهوه قاعد اسوي لي!" صرخ وهو واقف عند طاوله القهوه بدوامهم.
"اي، سوده بدون-" قال بس قاطعه صاحبه.
"بدون سكر و بدون اي اضافه، ادري ادري".
ابتسم صاحب العيون البُنيه و رجع نظره لكمبيوتره يشوف اذا في حالات ولا لا. يومه متخربط بشكل يخوف، صاير ما ياكل ولا ينام مثل الناس. حتى انه ما مر على الكوفي شوب المفضل عنده.
"فهد" ناداه صاحبه، و هو يعطيه كوب القهوه.
"مشكور" ابتسم له فهد، عيونه البُنيه و تلمع. رموشه الكثيفه متوزعه و مفرقه، نص البنات اللي يشوفون عيونه يحسدونه على رموشه.
"انزين اسمع، بما ان مافي حالات شرايك نطلع؟ والله مليت حتى ظهري تيبس من القعده" قاله صاحبه و هو يحرك حواجبه، كانه اقنعه.
"ثامر جب. ما راح اطلع قبل ما يخلص الدوام عشان ما يخصمون علي، احتاج الفلوس، مو كلنا عندنا ابو يدلعنا" قاله بمزح.
"باباتي مدلعني ادري" قال ثامر بدلع و هو مطلع لسانه لفهد.
رن التلفون تبع الشغل و رفعه فهد و تحولت ملامحه من مرحه و ضحوكه لجديه بثواني. "معاك الطوارئ تفضل" قال برسميه، و صوته المبحوح. "وين العنوان؟" قال و هو يكتب بسرعه بالكمبيوتر اللي قدامه. " تمام مو مشكله، دزيت لكم اسعاف جايتكم بالطريق. في مصابين؟" قال بقلق. "تقدرين تشوفين اذا قاعد يتنفس ولا لا؟ ما عليه شوي شوي، انا موجود وياج لا تحاتين" حاول يهدي المتصله. "الاسعاف على بُعد ثلاث دقايق. ماشي، العفو، و اجر و عافيه".
"حادث؟" سأل ثامر بعد ما فهد سكر السماعه.
فهد تنهد "لا، ابو رمى زوج بنته". فرك وجهه مو فاهم شلون في ناس تقدر ترمي اهلهم بقلب بارد، ما كأن الطلقه تقدر تاخذ ارواحهم، كانها مصنوعه من هوا مو حديد.
"تبيني اكتب التقرير بدالك؟" سأله ثامر و بدا يدلك كتوف فهد، يحاول يهدي رفيجه.
فهد رفع عينه و شاف ثامر اللي واقف وراه، ابتسم له حاس نفسه محظوظ برفقته. هو و ثامر ربع من ايام الثانوي، من لما ثامر اشترى بيت بنفس المنطقه اللي كان بيت فهد فيه. ثامر كان صاحب مشاكل اول ما انتقل للمدرسه، يتهاوش يمين و يسار، لين حاول يمد ايده على فهد، بس فهد لوى ايده و كسرها. و رجع بعد اسبوع ثامر بأيد مكسوره و كرامه مُبعثره. اعتذر لفهد و فهد ما قدر انه يرفض اعتذاره، خصوصا ان ثامر كان لطيف و فهد زودها شوي بلويه الايد. بدت صداقتهم من هذاك الموقف و تقربوا لبعض لين صاروا اقرب من النسم لبعض. ثامر كان اول حضن فهد ركض له لما توفى ابوه، و فهد كان امان ثامر لما امه و ابوه انفصلوا. ما عمرهم حكموا على بعض، دايما كانوا جنب بعض، حتى لو واحد فيهم غلط الثاني يصحح غلطته بس ما يتركه.
أنت تقرأ
وَطّن.
Romance"عشقته من قبل حتى لا أعرفه،". - "هو لو يعطني دقيقه، بتكون كافيه صدقني. دقيقه بتكفيه أنه يطيح بحبي، بتكفيك انك تحقق احلامك". - " شلون صرت لي وطن من بعد ما كنت غريب؟". قصه يُوسف و مجهووله، مجهول لكنه كفيل يغرقك بفضولك. و أنت؟ ما جاك فضول تقرأ؟ قصه...