إبتعدَ كِلاهُما بأنفاسٍ مُبَعثرة وهادِرَة يتبادلونَ الأنظارِ ولكُلٌا مِنهُما رَدة فِعلٍ مُخالِفةٌ للآخَر، تُناظرهُ بمعالِم الصَدمَة بينما هوَ نظراتهُ كالسَقيع بالشِتاءِ المُنصرِم.
ما تزال غَير مُصَدِقة لِما حَدث، حَتي أنها أغمضت عيناها عَسي أن يَكون هَذا حُلمًا وقَد إستفاقَت مِنهُ إلا أنَ وبفَتحِها لعيناها وجَدتهُ أمامِها كالسابِق،قَرصت جِلدها تَرجو بأنَ الجوابَ يَكون مُخالِفًا لسابقهُ إلا أن النَتيجةَ ذاتِها بِلا أدنَّي تَغييرٌ.
"لِما تَنظُرينَ إليَ كإمرأةٌ إغتُصِبَت للتَو واللعنة؟"
إستفسرَ بحِنق يُبعِد عيناهُ عَنها غَير راغِبًا فالتَفسير،فهوَ غَير مُتواجِد لديهِ بالفِعل
،تَلمست شفتيها بطَرف إصبعها بشِرود ونَبست بهِدوء يُنافيَ حَقيقَة ما يُخاجِلُها مِن مشاعِر"مـ..ما كانَ هَذا؟"
"ماذا؟"
تذاكَي عَلها تُغيِر مَجري الحَديث لأخَر لا يَتضمنهُ القُبلَة وأسبابِها
،أبَت مُطاوعتهِ وإستكملَت الحَديث بغباءٍ تَرجوَ إجابةٌ تُرضيَ فضولِها وفِضولِ قَلبُها."القُـ..القُبلَة!،أعنيَ لِما؟"
"لا تَهتمي لِما حَدث،فَقط تناسيهِ"
كَسفينةٍ تَطفوَ دُونَ مِيناء طَفَت رَوحِها في الفَضاءِ ضائِعَة.
لَم تُهلِلهُ بإجاباتِها كعادتِها بَل إستقامَت وبدأت بالرَكض بَعيدًا عَن مُحيطهُ حَتي إختفَي ظِلُها عَن مرأهُ،نَظر لمحَلِها السَابِق بصَدمة وقَد سَبَ ذاتهِ بقرارَة نفسهِ لِما فَعل،تَفسيرهُ تائِهًا عَنهُ لبُقعةٍ غايَة في البُعدِ.
حَتي أنهُ تناسَي زوجتهُ!
لاسيَما صَديقهُ المُعجَب بمَن قَبلها مُنذ دقائِق فَقط!نفضَ رأسهِ بغضَب وسُخريَة وإستقامَ يَركُل الرِمالَ وأفكارهِ مُشتتَة،هوَ واللعنة لا يَعرِف أسبابِ تَقبيلها حَتي!
أنت تقرأ
العَـشـيقَـة||THE MISTRESS
Romanceإنَّ عَقلِي مأْدُبَة لكِؤوسِ الدِماء،وأطبَاق تِلك الجُثَث المُتناثِرَة،يَعزِف هُناكَ علَي أشلائِهُم المُتبَقيَّة أرواحهِم بأيدي بارِدَةٍ زَرقاء فرَت الدِماءِ مِنها هارِبَة وعيُونَهُم تُسيلُ دَمـًا تأمُلًا أن يَخرُجُوا مِن ذاكَ الجسَد مُبعَثينَ مرَة...