الفصل الأول
————.
في ظلام الليل الساكن بالعاصمة على إحدى الطرق المرورية تسير سيارته على سرعتها المتوسطة رغم هدوء الأجواء، وخفة حركة المركبات لانتصاف الليل، مركزًا رؤيته على خط سيره، يبدو على ملامحه الهدوء والسكينة رغم تخبطه الداخلي فانتبه لزفرة ضيق صادره مما يقبع بجواره ليلتفت إليه متوقعا ما يحدث، و يسأله باستخفاف:
-الحكومة ، ولا إيه وحش؟!
ألقى صديقه "هيثم" نظرة ممتعضة بها الكثير و يجيبه بنزق:
-الحكومة عاملة تتبع للتليفون. الهانم بتراقبني يا جدع!
صدحت ضحكة خشنة تبعها سعال جاف نتيجة استنشاقه لدخان سجائر صديقه، فأردف ببساطة:
- أدِي أخرة الجواز وسنينه، هو أنا خلعت من شوية.
قال "هيثم" بحقد واضح :
- يا حظك يا "آسر "خلعت من الجوازة في آخر لحظة كان نفسي أفرح فيك، وأشوفك مسحول زينا .
بسط "آسر" كفه بوجهه بشكل ضاحك يردف بخوف مزيف :
-يا ستير على عينك يا أخي، بقولك إيه خلي اليوم يعدي حلو مش ناقص يجرالي حاجة، أنا واحد لسه مفركش جوازة صالون مُعتبره، زمان الحاجة "شُشكا" فتحاها مناحة و مندبة.
صمت للحظات ليباغت صديقه بجذبه لسيجارته الملفوفة بشكل ملفت؛ يحوي بأنها سجائر غير سليمة ليسقط حينها رمادها الساخن فوق ساقه فيرتعب "هيثم" المتذمر، وتخرج من بين شفتيه سبة قبيحة وهو يشاهد "آسر" يتلاعب بحاجبيه مغيظًا له أثناء سحبه لدخانها باستمتاع غريب، فأردف "هيثم "بغيظ:
-طيب قول إن عينك فيها من غير ما تحرقني، عيل طفس.
لم يجبه"آسر"، وظل يسحب ما تبقى من سجائر صديقه الغير شرعية باستمتاع يحاول تناسي كل ما حوله، وما يكدر صفوه، فأضاف "هيثم" بتحذير واضح :
-لو شافتك الحاجة " شُشكا " هتعملك قضية أخلاقية.
صدح رنين هاتفه فجأة لتترنح السيارة بيده يمينًا ويسارًا عندما شاهد اسمها يزين شاشته، فما كان منه إلا أنه ألقى بسجارته رعبا من نافذته كأنه ستقبض عليه متلبسًا فأردف برعب :
-هي كانت سمعاك و لا إيه ؟. دي بتحضر على السيرة.
إلتفت هيثم يمينا ويسارا بشكل مثير للضحك كأنه سيجدها ،وأمره بسرعة :
-رد عليها بسرعة أنت عارف أُمك. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها.
أشار له "آسر" بسبابته يقربها لفمه ليصمت، ثم تناول هاتفه؛ يفتح صوت المكالمة يردف بترحيب حار:
-ست الكل كلها بتتصل بيا مخصوص، إيه الهنا ده ؟
صدح صوتها الإرستقراطي الغاضب :
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره