الفصل السابع
—————-
اكتفى بالصمت مع رفع أنفه بتحدي فسألته بحدة واضحة مرة أخرى:
-إنت إيه اللي جايبك ورايا ؟ جنانك يوصلك تدخل شقتي زي الحرامية ؟ وإزاي عرفت إن ساكنة هنا أساسا؟
-أنا ما جتش وراكِ إنت اللي جيت ورايا.
قالها بشيء من التلاعب فلن يكذب لو قال أنه لم يسعد للقائها بتلك الصدفة التي لم يحلم بها في حياته.
-مش هنتناقش مين جه ورا مين ، حاجة واحدة عايزة أعرفها أنتَ دخلت هنا إزاي، وليه ؟
شاهدته يتحرك لحجرة المعيشة بعرج واضح متألما تعجبت منه، مع عدم إظهاره لذلك متجاهلا حديثها متعمدا، فتزداد دهشتها عندما ولج لحجرتها، وأراح جسده وساقه المتألمة فوق أريكتها فرفعت حاجبها بتحدي تردف ساخرة:
-الباشا يحب قهوة ولا شاي؟، ولا نجيب عشا أحسن.
-ياريت !
صرخت غاضبة باسمه تدفعه للتوقف عن مزاحه الساخر:
-آااااسر.
فجلس فوق نفس الأريكة يمد ساقه اليمنى للأمام يردف بهدوء:
-هجاوبك على كل أسئلتك بشرط، تجاوبيني إنتِ الأول على سؤال مجنني من سنين.
عقدت حاجبها باسترابة في أمره، فكادت أن تسأله بدورها بفضول، ولكنها لاحظت تألمه مع وضع كفه لجانب رأسه رفعت بدورها أناملها فوق خصلاتها باضطراب لتكتشف وقوفها أمامه بملابسها البيتية وشعرها المكشوف ، تتلعثم في قولها:
-ثو، ثواني وجايه.
لمحها تنسحب على عجالة، حتى وصله بعد لحظات من السكون صوت ضوضاء صادرة من مطبخها و تأكد من وجودها به ، لم تمر الدقائق حتى وجدها تدخل عليه ممسكةً بكيس مطاطي شفاف بداخله سائل أزرق متجمد مع تبديل ملابسها وارتدائها ما يغطي رأسها وجسدها وتمد يدها له قائلة:
-حط ده على دماغك شويه ، هيريحك.
ظل يمرر نظره بينه وبين وجهها فلاحظ وجود بقعة قرمزية اللون جانب عينها اليسرى، لم ينتبه لها من قبل، فاستراب في أمرها وسألها بفضول وهو يسحب ذلك الكيس البارد من يدها:
-إيه اللي في وشك ده؟.
بطريقة أثارت ريبته لمست مكان كدمتها بارتباك واضح، تجيبه متهربة:
-ما تشغلش بالك، المهم خلينا في موضوعنا، أنتَ مجاوبتش على سؤالي، إزاي دخلت هنا ؟ وليه؟.
شعر بها تتهرب من إجابته، إحساس داخلي يؤكد له أن طليقها سببا في تلك العلامات ، صمت للحظات يسترجع كلماتها مع صديقتها عن ضربه لها أمام شقيقها، فأخفى تجهمه سريعا من تلك الخاطرة التي زادت من غضبه، وقال بصوته الخشن الواثق:
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره