الفصل السابع عشر
———————-بعد مرور شهرا
_______
طرقات متلهفة فوق الباب الفاصل بين شقتهما يلعن اللحظة التي وافقها فيها لإقامة هذا الباب الفاصل بينهما، وعدم فتح الشقتين لتصبح شقة واحدة، ظل يطرق بفقدان صبر على بابه؟، لا يصدق ما تفعله به منذ ليلة أمس، ما هذا العقاب القاسي ورَدّت فعلها العنيفة، أول مرة يختبر مشاعر الغيرة من قِبلها، فراح ينادي عليها بصوتٍ مزعج لها تزامنا مع طرقاته غير المتوقفة:
-"نيروز"، افتحي الباب، نيروز ماتجننيش وتخليني أكسره، اعقلي وافتحي بقى.
سارت بخطوات حثيثة تقترب من الباب الفاصل تستمع لرجائه وكلمات اعتذاره التي لم يكل من تقديمها منذ ليلة أمس، رفعت إصبع اللحم المشوي، تتذوقه باستمتاع وهي تستمع لنبرته النادمة، فقالت تنهره على إزعاجه المستمر لها:
-بطل شغل عيال يا "آسر"إنتَ معاقب، مش هفتحلك ولا هتشوفني لحد ما مدة العقاب تخلص.
شعر ببعض الأمل يدب بأوصاله عندما وصله صوتها الرقيق، فقال يستعطفها ويرقق قلبها:
-أهون عليكِ يا نيرو تعملي في "آسر" حبيبك كده، مش كفاية شامم ريحة الكفتة يا مفترية من الصبح وأنا جعان، كفاية أمبارح نمت من غير عشا.
ابتسمت على نبرته الطفولية، ولكنها استمرت في عنادها وتقول ساخرة:
-عندك أندومي في مطبخك.
اسند وجنته فوق الباب يحاول استخدام جميع الوسائل معها، فأردف بتألم:
-طيب افتحي ، أنا واقف بقالي كتير ورجلي وجعتني أهون عليكِ.
توسطت خصرها تقارعه بغيظ:
-اتصل ب"سوسكا" تدلكلك رجليك وتعملك مساچ يفك جسمك ياقلبي.
كتم ضحته بقوة حتى لا تصلها لا يصدق أنها تغار عليه بهذا الشكل، والأعجب أنها تمارس معه وظيفة الزوجة الأصيلة المفتشة لجيوبه وهاتفه حتى وقعت أسفل يدها رسالة من صديقه على سبيل المرح يحدثه عن تلك ال"سوسكا"، كما اعتاد أن يفعل لينقلب السحر على الساحر ويقف في ذلك المأزق، كالتلميذ المعاقب من معلمته، فأراد تخفيف الأمر بينهما:
-افتحي طيب "بودي" وحشني أوي مالعبتش معاه من إمبارح، طيب افتحي أشوفه وما تكلمنيش زي ما أنتِ عاوزة.
اغتاظت من حديثه كيف له يفضل رؤية طفلها عن رؤيتها، فضربت الأرض بقدمها تقول:
-يعني أنا مش مهمة بالنسبة لك؟، اتفلق أنا؟!.
-يا"نيروز"، إنتٍ عارفة إنتِ بالنسبة لي إيه، إنتِ روحي إللي ضاعت مني وأخيرا رجعتلي، أنا خسرت حاجات كتير عشان أبقى معاكِ وبس، حتى أمي قطعتني عشان أتجوزت من وراها، ترجعي تقولي إنك مش مهمة بالنسبة لي.
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره