الفصل الخامس

1.1K 64 5
                                    

الفصل الخامس

————.

شاهد لهفتها للحاق بهاتفها حتى أردفت بصوت مهتز بوضح:

-أيوه يا "عبد الله"، أخيرا أفتكرت تسأل عليا بعد إللي حصل منك.

صمتت للحظات تدافع عن نفسها :

-يا "عبدالله" أنت عارف أني مليش غيرك في الدنيا دي ومش بحب أكسر كلامك بس موضوع"حاتم" إنتهى واستحالة أرجع له تاني كفاية سمعت كلامك زمان نفسي أخد مرة قراري بنفسي.

صمتت تستمع لتوبيخه الدائم لها فدافعت عن حالها :

-عموما مابقاش ينفع العدة خلصت خلاص، وأنا مش هنوله يوصلي مش كفاية ضربني قدامك وأنت سكت، وما دافعتش عني.

انتفضت تنظر برعب لطفلها الذي يحبو كأنه يبحث عن شيء ما فتصرخ بأخيها :

-لو آخر يوم في عمري مش هدّيله "عبد الرحمن" ، مش من حقه.

كان في تلك اللحظة ينصت بدقة يحاول جمع الخيوط، صوتها مألوف لديه، أحيانا يحثه للإرتماء بين أحضانها، كأنها أمه، أخته أو أي مصدرا للإحتواء. يشعر أنه يعرفها من قبل وبالأخص نبرة صوتها الهادئة وهي تتحدث مع أخيها كنفس نبرة" نيروز" لينتبه أنها تنادي أخيها ب"عبد الله" ولكنه لم يهتم كثيرا بذلك الموضوع فألقى نظرة خفية لكتفها العاري ليلاحظ بقعة حمراء كبيرة خلف كتفها الأيمن ليتبين له أنه أثار حرق حتما فهمس لنفسه بحسرة:

-بقى الجمال ده كله يكون محروق بالشكل البشع ده ؟!

للحظة شعر بالشفقة لحالها، وهي تقص لأخيها عن معاناتها مع زوجها السابق، وكيف كان يعيرها بتشوه جسدها، ولكن ما صدمه بالفعل ردود أخيها التي استنتجها بدون سماعها بسبب حديثها :

-إنت دايما كده عايز تمشيني بمزاجك كفاية سمعت كلامك زمان مش هكرر الغلطة تاني حتى لو ده هيخسرك مشروع القرية اللي بتحلم بيه لأن للأسف أنا ما عنديش استعداد أن أشاركه بورثي.

بعد فترة حاول "آسر" إكتشاف ملامحها حيث ضربه شعور مخيف

ومقبض لقلبه، لما لا تلتفت وتريحه من شكوكه ،نهر نفسه وأرجع حالته بسبب إرهاقه الشديد الممتزجة بذكرياته الأليمة ليكتشف إنهائها للمكالمة ووقوفها بالمطبخ تعد شيئا ما بعد أن أبدلت منشفتها بقميص قطني مريح أخر فكر بحيرة قاتلة لما تعانده بوقوفها دائما بظهرها؟ يتمنى لو تلتفت لرؤية وجهها، نهر نفسه على إنحراف فكره، يحدث عقله:

- دلوقت وهتموت تشوف وشها. ما أنت مكنتش طايقها من شويه ، بس مش يمكن مش حلوة.

نهر نفسه مرة موبخا حاله :

-إيه يا "آسر"؟، فين بقى نظام توبنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، مش ناوي تتهد بقى. إنتَ مالك بحلاوتها ولا وحشتها؟!
................

 رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن