الفصل الرابع عشر
—————-وقعت عينيه عليها وهي تترجل تلك الدرجات البسيطة مع زوجة صديقه، تتلقى منها عبارات التهنئة المختصرة التي يفرضها الموقف ذاته، إبتسامة مباغتة حلّت فوق ثغره عندما تلاقت أعينهما في حوار طويل صامت، به الكثير من الوعود الصادقة لها بألا يمسّها سوء مدامت معه في حمايته، لم يصدق سرعة حدوث الأمر من استخراج نسخ سريعة لصورتهما الشخصية، صورتها التي احتفظت بها كل تلك المدة، حيث كانت تعدها لعقد قرانهما معا، أَبت أن تُزين تلك الصور وثيقة زواج رجلٍ غيره، ضربة خفيفة فوق كتفه من صديقه يليها تهنئة صادقة بحبور واضح:
-مبروك يا وحش البُغدادية، أخيرا دخلت القفص برجلك.
قارعه"آسر" بثقة:
-مش أي قفص وحياتك، القفص إللي كان نفسي أتحبس فيه من زمان، عمرك شوفت مسجون بيجري ورا سجنه؟.
حاوط رقبته"هيثم" بذراعه بمشاكسة:
-شوفت وواقف قدامي كمان.
حاول الإفلات منه، ينهره على فعلته:
-إيدك يا جدع، متضيعش هيبتي قدامها وأنا لسه عريس جديد.
وقف يهندم ملابسه بعد أن نجح في التحرر من صديقه ، فسمعا الأخير يسأله بنبرة جادة:
-خلينا في المهم، هتروح فين دلوقت، شقتها مش أمان، وزي ما قدر يكسر باب العمارة ويدخل هيقدر يفتح شقتها بسهولة، أنا شايف تشوف مكان بعيد عن شقته لحد ما الأمور تهدى شوية.
- إنتَ شايفني "سوسن" قدامك، يبقى يفكر بس يتعرضلها تاني، عموما هو ليه تخطيط تاني في دماغي متشغلش بالك.
راقب اقترابها بنفسٍ متلهفةٍ حتى استقرت جواره تائهةً مرتبكة، أشفق على تخبطها، فأحاط بخصرها يقربها منه وهو متابع حديثه مع صديقه:
-إنتَ توصلنا، وتروح إنتَ ومراتك إللي على أخرها دي، وبكرة هروح أستلم عربيتي من الصيانة.
-متشغلش بالك إنتَ أنا بكرة هجبلك عربيتك لحد عندك، المهم تبلغني هتعمل إيه خطوة خطوة.
———————
وقفت تنظر حولها بتوتر بأرجاء الشقة بفضول أنثى تستكشف ذوق صاحبها الذكوري في كل ركن بها ، استرعى اهتمامها حركة ذلك الواثق بالمكان بأريحية غريبة أثارت ريبتها بعض الشيء فشددت من احتضان طفلها الغافي بين أحضانها تستمد القوة منه، أثناء تنقله يزيد من إضاءة المكان، شعر بحيرتها وارتيابها، فرنا منها بخطوات حثيثة ينتشل عنها طفلها فلامست يده كفها البارد مما جعله يشعر بانتفاضتها لملمسه، فأخبرها بصوته الرقيق:
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره