الفصل التاسع—————-
وقفت ممسكة بقطعة الخبز رباعية الزوايا بأنامل مرتعشة تعلم أنه الأن يقف يراقبها على مسافة معقولة، فأشغلت نفسها بتوزيع الجبن فوق شريحة الخبز ، و انتفضت مدعية الرعب حينما وصلها سؤاله القلق:
-إنتِ منمتيش؟
كان يعلم أنها على دراية بوجوده، وأنها تفتعل اندهاشها لسماع صوته، لو لم تكن تعلم لما أردت إسدالها وهي تعلم بعدم وجوده؟
دارت حولها تمرر نظرها على وجهه المبتل وخصلات شعره المتساقطة فوق وجهه بذهول ، هل قام بالاستحمام بحمامها بدون إذن؟،ماذا ؟ الحمام؟، لقد دخل حمامها ؟، وهي تجفف به قطع ملابسها الداخلية مختلفة الألوان والأشكال كعرض رخيص له، فأسرعت تسأله هي الأخرى باندفاع متجاهلة استفساره:
-إنتَ دخلت حمامي؟
عقد حاجبه في استرابة من سؤالها وأجابها بوداعة مزيفة:
-أيوه!، دخلت حمامك.
-إنت إزاي تدخل من غير إذني؟
رفع حاجبه بتعجب واضح لم يفهم لماذا كل تلك الثورة لدخوله حمامها؟ ليردف بلا مبالاة:
-هو دخول الحمام بقى بإذن ؟، أنا حاسس إن بقيت في حضانة هاخد الإذن عشان ألبي نداء الطبيعة.
صمت للحظات يراقب توترها وعينيها الهاربتين من مواجهته، فأرادت الهروب من تلك المراقبة وألتفتت تولي اهتمامها لعملها الزائف تسأله ببعض الحدة:
-ممشيتش ليه؟، أنا كنت فاكره هخرج ألاقيك مش موجود وريحتني من الوضع ده.
سمعت خطواته البطيئة مع أنينه المكتوم أرادت أن تعرف سبب تألمه، فخطفت نظرة جانبية لتراه ممسكا بساقه اليمنى العارجة، ألمها شعوره بالتألم حتى الأن تجهل قصة ساقه، هل ارتطم بشئ ما جعلتها مصابة أو وقع عليها أثناء تسلقه فأسرعت تطلب منه ببعض اللين :
-أقعد على الكرسي هنا، أنا بعمل سندوتشات تلاقيك مأكلتش حاجة من إمبارح.
لبّى طلبها وجلس يتحاشى إظهار ألمه أمامها واستفسر مرة أخرى:
-منمتيش صح ؟
هزت رأسها بنعم فأكمل يسألها بفضول يتآكله:
-أكيد مش هترجعي له؟، أنا عارف إنك طول عمرك عندك كرامة ما تخليش الحيوان ده يذلك أكثر من كده.
-ماعنديش حل تاني، لو رفضت أرجع له هياخد "عبد الرحمن" مني، وأنا مش حمل حاجة حلوة تتسرق مني تاني.
فهم ما ترمي إليه، لقد كان في حياتها كل جميل لو لم تتخلّ عنه في أحلك أيامه، لما تعرضت لمثل ذلك الوضع الأن.
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Misterio / Suspensoاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره