الفصل الثالث—————-
أما عنه قد أغمض عينه متألمًا، منتظرا رحيلها عن حيز وجوده؛ ليعود أدراجه كما ولج، فطاقته أوشكت على النفاد.
آلام ساقه تتزايد، طعنات متتابعة لا يستطيع تحملها، وما زاد من الوضع سوءا؛ وضعية جلسته التي أجبرته لتقويس ساقه لصدره. يخشى أن يفقد سيطرته ويتسلل أنين ألمه ويصلها. حاول أن يثني تفكيره بساقه ويفكر في أمور أخرى أمور يعشقها لعله ينسى ألمه وعند تلك الخاطرة ابتسم ساخرا من نفسه فالتفكير بالأمور التي يعشقها لا تزيد جرحه إلا تقيحًا، ولكن لا بأس ليفكر بها، لعله يتذكر أيام الخوالي التي اغتالته شابا عاشقا لتصنع منه رجلا مجروحا...................
طاووس يضرب الأرض بخطواته الثابتة المتزنة
داخل القسم، يتلقى ممن يمر أمامه وجواره بتحية عسكرية تهذيبا وتقديرا لمكانته حتى انتهى عند باب غرفته ويُفتح له باب غرفته من فرد الشرطة بعد أن ألقى تحيته العسكرية المعتادة
كاد أن يغلق الباب خلفه إلا أن جذب سمعه ضجة آتيه من المرر ليتفاجأ بشجار لفظي غير متكافئ بين رجل وفتاة محجبة يحيطهما جمع من الناس. ضيق عينه بضيق واضح ليتحرك بخطوات ثابتة يطبق عمله بدقة، فصرخ في جميع الموجودين :
-إيه الدوشة دي أنتوا فاكرين نفسكم في زريبة؟ إيه التجمهر ده ؟
أجابه إحدى السيدات وهي تربت على كتف الفتاة الباكية:
-يا بيه إحنا جايين نعمل محضر في الحيوان ده.
زمجر الضخم بشراسة، واقترب مهددا بضربها :
-هو مين يا ولية اللي حيوان ؟
-أنتَ، هو أنت فاكر بنات الناس لعبة. ربنا يخلصنا من أمثالك.
صدح صوت رجلا أخر مدافعا:
-لا يا بيه ما تصدقهاش هو ما عملش حاجة. أنا شوفت البت دي بتسرقه.
صدح صوتها الباكي:
-والله ما حصل ،كدب ده هو اللي ...
-أه ياختي، عيطيلك شوية عشان حضرة الظابط تصعبي عليه.
قالها الرجل بنزق ليكتفي"آسر" بهذا العرض ويصرخ مهددا:
-أنا لو مفهمتش إللي بيحصل حالا هرميكم كلكم في الحجز .
قالت السيدة المرابطة بجوار الباكية:
-لا يا بيه أحنا مالناش فيه، أحنا جايين نعمل خير.
بعد لحظات فهم من الجميع ما يدور حوله ومن اتهامات ملقاه على كل جانب فهو يتهمها بسرقته وهي تتهمه بالتحرش أثناء وجودها بمحل الأحذية والحقائب النسائية . جلس فوق مكتبه بعد أن فض ذلك التجمهر مع الإبقاء على أصحاب البلاغات والشهود، أراح ظهره خلفه وهو يرمق تلك المنهارة كأنها على وشك تقديمها للإعدام متعجبا من خوفها، تُرى هل خائفة لأنها تعلم أنها مذنبة ؟أم أنها ضحية بالفعل ؟ سأل بروتينية واضحة كما هو معتاد في مجال عمله :
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره