الفصل الخامس عشر
————
وقف يستمع للحديث من الجانب الأخر، ينظر لذلك الصغير المستمر في غفوته يخبره بإصرار:
-مش هسيب شقتي ولا هي هتسيب شقتها، أنا كفيل أحميها منه، لوصلت هقتله
نهره "هيثم" على حديثه:
-ياسيدي مقولتش سيبها، بقول خدها وسافر بيها أي مكان يومين، ولا إنتَ مش عريس جديد وعايز تدلع، طمني عليك صحيح ياعريسنا.
ابتسم"آسر" على كلمته البسيطة وأراد تغيير مجرى الحوار متعمدا فقال:
-عموما استنى مني اتصال، في حاجة في دماغي لو تمت يبقى كده هي في الأمان.
ضحك صديقه على تهربه المقصود:
-مادام بتتهرب، يبقى نقول مبروك يا عريسنا ولا إيه؟.
-يلا بلاش وجع راس، أنا مش فضيلك ، سلام.
وقف يحدث نفسه بقلب مثقل بالمسئوليات:ياترى هتقدر يا "آسر" تحميها هي وابنها ولا إيه؟.
——————-
تتنقل فوق غيماتها بحرّيةٍ تمتلكها حديثا، تشعر كأنها تطفو فوق موجةٍ عاليةٍ ترفعها وتخفضها بخفة كالريشة، مستمتعة بتلك الحركات المباغتة، شيء رطب لامس كتفها الأيمن العاري جعلها ترفرف بأهدابها تنفض عنها نومها الثقيل، تلامس ذلك الشيء الرطب البارد الذي يسير فوق بشرتها دفعها لتحريك رأسها تزيح خصلاتها من فوق وجهها بأناملها تزامنا مع تحرك جسدها، إلا أنه منعها ، قائلا بصوتٍ آمر:-متتحركيش.
حاولت مرة أخرى إبعاده، فثبتها بذراعه الملتف حولها، فسألته بفضول:
-بتعمل إيه؟، سيبني أقوم.
سمعت أثناء تثبيت حركتها صوت إلتقاط الصور من هاتفه، فانتفضت تدفعه عنها وتنهره متناسبة أمر عريها:
-إنتَ بتعمل إيه؟، بتصورني وأنا نايمة؟
ظلت تتدثر بغطائها ولكن رد فعله أغاظها عندما انحنى فوق ثغرها يهديها قبلته الرقيقة، مداعبا لها:
-الناس تقول الأول مسائية مباركة، مش تقوم تتخانق يا"نيروز" هانم.
عضت على شفتيها بإحراج شديد من ملاحظته البسيطة فسألته متهربة:
-هي الساعة كام؟ شكلي نمت كتير من التعب.
أهداها عدد من القبلات فوق وجنتها بعشوائية وهو يجيبها:
-بقينا العشا، محبتش أصحيكِ، لأن كنتِ جع...
لم يكمل جملته ليجدها تدفعه بعصبية غريبة تلملم غطائها تبحث عن ملابسها، وهي تتهمة بالإهمال:
-إنتَ إزاي تسيبني نايمة كل ده، "عبد الرحمن" مأكلش ولا غير هدومه من بدري، إزاي تعمل كده، طبعا ماأنت هتحس إزاي ما أنتَ مش أبوه عشان تخاف عليه.
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره