الفصل الثالث عشر

1K 61 2
                                    

الفصل الثالث عشر
—————

ظل يحمد الله ويناجي ربه أن يغفر له خطئه في حقها، فمنذ علمه بماحدث لها وضميره يقتله وقلبه ينحره على وضعها، كيف سولت له نفسه بأن يفعل بها تلك الأفاعيل، اندفع الباب يفتح بقوة غاضبة ، كان يعلم أنها لن تمرر الأمر مرور الكرام، فمنذ علمها وشياطينها تلبستها، فهمس بصوت مرتفع نسبيا مستنكرا تصرفها:

-يا فتّاح يا عليم، في إيه ياجيهان على الصبح؟

ضربت الباب مرة أخرى بقوة غاضبة:

-يا برودك يا أخي، إنتَ مش حاسس بالمصيبة إللي إحنا فيها، قوم شوف أختك راحت في أنهي داهية وجيبها من شعرها.

وقف يواجهها وابتسامة تهكمية زينت ثغره:

-إيه كمان يا جيهان؟، مش عايزاني أروح أقتلها وأخلصك منها بالمرة؟

ارتبكت ومن مواجهته لها بتلك الصراحة الفجة، واندفعت
تدافع عن نفسها:

َأنا، أنا مقصدش كده، أنا كمان يهمني مصلح
ذادت ابتسامته تهكما وراح يواجهها بمرارة:

-مصلحتها؟، فين مصلحتها دي؟، المصلحة إللي خلتك تسممي وداني لحد ما سلمتها لشخص زي "حاتم"، صفقة خد وهات، هو يتجوزها عشان ظروفها في المقابل نشاركه في مشروع عمره، ياريتني مسمعت كلامك زمان وفرقت بينها وبين خطيبها ، فضلتي تسممي أفكاري أنه مسيطر عليها وهتركن على جنب، ماتركن إيه المشكلة؟، مدام بتحبه وبيحبها.

بللت شفتيها بتوتر قائلة بصوت مضطرب:

-أيوه، خطيبها كان مأثر عليها، وكنت خايفة تتخلى عنك وأنتَ شوفت بنفسك بقت إزاي بعد ما أتخطبوا.

هز رأسه بأسف واضح، قائلا:

-وفيها إيه، خايف على الفلوس ؟، تغور الفلوس قصاد سعادتها، بس إنت كان كل همك إن نصيبها في مصانع للخشب متخرجش من تحت إيدك، من يوم وفاة أبويا وعرفتي أنه كاتب لها نص المصانع وإنتِ نارك قايده، إزاي "نيروز" اليتيمة تكون صاحبة كل ده وإنتِ لا، مشبعتيش من فلوس جوزك، لا!، حبيتي تستولي على فلوسها هي كمان.

فركت كف يدها بتوتر بالغك وانطلقت تدافع عن نفسها باستماتة:

-من حقي أخاف على مستقبلي، ومستقبل ولادي.

- إنتهينا يا جيهان، من هنا ورايح تعيش على قدّي وقد فلوسي، وأنا الحمد لله ربنا كارمنا من وسع فنبطل طمع، عجبك يابنت الناس تعيشي كده تمام، مش عاجبك كل واحد يروح لحاله وحقوقك كلها توصلك وإنتِ عند أبوكِ.

تحرك مخلفا إياها تتميز غيظا من كلاماته القاسية وتهديده الصريح بهدم حياتهما من أجل شقيقته الصغرى.
——————-

ظل يرمقها بنظرات لائمة تحمل في طياتها بعض الغضب، كيف لها أن ترد طلبه للمرة الثانية؟، هل يعقل بعض أن عثر عليها مرة أخرى، يتركها تمضي في طريقها كأنه لم يراها؟، لا وألف لا، لن يقبل بابتعادها عنه مرة أخرى، فهو أكيد من حبها له وعشقه لها، فالفرصة لن تأتيه مرة أخرى، ويجب عليه الفوز بما يضمن سعادته في تلك الدنيا، اندفع يأمر"هيثم" بالتوقف فجأة مما جعل كلاهما يتعجبان من طلبه باستثناء زوجة صديقه الصامتة إرهاقا، لبّى صديقه طلبه بانصياعٍ تامٍ يسأله :

 رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن