الفصل العاشر
—————
توقفت فجأة ومازالت تواليه ظهرها، شعر هو بتصلب جسدها، فحثه ذلك للتقدم خطوات حثيثة منها ليوضح عبارته:
-مش خارج إلا أمّا أفهم كل حاجة، وكمان أعتقد إنتِ محتاجة مساعدة عشان تخلصي من المصيبة اللي مستنياكِ.
رفعت نظرها أمامها بشرود عندما وصلها رنين ساعة حائطها تعلن عن تمام السادسة صباحًا ، هل يعقل أنها باتت ليلتها معه في مكان واحد؟، كيف سمحت بذلك، يجب عليها التخلص منه قبل اكتشاف أمره من قِبَلِ الحارس أو "حاتم".
التفتت تستفسر:
-عايز تفهم إيه؟
-أفهم معنى كلامك، إيه دخل أمي في الموضوع وليه بتقولِ إنّي بعت معها الدبلة ؟، إمتى وإزاي؟، حتى إسألي "عبد الله"، "عبدالله" أما جالي وأنا في ال...
قاطعته باسترابه من حديثه:
-عبدالله!
-أيوه يا "نيروز" "عبدالله"، أخوكِ أما جاني يبلغني بقرارإنفصالك عنّي، عشان بقيت عاجز برجلي بعد الحادثة، وخسرت شغلي.
فارغة الفاه -مصدومة- مما يلقيه على مسامعها طعنات تشق صدرها بأسنانها الصدئة، ظلت تهمس باسم أخيها شارده بالفراغ غير مصدقة لما يُلقى عليها من أحاديث غريبة، فألقت على سمعه ما صدمه هو الأخر:
-عاجز!، عاجز إزاي؟ إنتَ إللي بعتلي دبلتك عشان خلاص مابقتش جميلة زي ما كنت، عشان أتحرقت من نار العربية أما ولعت، وكل ده ليه؟ ذنبي إيه؟، وأنت السبب في الحادثة، أيوه إنتَ السبب، لولا تهورك في سواقتك مكنش حصل كل ده.
بدأت الأفكار المشتتة في الترتيب، الأن علم سبب حرق جسدها كما رآه، سبب إهانة طليقها الدائمة لها، وخضوعها له، والأهم أنه اكتشف أنه تعرض لأكبر خديعة في حياته، سافر عقله يسترجع ذلك المشهد بالأخص الذي لم ينساه بحياته بأكملها.
كان متمددا بفراشه يعاني ويلات الألم الطاحنة بساقه اليمنى المشدودة لأعلى بحاجزٍ معدنيّ، يخرج من ساقه الكثير من البروز المعدنية نتيجة تركيبه للشرائح العديدة ولكن كل هذا لا يهمه وقتها ما همّه ما سمعه من أخيها الجالس بجواره، فأسرع يستفسربضيق:
-إنت بتقول إيه يا "عبدالله"، "نيروز" إستحالة تكون فكرت بالشكل ده، لأنها بتحبني.
ظهر صوت "عبدالله "مواسيا بطريقة زائفة يحاول رسم دوره بحرفةٍ متقنةٍ:
-كل شيء قسمة ونصيب، هي من بعد ماعرفت الحالة إللي وصلتلها وإنك كده خلاص هتسيب شغلك إنهارت، وفضلت تقول إنك السبب في كل إللي جرا لأنك إنت اللي سايق بسرعة.
أتقن دوره كما يجب، فزواج ذلك الضابط من أخته يهز من مكانته لديها، هو دائما ملجأها، يسيّر جميع أمورها حتى أموالها تجهل عن إدارتها ووجود ذلك الشخص قوي الشكيمة الذي بدأ يلاحظ تغيرها بعد إرتباطها به، بدأت بالتخلي عنه في الكثير من أمورها وهذا سبب له ضيقا، صرخ"آسر" مصدوما مكذبا ذلك الادعاء:
أنت تقرأ
رواية(اللص. .بغدادي) بقلمي وسام الأشقر
Mystery / Thrillerاقتحم بيت جارته المجنونة ولم يعلم أن قدره ينتظر بداخل جدرانها لتتحول حياته في لحظة فمنذ سنوات ينتظر تلك اللحظة الذي يذهب فيها عقله ويتخلى عن مكانته وووقاره ورسميته ليتحول لذلك اللص المجرم المقتحم لخصوصية غيره