هذا الوقت خرج الطبيب وهو ينظر لهم بأسف ..
الطبيب .... : البقاء لله ..
صرخة عاليه خرجت منها تهز جُدران المشفى .... : لللللللللللا .. متسبنيش .. تيتة ..
لتركض لداخل غُرفتها وهي تبكي بهسترية .. لتقف أمام فراشها وهي تمسك يديها وتنهمر دموعها علي وچنتيها بألم ..
سهر بُبكاء .... : لا يا تيتة .. لا ماتموتيش دلوقتي أنا عايزاااكي .. إنتِ ماموتيش يا تيتة صح أيوة دي غيبوبة سُكر تعالي شوفها يا دُكتور .. قومي يا تيتة أنا ماليش حد من بعدك .. ونبي رُدي عليا
كان هيثم يقف وقلبة يتألم بشدة حينما رآها بتلك الحالة .. لينظر له الطبيب ..
الطبيب .... : أُستاذ هيثم ما ينفعش كده
حاولوا المُمرضات بأن يبعدوها ولكن هي مُحمكة بها لا تُريد أن تتركها .. إقترب هيثم نحوها وأمسكها من معصمها ..
هيثم .... : تعالي يا سهر ماينفعش إللي إنتِ بتعمليه ده
سهر بنفي وبُبكاء .... : لا تيتة ماماتش هي قالتلي هتبقي معايااا .. لا يا تيتة رُدي عليا
سحبها هيثم نحوها ليدلفها داخل أحضانة ويربت علي ظهرها .. بينما هي لم تترك يد جدتها ومُنكمشة بقميصه وتبكي بحُرقة .. حاول أن يترك يديها من يد جدتها ولكن لا تُريد إتراكها .. ليسحبها بشدة وهي داخل أحضانة ..
سهر .... : تييييييييييييييييييتة
سقطت عبرة من عينه وهو يحتضنها ولم يَستطع التحكم بنفسه أكثر من ذالك .. وفجأة استشعر سكونها وثُقل جسدها بين يديه ، فقد فقدت الوعى .. نعم قد غالبتها أحزانها ولم تَتحمل ثُقلها اكثر من ذالك فـ استسلمت لجفنيها الثقيلين لعل ألمها تهدأ قليلًا .
لم تكن تلك البريئة إلا بئر مليئ بقسوة الحياة ، سلبتها والديها وهى صغيرة وها قد عادت وسلبت أخر موطن أمن لها ... جدتها ..
حملها هيثم وقلبة يُكاد ينخلع .. ليتجه نحو غُرفة وخلفه المُمرضات لكي يسعفوها .. وضعها علي الفراش هو يشعر بالحُزن .. ليتنهد بعُمق ثُم خرج لكي يُهاتف عائلته ويُخبرهم بما حدث ..
هيثم .... : ألو يا جدي .. الحاجة رُقية تعيش إنت .. تمام أنا مستنيكم
ليغلق الهاتف .. وإتحه لغُرفة سهر ويري ملامح وجهها الشاحب .. وعيونها المُنتفخه من كثرة البُكاء ..
مر الوقت وقد علموا جميعهم بهذا الخبر ليجتمعوا في المشفي لكي يؤدون إجراء الدفن .. بينما نُهي لا تُصدق هذا الخبر لتبكي بشدة في أحضان مازن وهو يُحاول أن يُهدأها .. بينما في غُرفة سهر قامت بفتح أعينها بألم .. فنظرت حولها لتجد الجدة مديحة وهي تنظر لها بحُزن ..
إفتكرت سهر ماحدث لتعتدل في جلستها تود أن تنهض ..
سهر بُبكاء .... : تيتة .. لا ماسبتنيش
إقتربت الجدة نحوها سريعًااا وأخذتها داخل أحضانها وهي تربت عليها لكي تُهدأ .. لتشهق سهر في البُكاء بشدة ..
الجدة بحُزن .... : بس يا حبيبتي .. ده قضاء ربنا
سهر .... : تيتة ماتت يا تيتة شوفتي سابتني لوحدي
الجدة .... : يا بنتِ ماتقوليش كده إحنا معاكي
سهر بألم وحُرقة .... : أاااااااااااااه يا تيتة
بكت الجدة عندما رأتها هكذاااا .. وفي تلك اللحظة دلف وسمع جُملته ليتألم قلبة .. ولكن حاول الثبات ..
هيثم بجدية .... : يلا عشان ندفنها
نظرت لهيثم بعيون باكية .... : خلاص .. تيتة هتسبني
الجدة بحنان .... : يا حبيبتي إهدي .. يلا أنا جبتلك طقم معايا عشان تغيري
نهضت من مجلسها بتثاقل .. لتُسندها الجدة بينما خرج هيثم .. ليُخبر نُهي لكي تدلف وتُساعدها .. فدلفت للداخل بعيون باكية وما إن رأتها سهر إتجهت نُهي نحوها وقد إحضتنها ..
سهر بُبكاء .... : شوفتي يا نُهي تيتة ماتت وسابتنا
نُهي بُبكاء .... : ربنا يرحمها يا سهر .. ويصبرنا علي فُراقها
الجدة بحُزن .... : يا بنات بلاش تعملوا كده .. حرام كده بتعذبوها
إبتعدت نُهي وهي تقول لسهر .... : صح .. بطلي عياط ويلا عشان أساعدك تلبسي
ساعدتها نُهي في إراداء ملابسها السوداء .. وما إن إنتهوا خرجت وهي تُساندها لتجدهم جميعهم ..
الجد .... : البقاء لله يا بنتِ
أماءت رأسها وهي تبكي .. لينظر هيثم .... : أنا طلعت إجراء الدفن وكُل حاجه يلا بينا
فهمي .... : تمام .. يلا بينا
ساروا جميعهم .. ليركبوا سيارتهم ويسيروا للمدافن .. بينما هي طوال الطريق كانت تبكي .. وكان هيثم ينظر لها من حين لأخر بحُزن .. ليصلا للمكان ليترجل هيثم من سيارته ولكن هي لم تعد تتحرك ليتجه لها ويقوم بفتح الباب ويُساعدها لتسرع نُهي لها وتُساندها معه ..
أنت تقرأ
« حكاية سهر »
Romanceظهرت كَشق نور وسط الظلام ، لفتاتنى برائتها .. طيبتها .. رِقتها .. لكن أحزننى ايضًا هشاشتها و ضعفها كم هى صامدة أمام ذالك الحُزن من أجل من أحبت وكم هى تاركة لمن لا يستحق ، الحَق لفعل ما يريد بها بداخلى عَزمتُ عدم تركها وأقسمت لأجعلها مثل ذالك الغُ...