•• الفصل الخامس والعشرون والأخير ••
مر العديد من الشهور علي ذلك الحادث الأليم .. وقد حاول الجميع تخطي الأمر والمضي في الحياة ولكن لن نُنكر أن فُقدان سما قد ترك أثر في نفوس الجميع .. وكلًا يتعايش مع الأمر بطريقته ..
فنُهي قد أنجبت ساجد وسميته هكذا كما قالت لها سما وفُرح مازن بشدة .. بينما نادر كان موتأثرًا علي رحيل سما ولكن يتعايش مع الأمر .. ومُصطفي الذي لم يتحمل ذلك الخبر وتأثرت حالته النفسية بشدة وها هو الأن يتعالج من هذه الحالة .. وكذلك صلاح الذي حُزن كثيرًاااا علي فُقدان إبنته فهي مهما فعلت تظل إبنته ، وماجدة الذي تأثرت بشدة ولم تتحمل ذاك الخبر لتفقد النُطق تُصبح خرساء ..
أما بالنسبة لسهر وهيثم فُهم حزينون بشده وبعد موتها بفترة كبيرة ذهبوا ليقضون شهر عسلهم ..وفي يوم من الأيام ..
وصلوا لتلك المشفى ودلفوا متجهين نحو مكتب الطبيب النفسى .. بعد بُرهة من الوقت وقد شرح الطبيب الحالة الذى يمر بها مصطفى ..
الطبيب .... : للاسف هو فى حالة اكتئاب شديدة نتيجة اللى حصل ومش قادر يستوعب ان اللى حصل دة بجد
هيثم بتسأل .... : نقدر نشوفه يا دكتور ؟
الطبيب .... : ممكن اتفضلوا معايا
توجهوا نحو الغرفة التى يقبع بها مصطفى .. دلفوا واقتربوا منه وقد اخبرهم الطبيب بتركهم بعض الوقت مع المريض جلس كلا من هيثم ونادر بالقرب منه وقد تسأل هيثم محولًا فتح حديث
هيثم .... : ازيك يا مصطفى دلوقتى ؟
نظر له مصطفى بملامح خالية من التعبير والصمت هو سيد الموقف .. اكمل هيثم .... : مصطفى احنا عارفين ان اللى حصل صعب بس كل واحد فينا بيحاول يتخطى الموضوع انت كمان لازم تحاول تعمل كدة
بنفس الملامح الخالية نظر له ولكن خرج من صمته بصوت خفيض ..... : محدش فيكوا هيحس باللى انا فيه ، قبل ما تموت قالتلى هسيبك تعيش بعذاب الضمير .. ودة اللى انا عايش بيه دلوقتى .. انا السبب فى موتها .. انا اللى عملت فيها كدة .. كلكوا تخطيتوا الموضوع بس انا مش هعرف
شعر نادر بالغضب .... : يعنى انتَ راضى انك تفضل قاعد بذنبك دة .. مش عايز تتخطى الموضوع ولكن حتى مش هتحاول تكفر عنه
نظر له كلا من هيثم ومصطفى بانتباه فأكمل .... : اه الموضوع صعب بس تقدر تقولى هتستفيد اية والعالم كله مش مهتم لحزنك وبيمشى عادى وانتَ واقف مكانك وفى الوضع اللى انت فيه دة عايش مستنى اليوم اللى يجيلك فيه الجرأة تنتحر وتموت كافر ..
حاول هيثم الحديث لكن قطعها نادر مقتربًا من مصطفى .... : سَما ماتت والكل عايش حياته انتَ اللى عامل لنفسك المستنقع دة ومش بتحاول تخرج منه
غضب مصطفى .... : عايزنى اعمل اية ياعنى بعد اللى حصل .. انتوا فاكرين الموضوع سهل ان اعيش كل يوم بفتكر اللى حصل ومش عارف اعمل اية
نادر بنفس النبرة الغاضبة .... : تقدر تعمل كتير .. تطلع صدقة لله ، تصلى وتحاول تتوب تدور على شغل ومتنساش الذنب لكن على الاققل كل ما تفتكره تحاول تعمل حاجة تكفر عنه .. تعيش حياتك لان اللى مات مش بيرجع وزعلك دة مش هيفرق مع حد .. لازم تقوم على رجلك عشان الناس اللى محتاجينك كويس عشان نفسك حتى ..
تنهد مكملًا .... : انا وهيثم موجودين عشان نساعدك .. هنحاول نعمل كل اللى نقدر عليه
بكى مصطفى وهو يقول .... : تفتكر هتسامحنى او حتى ربنا ممكن يسامحنى
نادر بنبرة هادئة .... : ربنا غفور رحيم ، وهى ان شاء الله تسامحك . بس اكيد هى مش هتسامحك وانت كدة ..
ومن ثُم اقترب منه واحتضنه وكأنه صديقه او اخ له .. فتحدث مصطفى من بين بُكائة ..
مُصطفي .... : انت صح ، بس ساعدونى اخرج من اللى انا فيه .. ساعدونى اعمل كدة
ربت هيثم الذى كان يتابع الحوار بصمت على كتفه .... : احنا معاك يا مصطفى
أنت تقرأ
« حكاية سهر »
Romanceظهرت كَشق نور وسط الظلام ، لفتاتنى برائتها .. طيبتها .. رِقتها .. لكن أحزننى ايضًا هشاشتها و ضعفها كم هى صامدة أمام ذالك الحُزن من أجل من أحبت وكم هى تاركة لمن لا يستحق ، الحَق لفعل ما يريد بها بداخلى عَزمتُ عدم تركها وأقسمت لأجعلها مثل ذالك الغُ...