هوليا و لعنة الحب
Amary_llis"ذاهبة مجددا؟" كان ذلك صوت والدتي المتذمر لأنني أصبحت أخرج كثيرا هذه الأيام للجري قرب البحيرة في المساء.
"أجل. ولا تقلقي لن أتأخر، سأعود قبل الغروب" رفعت صوتي لتسمعني فقد كنت قد خرجت بالفعل.
منذ انتقالنا للسكن في بيت جدتي القديم بسبب مشاكل مادية أصبح لي عادة بالذهاب للبحيرة، المكان هناك هادئ والطبيعة خلابة.
إلا أن والدتي لا يعجبها أمر ذهابي إلى هناك أبدا، أسألها دائما، لماذا؟ فتجيبني بأنه لا يوجد سبب معين؛ لكنني لست من النوع الذي يتبع الأوامر دون معرفة أسباب مقنعة ومنطقية.
عندما كنت صغيرة وعندما كانت جدتي العزيزة على قيد الحياة، كانت تخبرني قصصا عن بحيرة الأرواح الضائعة.
كانت قد أخبرتني بأسطورة متعلقة بتلك البحيرة تقول أنها ما هي إلا بوابة نحو عالم الأموات، وأن بعد غروب الشمس ودخول الليل، إن جلست وأنصتت جيدا ستسمع أنين الأرواح الضائعة التي لم يسمح لهم بالعبور بسبب ذنوبهم .
وأن عندما يرمي الليل بجناحه الأسود على البحيرة، تعلوا أصواتهم الحزينة فتستطيع آنذاك سماع كلامهم وربما قصصهم أو حتى تسمع أنينهم وبكاءهم النادم على ما اقترفوه عندما تبعوا شهواتهم ودنسوا أرواحهم.
وهذا طبعا ليس إلا أساطير غير حقيقية.
وضعت سماعات الموسيقى وشغلت بعض أغاني المفضلة، سأمارس هوايتي في الجري لبضع ساعات في هذا المكان الهادئ وأعود كما هو مقرر قبل غروب الشمس.
بدأت بالجري بالفعل بينما استمتع بموسيقاي وبالمناظر الطبيعية المحيطة بالبحيرة إلى أن راودتني فكرة، ماذا لو كان كلام جدتي حقيقيا؟ و إن بقيت حتى حلول الليل لربما أسمع أو أرى شيئا مشوقا.
أجل أنا لست من النوع الذي يخاف بسهولة، بل أنا النوع الذي يحب المغامرات والتحديات والأشياء الغريبة التي تبدو مخيفة.
الأمر بالفعل بدا مثيرا للإهتمام لذا عزمت البقاء إلى الليل لعلي ألتقي بشبح أو روح ضائعة، من يعلم.