|الإنياد ٧| العنف

117 9 1
                                    

ذات الرداء الدامي
Amary_llis

خرجت من المنزل الصغير المعزول نسبيا عن تلك القرية البسيطة، مودعة والدتها ببسمة مليئة بالحياة، مرتدية ذلك الرداء الذي اصطبغ بلون أحمر فاقع، تتمايل في مرح، تلقي بخطواتها في حبور، وتتغنى بهمهماتها في سرور

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

خرجت من المنزل الصغير المعزول نسبيا عن تلك القرية البسيطة، مودعة والدتها ببسمة مليئة بالحياة، مرتدية ذلك الرداء الذي اصطبغ بلون أحمر فاقع، تتمايل في مرح، تلقي بخطواتها في حبور، وتتغنى بهمهماتها في سرور.

حاملة بين يديها الرقيقتين سلة تضع فيها ما لذ وطاب وبعض الدواء لجدتها العجوز التي تسكن في أقاصي الغابة، فقد اجتاحها المرض وها هي ذي الجميلة ذات الرداء ذاهبة في زيارة لها تطمئن عليها وتوصل لها الدواء وتعتني بها لعل الضيف القادم يكون الشفاء.

ولجت إلى تلك الغابة الشجراء كثيفة الأوراق، ظليلة الأغصان، في حذر شديد تخفيه خلف همهماتها الرنانة.

ما إن دلفت إلى ظل الغابة العتماء، تبدلت نظرتها التي توارت تحت غطاء رأسها إلى نظرة من الجمود بل اعتلاها بعض الغموض وكذا لمحة من الجنون.

تتراقص بمقلتيها يمنة ويسرة في ترقب مختبئ خلف قناع براءة متقنة، ممثلة بارعة، تلعب في الطريق مطلقة قهقهاتها لتكون صنارة تجذب بها آذان المقصود.

تكسر أوراق وتحرك أغصان دل على حركة قريبة في المكان وعلى أن الطعم فعال ومن مقصدها قد نال.

تبعها ذو الهيئة المكسوة بالفرو الكثيف متخفي بين جنبات وظلال الغابة في سكون شديد، ظن أنه غير مكشوف وأن فريسته لا تعرف أنه يرافقها، ولو يعلم فقط أنه هو الفريسة هنا و ليس المفترس كما يظن! 

وصلت إلى حقل زهور التي تعددت ألوانها وأشكالها فتشكلت شفاه ذات الرداء في لوحة من الذهول، قررت أن تقطف بعض الأنواع المفضلة لجدتها العجوز.

انحنت إلى الأرض جالسة بقرب رفيقاتها الزهور اللواتي نافسنها جمالا لكنها كانت البارزة والفائزة بالانتباه، فلن تجد زهرة بلون أجمل من لون ردائها ذاك.

مدت يدها تقطف بعض النباتات، ظنها الذئب تقطف بعض الورود والأزهار، لكنها اكتفت بـ نباتات غريبة مختفية بين السيقان والجذور، بشعة المنظر وتصنف من السموم.

وضعت ما قطفت بسلتها بابتسامة واسعة تقول بخفوت:

"جدتي ستحب ما جلبت بالتأكيد"

الذئب بغبائه لم يلحظ ولم يهتم بل تبعها في طريقها ببلاهة.

لمحت ذلك البيت من بعيد بين الشجيرات والنباتات الذابلة، بألوان باهتة سكنت جدرانه الباردة، دون نوافذ ولا فتحات، فقط باب واحد مسود وعليه بعض الخربشات.

ما إن رأى الذئب البيت حتى استيقظ من غفوته فذلك بيت الساحرة العجوز! 

استعد للهرب والنجاة من المجهول، فكل مخلوق اقترب من هذا البيت لم يكتب له الرجوع.

لكن كان قد فات الأوان التفتت الفتاة وعلى محياها يرتسم الرعب و الجنون.

في حركة سريعة استدار الذئب واندفع بسرعة ينوي العودة من حيث أتى !

لكنه لمح شخصا كان قد تبعهم منذ البداية ولم يشعر به قط، رجل بفأس يقف خلفه شامخا وقد استوطن فأسه السماء لينزل بعنف وقوة على القاصد الهرب!

ليستقر بعنقه فاصلا ذاك الرأس عن ذلك الجسد، تناثرت قطرات دمائه على كل من الصياد وذات رداء الذي اصطبغ أكثر بذلك اللون المميز، هي وقفت بسرور فارهة فاهها فرحا بالصيد الجديد الذي قد يسعد جدتها و يشرح صدرها المظلم والشرور.

خرجت العجوز وضمت حفيدتها بفخر، قد حضرت في موعد الدرس فهي ستكون خليفتها يوما ما وعليها تعليمها كل شيء عن خبرتها في السحر الأسود، والجميل في حضور حفيدتها أيضا أنها أحضرت هدية معها!

ذئب نادر ومميز!

استدعت العجوز حفيدتها وصديقهما الصياد للدخول، حملوا جثة الذئب بعد أن أخرجت ذات الرداء قلبه بسكين شقت بها صدره البارد لتضعه في مرطبان على الرفوف، فقلب الذئب ثمين!

ودماؤه أثمن!

|النهاية|

ما رأيكم بقصة ذات الرداء التي تلون ثوبها بالدماء ؟ ليعطي لونا أحبه الكثيرين و لم يظنوا أن في ذلك اللون علقت أرواح كثيرة أزهقت فداء لتسعد عجوز شمطاء!

مقتطفات فانتازيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن