”روح الغسق“
|المقدمة|
« كَانَتِ السَّماءُ المُكفهرَّةُ تَندفُ الثُّلوجَ البَيضَاء فوقَ أَسطُحِ المنَازِل وَعلَى الطُّرقَات، وكَانَت ريَاحُ الزَّمهرِير تَعصِفُ بقوَّةٍ كفِيلةٍ بإعَاقةِ حركةِ البَشَر، الجدُّ لُوِيز جَالسٌ علَى كُرسيِّه الخشبِّي الهزَّاز وَحَولهُ أحفَادهُ الصَّغارُ أَصحابُ الوجُوهِ اللَّطيفَة وَالخدُودِ تَحتَ أَضواءِ الثُّريَّا الذَّهبيَّة الَّتي بالقُربِ منَ مَدفَأةِ القِرمِيدِ الأَحمَر، تَلتهمُ شُعلهَا قطعَ الحطَبِ المُتفحِّم بشرَاهَة لتُدفِّأَ ذلك المَنزلَ الجمِيلَ، ويستعدُّ الجدّ لقصِّ أولَى صفحاتِ القصَّة.
《ماذَا ستَروِي لنَا هذهِ المرَّة يَا جدِّي؟》
قَالَت الصَّغِيرةُ رِيبِيكَا سَائلةً والِابتسَامةُ لاَ تُفارِقُ مَحيَاهَا.《 أوه! أنَا أَعرِف! أنَا أَعرِف! إِروِ لنَا قصَّة ولاَدة قَوسِ قُزَح.》
صرَخ لُورَان بحمَاسٍ زَائِد.《 ليْسَ مُجدَّدًا! لَقد سَمعنَاهَا بسببكَ أَلف مرَّة!》
أجَابَ الأَطفالُ كُلُّهم بصَوتٍ وَاحِد.《 مَا رَأيكُم فِي قصَّة مُرعبَة؟》
《 أجَل قصَّةٌ مُرعبةٌ ستكُون جيِّدة.》
تحدَّث التَّوأمَانِ غَابرِيَـال وَجُوزِيفْ فِي ذَاتِ الآن.أحَادِيثُ الصِّغَارِ قَد جَعَلَت المَعنيَّ يٌقهقهُ بخفَّة رُغمًا عَنه، فأشَار للصِّغارِ بيدهِ علامَة ليَهدَأُوا ويَبتدِأَ القِصَّة:
《 يُحكَى عَن قدِيمِ الزَّمان؛ فِي عصرٍ قدِيمٍ مَجهُولِ العُنوَان، حكَايةٌ أُسطُوريَّة ٌنُسجَت بخيُوطٍ قَد شابكتهَا أَيادِي القدَر، حيثُ أنَّ النُّجومَ المُتلألأةَ في السَّماء كَانت شَاهدةً علَى حدثٍ عجِيبٍ قَد قلبَ موَازِين َالمَنطقِ السَّلِيم، فإنَّ الشَّمسَ والقمرَ قَد وقعَ الإثنانِ منهُما فِي حُب الآخَر، وهَام القمرُ المُضيءُ بَشمسهِ الذَّهبيَّة هُيامَ العُشَّاق، وَلكِن هذَا الحُب الشَّغُوف كَان يحُول بَينهُ وبَينَ تحقِيقهِ مَا يُمكنهُ إِخلاَلُ النِّظام ِفِي هذَا الكَوكَب.