الفصل الثانى

1.8K 64 10
                                    

تحدثت لتين فجأة دون سابق أنذار : أنا طول عمرى لوحدى عمرى ما لقيت حد جمبي يشجعنى أعمل أى حاجة ، أهلي كانو بيكرهونى وعمرهم ما حبونى فى يوم كان نفسهم أطلع ولد مش بنت علشان أشيل أسم العيلة وأملاكهم زى ما كانو بيقولوا ، كنت بسمع دايمًا عن الصديقة اللى ممكن تعوضك عن كل حاجة ، بس ده محصلش معايا كانو اللى معايا فى المدرسة بيتنمرو عليا بدل ما يقربو منى

كان عدى يستمع لها بأنصات تام ، وقد قام بتشغيل المسجل حتى يقوم بتسجيل جميع حديثها ، ويستطيع العودة له فى ما بعد ، تكلم فجأة عندما لاحظ توقفها عن الحديث : طيب محاولتيش تقنعى أهلك أن مفيش فرق بين الولد والبنت ؟

أبتسمت لتين بسخرية مبتلعة غصة مريرة كانت فى حلقها قائلة بنبرة مستهزئة : حاولت كتير أوى ، حاولت لحد ما تعبت وجيبت أخرى ، فضلت أحاول معاهم سنين ومفيش فائدة ، كانو بيعاملونى كأنى شغالة عندهم ، عمرهم حتى ما قالولى كلمة عدلة

_ هما عارفين بوجودك هنا

نفت لتين برأسها دون تعقيب ، أكمل عدى بنبرة متسائلة : طيب أزاى جيتى هنا ، أنتِ جيتى بدون عملهم ؟

صمتت لتين قليلًا ، تحدثت بنبرة شاردة بعد فترة من الصمت : اول لما أتخرجت من الجامعة قولتلهم أنى همشى وكنت بتمنى أن هما يمنعونى أو حتى يحاولوا مجرد محاولة بسيطة بس ده محصلش بالعكس دول فرحو وقالولى أنهم كانو هيعملوا ده ويطردونى لو أنا مقولتش ده بنفسى

نظر عدى نحو الأسفل وقد شعر ببعض الشفقة على حالها ، قام بنزع جميع تلك الأفكار من رأسه فهو يرى مثل تلك الحالات يوميًا ، رفع بصره نحوها مرة أخرى قائلًا : ومكانش ليكى صحاب ليه تحديدًا

_ مش عارفة ، كانت الأسباب بتختلف كله كان بيهرب منى بدون سبب واضح مرة يقولولى أنتِ شكلك وحش ومرة أنتِ فيكى كذا وكذا ، رغم أنى معملتلهمش أى حاجة قبل كده اصلًا ، ومش بس كانو بيقولوا كده وقت ما احاول أتكلم معاهم ، بدل ما يبقو صحابي كانو بيتنمرو عليا ، وأنا كنت بسكت وبس وبقول طالاما أهلى نفسهم محبونيش الغريب هيحبنى ليه ؟!

_ طيب هو

قاطعته لتين بأعتدالها فى جلستها قائلة بنبرة خافتة دون النظر نحوه : أنا السبب الوحيد اللى خلانى جيت هنا هو أنى تعبت من أنى بشتكى لنفسى وبس كنت عايزة أتكلم ومحدش يشوف ده كتير عليه ، بس أنا دلوقتى بجد تعبت ومش قادرة أكمل ، ممكن نكمل فى وقت تانى ؟

اومأ عدى برأسه وقد علم أنها قد توصلت إلى أقصى درجات تحملها تحدث بأبتسامة : أكيد طبعًا مفيش أى مشكلة ، مش هحدد ميعاد معين تقدرى تيجى فيه وقت ما تحسى أنك قادرة تكملى وتتكلمى تقدرى تحجزى وتيجى فى أى وقت

_ تمام شكرًا ليك

نطقت لتين بتلك الكلمات البسيطة وخرجت سريعُا من الغرفة ، تنهد عدى وجلس على مقعده بعد أن أطفأ المسجل ، وشرد بعيدًا يفكر فى تلك الفتاة الغريبة فلا يبدو أن علاجها سيكون بتلك السهولة التى توقعها
_________________________________________________________________
مر الزفاف بروتينية ، دون حدوث أى شئ جديد ، سوا فرحة الأهل ، بينما بقى الجمود مرتسم على وجه العروسين

صراع الحب والألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن