ونظر نحو والدته بقلق شديد ، يفكر الأن فى أى عذر يمكنه مدارة به الحقيقة ، لكنه لم يجد أمامه ممر سوا أخبارها بالحقيقية ، تحدث بنبرة متوترة حاول قدر الإمكان إخراجها ثابتة : بصى هو موضوع كبير طويل بس هي مريضة عندى وكنت عايزها تقعد في البيت شوية علشان
قاطعته والدته فورًا قائلة بنبرة ساخرة بينما ترمقه بنظرات غاضبة : بتهزر صح جايبلى فى البيت مريضة نفسيًا عايزني أتجنن أكتر ما انا متجننة منك ومن أختك ؟
قلب عدى عينيه بملل قائلًا بنبرة متضايقة بعض الشئ : ماما المريض النفسى مفيش حاجة تعيبه كلنا عندنا ضغوطات ومشاكل نفسية بس كله بيخاف يروح لدكتور نفسى علشان ميتقالش علبه مجنون
لم تلن ملامح والدته ولو قليلًا بل أكملت حديثها بنبرة غاضبة : هتيجي تتفلسف عليا يعنى دلوقتي ، حتى لو كلنا كده ، أنا مش عايزة واحدة بتمشي تشد فى شعرها
_ اولا أنا مش بتفلسف أنا بقول الحقيقة ثانيًا هى معندهاش أي حاجة من دى ، الأفلام مسوئة سمعة المرضى والدكاترة ثالثًا بقى وده الأهم ينفع تبقى شايفة شخص واقع فى مشكلة ونقدر نساعده ومنساعدوش ؟ ، ترضى أن ياسمين تبقى واقعة فى مشكلة ومحدش يرضى يساعدها
قال أخر كلماتها محاولًا أستغلال عاطفة الأمومة لديها ، وقد نجح فى ذلك بالفعل فقد بدأت ملامح والدته تلين قليلًا ، تحدثت بعدم أقتناع كلى : طيب يا عدى تقدر تخليها تيجى بس أنا لسه مش متقبلة الوضع تمامًا
أبتسم عدى بأتساع عندما سمع هذا ، تمتم بلهجة سعيدة : حبيبتى يا أحلى أم فى الدنيا كنت متأكد أنك هتقفى جمبى المهم دلوقتى بس فين ياسمين
لم يكد يكمل جملته حتى وجد شقيقته الصغرى تقف أمامه ناطقة بنبرة مستهزئة : أهلًا أهلًا بالباشا الكبير اللي دايمًا مشغول ومبيجيلناش غير كل فين وفين أيه سبب الزيارة السعيدة دى يا ترى
زفر عدى بضيق من أسلوب شقيقته ذلك ، تحدث بنفس النبرة خاصتها : أكيد مش جاى علشان جمال عيونك يعنى فى بنت هتقعد هنا لفترة بلاش تسأليها كتير وتضايقيها هى مش ناقصة
عقدت ياسمين حاجبيها بدهشة قائلة بنبرة متسائلة متجاهلة أول جزء من حديثه : بنت ؟! هتقعد هنا ليه بصفتها مين أنتَ أتجوزت من ورانا ولا أيه
_ أكيد لا يعنى بصى هى مريضة عندى والموضوع كبير كده ومعقد فملكيش دعوة بيه وبلاش تضايقيها هى تقرييًا أكبر منك بسنة واحدة
لمعت عينا ياسمين بفرحة قائلة بنبرة سعيدة : سنة واحدة ده يا نهار صحاب يا جماعة أول مرة تعمل حاجة عدلة فى حياتك متقلقش مش هضايقها أكيد
اومأ عدى برأسها ببعض الشك قائلًا : مع أنى أشك فى ده بس تمام هناديلها دلوقتى
أتجه نحو السيارة حيث تنتظره لتين التى كانت تفرك يديها سويًا بسبب توترها ومئات الأفكار تجول داخل رأسها ذهابًا وإيابًا ، والشئ الذى كانت متأكدة منه مئة بالمئة تقرييًا هو أنه سيقع فى مشكله مع عائلته بسببها وسترحل بالطبع خائبة الأمل لا تدرى أين يجب أن تذهب
أنت تقرأ
صراع الحب والألم
Romanceحكايات وقصص مختلفة كل ما يجمعهم هو الصراع بين الحب والألم ، من سينتصر فى النهاية ؟ ، هل هؤلاء ضعفاء أم أن الحياة من قامت بظلمهم دون أى رحمة أو شفقة ، هل ستشفق الحياة عليهم وتتركهم يستمتعون فى حياتهم وعالمهم ، أم أنها ستستمر فيما تفعله كلها تساؤلات ت...