الفصل الثامن عشر

719 36 4
                                    

وشعرت بكف شخص ما يوضع فوق كتفها ، أتتفضت واقفة سريعًا ، ناظرة نحوه بقلق ، لقد كانت تعرف هويته دون الحاجة للنظر فقد كان رجاح بالطبع هو من يقف خلفها

لاحظ قلقها ذلك لكنه لم يبدي أى ردة فعل أتجاه ذلك ، أبتعد عنها قليلًا ، وضع كفه داخل جيبه ، ناطقًا بنبرة هادئة : كنتى بتعملى ايه ؟!

توترت إسراء بشدة ، تمتمت بنبرة متلعثمة : ده أنا كنت بنضف الأوضة أه بنضف الأوضة

رفع رجاح أحدى حاجبيه ناطقًا بلهجة ساخرة : أه بتنضفى الأوضة أكيد ، ما أنا عارف

كادت ترد محاولة تبرير موقفها ، لكنه قام برفع كفه أمام وجهها ، مانعًا اياها من الحديث ، ناطقُا بنبرة باردة : مش عايز أسمع تبريرات أتفضلى أطلعي بره

عقدت إسراء حاجبيها بضيق ، مرددة بنبرة حانقة : لا بقى مش من حقك تطردني كده !! ، انتَ

قاطعها رجاح ناطقًا بنبرة شبه صارخة : قولتلك أطلعى بره يا إسراء أخلصى وأطلعى بره !!!

لم تدري إسراء كيف أزدات سرعتها هكذا ولكنها فجاة وجدت نفسها داخل غرفتها ، بعد ما فرت من أمامه بسرعة ، فقد أهابها صوته المرتفع كثيرًا

فهى بالفعل تهاب الأصوات المرتفعة ، وضعت كفها مكان قلبها ، ضغطت عليه بقوة قليلًا ، محاولة تهدئة نبضاته السريعة ، وتهدئة نفسها ، فلا يوجد داعى لكل هذا التوتر فلم يحدث شئ ولم يفعل لها أى شئ

تنهد رجاح بضيق ، وأرتمى على سريره بتعب ، هو لم يرغب بالفعل فى التشاجر معها أكثر ، خاصة بعدما علم هوية ذلك الشخص الذى كانت تحادثه لكنها تستمر في إغضابه فحسب دون أن تشعر
_________________________________________________________________
أتجهت لتين إلى الأسفل حيث توجد كوثر ، وجدتها بمفردها فيبدو أن عدى قد تركها وغادر منذ مدة ، تنهدت كوثر ببعض الضيق عندما رأتها

وقد شعرت لتين بهذا بالفعل لكنها تجاهلته عمدًا ، أقتربت لتين منها ناطقة بنبرة هادئة : أنا اسفة يا طنط حقك عليا متزعليش مني

عقدت كوثر حاجبيها بدهشة ناطقة بنبرة مندهشة : أسفة !! ، أزاي مش فاهمة ؟! ، وليه ؟!

تنهدت لتين ناطقة بلهجة شبه حزينة : يعنى علشان عاملتك بطريقة مش لطيفة وحضرتك أكبر منى ، حضرتك زي والدتى أكيد ، فأسفة على ده

لانت ملامح كوثر تمامًا بعد كلماتها ، فقد شعرت بصدقها ، ولم تكن لتين تمثل بالفعل فقد شعرت أنها بالغت فى ردة فعلها قليلًا مع كوثر

ولم تراعى فارق السن بينهما ، تمتمت كوثر بنبرة هادئة : مفيش مشكلة يا لتين مش مضايقة ، وأتمنى أنتِ كمان متبقيش مضايقة منى

نطقت كوثر أخر كلمتتها تلك بنبرة مترددة ، فهى إلى الأن لا تعلم غاية الأخرى الحقيقية من الاعتذار وقد أستبعدت فكرة أن عدى هو السبب

صراع الحب والألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن