صوت الصمت من حولى يملأ المكان أشعر بألم شديد فى صدرى فكلما تنفست كلما شعرت بأن كتله من اللهب تحرقنى من الداخل وعندما أحاول كتم نفسى ليتلاشى ذلك الشعور المريع يزداد أكثر وأكثر وتزداد معه كتلة اللهب فى الإحتراق داخلى .
لا أعلم لماذا أنا فى هذا المكان لا أتذكر أى شئ سوى اننى قمت بحادث سير حيث اصطدمت بسياره أثناء عودتى من العمل. ولكن لماذا يوجد شعور غريب شعور اننى فقدت شئ فقدت شئ مهم لا أعلمه ولكنى أعلم بأننى فقدته يزداد شعورى بالضياع فى مستشفى فى غرفه مغلقه كاحلة السواد بدون ذلك الضوء الخافت الصادر من الخارج كنت ظننت نفسى بأننى أصبت بالعمى. أتت تلك اللحظات التى دعونى امنحها لقب اتعس لحظات بحياتى كالصاعقه فأنا أخاف الوحده اخافها واعرف شعورها هذا اللعين. لطالما تعاملت مع الكثير من البشر وقمت بمحاولات عديده لتكوين صداقات مع أنى لم أحب البشر قط ورأيتهم دائماً كحيوانات بعقل تندفع نحو غاياتها كإندفاع الباهائم نحو الطعام تبرر وسيلتها لفعل أبشع الجرائم لبنى جنسهم تعطى نفسها الحق فى محاسبة أناس بالباطل وتقييد حريتهم لمجرد امتلاكهم السلطه فى فعل ذلك أكره إنتمائى لهذه الدنيا لهذا المجمتع لهذه الحياه بشكل عام ولكن ما باليد حيلة هذه هى الحياه يجب عليا عيشها حتى لا أندم على توفيتها ولكن إن كانت سوف تكون كذلك فسوف أفكر جيدا فى إنهائها يوماً من الأيام.أحاول الوقوف على قدماى مع الكثير من الألم وصعوبة التنفس أحاول أن أخرج من هذه الغرفه من هذا الشعور الذى يعصرنى من الداخل أحاول الذهاب للتحدث مع أى شخص حتى إن كان بموضوع سخيف أو ليس له قيمه أريد الشعور بأننى على قيد الحياة.
قمت بجر قدمى ومحاولة السير ولكن جسمى يرفض محاولاتى فى جعله يتحرك وما إن سرت خطوتان إذا بسقطت على الأرض وكان الصوت كصوت إرتطام جثه بالأرض ففى الواقع فى هذه اللحظة تحديداً لم أشعر بأننى على قيد الحياه خيلت لى نفسى بأننى مت لأنه لم يكن بجوارى أحد عندما استيقظت ولم أرى سوى ضوء خافت من بعيد ملامحه كئيبة يشير إلى الخلاص من كل زاويه فيه فلم يكن كضوء عادى وإنما كان كالإشاره التى تصدر قبل ملاقاة الجحيم.
عندما إستيقظت للمره الثانية وجدت بجوارى طبيب يقول :الحمدلله على سلامتك لقد كنت قريبه جدا من الموت ولكن الله كتب لك عمر جديد.
ردت بصوت ملئ بالتعب : ولكن ماذا حدث لقد كان حادث سير طبيعى أليس كذلك ولكن أين أهلى لماذا لم يأتى أحد لزيارتى.
رد الطبيب بحيره كبيره يفكر بماذا عليه قوله : المهم أن ترتاحى الآن فالكلام الكثير غير مناسب ل...
لارين بكل عصبية : إن لم تقل لى الآن ماذا حدث بالظبط فسوف اقطع جهاز التنفس وأقوم بقتل نفسى فى الحال ولن تستطع إيقافى عن فعل ذلك .
رد الطبيب مسرعاً : انا أريدك فقط أن تهدئى وان نتصتى لى بحذر لأن التوتر والعصبية ليس من مصلحتك الآن وأنت بتلك الحاله.
حسنا لقد كنتى ب غيبوبة إستمرت ل 10 سنوات وخلال تلك السنوات حدثت أشياء كثيره سوف أحكيها لك الآن لقد هاجرت شقيقتك الكبرى للعيش بأمريكا ومن سنتان ماتت والدتك ولكن يعلم الله انها لم تفقد الأمل ولو للحظة فى أنك سوف تشفين وكانت تتابع زيارتها لك كل يوم وتلوم نفسها على ما حدث لك فى تلك الليله.لارين لا تتحدث ولا تصدر أى صوت وإنما قطرات دموعها تسقط فى تتابع على الأرض وكأنها تنزف تلك الدموع .
يكمل الطبيب حديثه قائلا : اما بالنسبه لشقيقك الأصغر فهو على وشك القدوم إلى هنا فهو لم يصدق خبر عودتك للحياة مره أخرى وترك كل شئ لكى يأتى لرؤيتك.
فقاطعته بسرعه قائله : سليم أخى هل هو بخير كيف عاش لوحده وهو الآن لم يتجاوز 16 من عمره كيف تدبر أحوال نفسه بعد وفاة امى وبدأت لارين بالبكاء بحرقه وقول أين هو أريد أن أراه حمدا لله على سلامته فهو الآن كل ما أملك.
فقال الطبيب : هو الآن على وشك الوصول إلى هنا سوف تسعدين برؤيته انا اعلم لعل رؤيته سوف تجعلك تشعرين بتحسن بعد تلك الصدمات النفسية التى توالت عليكى.
لارين فى نفسها يتصارع الشعور بالحزن الممزوج بالفرح لرؤيتها أخيها الأصغر فهى من قامت بتربيته وكان شديد التعلق بها بطفولته ولكن هذا الكلام كان من قبل 10 سنوات فماذا سيحدث بعد مرور تلك السنين بين الأخوين هل تغير سليم وفقد تلك الطيبه التي كان يمتلكها أم انه مازال سليم الولد ذو القلب الأبيض والروح الحلوه.
هذا ما سوف نعرفه في الجزء القادم
أنت تقرأ
الواقع والخيال
Science Fictionتتحدث القصه عن عالمه تعمل بوكالة ناسا شديده الذكاء ولكنها ليست محبوبة فى الواقع بين الناس فتعيش فى أحلامها وخيالتها وتخلق عالم آخر لها لاتريد الإستيقاظ منه.