نحو المجهول

66 3 0
                                    

من هنا تبحر السفينه نحو المجهول لطالما تسائلت عن أشياء مجهولة ورغبت فى معرفتها وإدراكها ولطالما جائت الأسئلة تصعق ذهنى كل يوم وكل ليلة.. أتذكر جيدا وجود عدة أيام لم أنم بها بسبب التفكير وسبب طبيعتنا من الخوف من كل شئ نجهله وأيضاً هل هذا المجهول واقع جميل سوف ندركه فى يوم ما أم هو جحيم لا نريد أن نصل إليه لبشاعته هل عقلنا يعلم شئ لا نعلمه هل عقلنا يعلم الحقيقة ولكنه يخفيها بإدعاء أنها مصلحتنا وراحت بالنا عندما نتحدث عن العقل البشرى يصبح الأمر ملئ بالاشياء الزائفه التى يحاول عقلك خداعك بها لكى تصدقه ولكن هل عقلنا حقا يقوم بخداعنا لحمايتنا أم لأنه برمج على ذلك...

لارين تقول : ماذا حدث لى هل الشغف بإكمال الحياة أصبح منعدم لدى هل حدث شئ لعقلى يجعلني لا أخشى المجهول ياترى حبى الشديد للعلم والإتجاه دائما نحو المعرفه اعمانى وجعلنى لا أشعر بشئ سوى المضى قدما حتى وإن كان هناك مخاطره قد تودى بحياتى ....يقطع تفكيرى صوت جونقكوك وهو يقول هل أنت مستعدة للإقلاع فردت بصوت ملئ بالشجاعة نعم أنا على أهبة الإستعداد فقام جونقكوك بالإتجاه نحو الثقب الدودى وما إن دخلنا به شعرت بالإضطراب وكاد قلبى ينفجر من دقاته المتسارعة ولم أرى سوى لون اسود لقد كان اسود لدرجه أننى ظننت أننى فقدت بصرى على الرغم من وجود ضوء فى السفينة فهو ليس ك لون اسود عادى ولكنه يشع سواد.... قام جونقكوك بتحديد الكوكب الذى سوف نسلكه حين دخلنا فى الثقب وكانت الصدمة الصاعقة وهى أن الكوكب المنشود الذى بنينا عليه كل الطموحات ما هو إلا سراب ولا وجود له بالمره فشرعت بالصراخ قائله ماذا حدث أنا متأكدة من حل المعادلة ومتأكده أيضا أن ذلك الثقب هو الصحيح ماذا حدث انا لا أعلم فقال جونقكوك وهو يصرخ بوجهى لقد قلت لك عن مخاطر تخطى سرعة الضوء فالزمن توقف وعند توقف الزمن تتوقف الحياه فسوف نعلق هنا للأبد فرددت عليه قائله هذه هى السرعه الوحيدة التي توصلت لها بعد تعب ومجهود فى حل تلك المعادلة فإن تحركنا بسرعه أقل من تلك لن نستطيع دخول الثقب من البدايه لقد كانت معادلة صعبه ولكن سوف أجد لها حل فأنا لن اضيع الباقى من عمرى هنا أعدك بذلك....

بدأت بتقليل سرعة المركبة آملة أن يتحرك الزمن مره أخرى فإنعدامه يدل على هلاكنا هنا بقية الحياه. قمت بتقليل السرعه وتوجيه السفينه بإتجاهات مختلفة وزاوية أخرى وأنا أقول فى نفسى لن أدع ذلك يحدث لن أبقى محبوسه هنا لقد ضاع شبابى فى هذا العلم إلا أن أصبحت لا أريد شئ من الدنيا سوى المعرفة لا أريد شئ سوى إشباع تساؤلاتى .

وأخيرا تحرك الوقت مره أخرى وقمنا بالإتجاه نحو هذا الكوكب آملين على إيجاد الحياه التى فقدناها على كوكب الأرض وما أن قمنا بالنزول على سطح ذلك الكوكب أصبحت الفرحة تملأ وجهى شعرت بأننى صحابة الحظ السعيد وأننى متميزه عن باقى البشر ولكن كالعادة وككل مره لن تكمل فرحتى فالمستقبل يخبئ لى الكثير والكثير من الأحداث الأليمة فهكذا هى الحياه لا تظل أبداً هادئه وسعيدة فإذا بمجموعة من الروبوتات تأتى وتقوم بتقيضى وأخذى إلى مكان بعيد عن الكوكب نعم لقد كانوا هم الروبوتات التى قامت بالهجوم على سفينتنا بالمره السابقه وأنا الآن مع التطور السئ من البشر ومع خصالهم الدنيئه ونواياهم الخبيثه قاموا بإختطافى دون أن يشعر البقية كان شئ واحد يملأ ذهنى وهو هل سوف يقوم جونقكوك بالعثور عليا أم أننى قمت بإصالهم لهدفهم وأصبحت ليس لى قيمة عندهم؟!

الواقع والخيال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن