الفصل الرابع عشر من الشك

133 11 3
                                    

# الفصل : الرابع عشر
# الشك
# بقلمي : ايمان احمد

اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا

مرت الايام بسعادة وفرح على أهل هذا البيت برجوع نورسين إليه و ايضا انضمام عبد الله هو الآخر للعيش معهم بعد أن أخبروه بمسامحتهم له و اصرارهم على انتقاله للعيش معهم وبالطبع وافق بكل لهفة وفرحة فسيكون بين عائلته و سيعوض ابنته و أبنائها  على ما فعله بهم و سيكون بجانب نورسين لن يتركها ابدا لم يتغير شئ سوى سفر اكرم وأحمد للإسكندرية ليجهزوا لافتتاح المكتب الخاص بأكرم ومعاذ انتهت الإجازة سريعا فستبدأ الدراسة بعد اسبوع من اليوم كانت العائلة تجتمع كما هو المعتاد و بينهم اكرم وأحمد الذين جاؤوا من الإسكندرية لكي يقضوا اجازتهم مع العائلة قبل الرجوع للدراسة
نورسين : بابا كنت عايزة اطلب منك طلب
محمود : اكيد يا نورسين
نورسين : احنا طبعا الإجازة خلصت وهنرجع كلنا اسكندرية تاني ايه رأيك لو يعني تيجو اسكندرية ونعيش كلنا مع بعض هناك بدل ما تكونوا انتم هنا واحنا هناك
اكرم : اه والله يا ريت يا عمي أنا اصلا كليتي ومكتبي أن شاء الله هيكونوا  هناك و هيبقى صعب عليا اني هكون ما بين هنا وهناك وكمان هنكون كلنا مع بعضنا وممكن نبيع الشقة بتاعتنا اللي هناك ونشتري بيت صغير زي اللي هنا ده و تعيش فيه كلنا مع بعض
محمود : وانتي رأيك ايه يا أم اكرم ؟
زينة بتفكير : أنا موافقة
محمود: خلاص أن شاء الله اكرم يشوفلنا بيت هناك يكون عبارة عن شقتين شقة لكم وشقة ليا أنا ونورسين وعمي وان شاء الله لما تيجوا تتجوزوا نبني لكم ادوار فوقنا يعني وانت بدور يا اكرم مدورش على شقق في عمارة دور على فيلا صغيرة كدة على قدنا
عبد الله وهو ينظر لمحمود بامتنان على ذكره أنه سيعيش معهم وايضا برجاء أن يوافق على فكرته : أنا فيلتي موجودة فأنا يقترح انكم تيجوا تعيشوا معايا فيها
محمود وهو ينظر إليهم جميعا ليرى ردة فعلهم فعندما وجد عدم الاعتراض من أحد : و أنا موافق يا عمي
سعد الجميع بهذا الخبر وخاصة نورسين التي فقدت هذا الجو العائلي لفترة طويلة فكانت تفكر كيف ستذهب إلى الإسكندرية وتترك والدها ولكن الله سبحانه وتعالى انعم عليها بأب متفاهم يحقق لها كل ما تحلم به
مرت الايام وانتقل الجميع الي الإسكندرية وبدأت الدراسة و لكن لن تخلو هذه الأيام من مشاجرات بين احمد ونورسين بسبب تصرفات نورسين
           &&&&&&&&&
في مكتب احمد ارتفع رنين موبايله
احمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكرم : وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته عايزك في موضوع مهم وعايز اكلمك فيه برة البيت
احمد : أنا فاضي دلوقتي موراييش حاجة عدي عليا أنا في طب المواساة 
اكرم : خلاص هعدي عليك هعطي لنورين حاجة و أخدك ونخرج نتكلم برة شوية
احمد : خلاص ماشي
نزل احمد بعدما جمع اشياءه فوجد اكرم يقف وعلامة الصدمة تظهر على وجهه
احمد وهو يهزه : مالك يا ابني واقف كدة ليه
اكرم : هه مفيش يا لا علشان منتأخرش
احمد : استنى بس مستعجل على ايه ونظر الي حيث نظر اكرم فوجد نورسين تجلس مع بنت و ولد و يضحكون بشدة فظهر الغضب عليه بشدة
اكرم : احمد متتهورش وبراحة مع نورسين هي حياتها كلها كانت كدة فواحدة واحدة معاها
لكن احمد لم يستمع إليها وذهب إلى حيث تجلس بغضب شديد ولم يستطع اكرم إيقافه
احمد بعصبية : دكتورة نورسين لو سمحت عايزك شوية
نظرت اليه نورسين بذهول على عصبيته الشديدة وايضا أنه أول مرة يتحدث معها في الجامعة و ايضا حديثه معها البيت قليل جدا عندما يغضب من تصرفاتها
نورسين : خير يا دكتور احمد.
احمد بعصبية أشد : اتفضلي معايا يا دكتورة و انتي تعرفي
الشاب : انت مين وبتتكلم معاها كدة ليه
احمد : انت مالك انت أنا مين و اتكلم زي ما أنا عايز اتكلم
جاء إليهم اكرم سريعا لكي يهدأ من الوضع
اكرم بهدوء : معلش يا نورسين تعالي عايزينك في موضوع مهم ثم نظر للشاب : معلش احمد بس مضايق شوية واحنا نكون ولاد عمها وانا بعتذر لك عن أسلوب احمد ثم همس لاحمد وانت اهدى شوية عارف لو اتخنقت مع الشخص ده دلوقتي سمعة نورسين هتكون ازاي في الكلية بعد كدة وخصوصا بعد اللي حصل قبل كدة ثم أخذه وبعد عن مكان نورسين و اتجه الي سيارته لحقتهم نورسين وهي تتسأل بداخلها عن ماهية الموضوع
نورسين : خير يا اكرم
جاء اكرم لكي يرد ولكن قاطعه احمد بعصبية : ازاي يا دكتورة تقعدي مع شاب لوحدكم وتقعدوا  تضحكوا ما فيش اي احترام خالص
صدمة نورسين من حديثه ولكنها ردت بعصبية : اولا احنا مكناش لوحدنا صاحبتي كانت معانا ثانيا انت مالكش دعوة ليا اعمل اللي اعمله و يا ريت تحط في بالك انت مش ولي امري علشان تقولي اللي اعمله واللي معملهوش فيا ريت تلزم حدودك بعد كدة ومالكش دعوة ليا ثم تركته وذهبت دون أن تسمع اي رد سحبه اكرم من يده وأدخله إلى سيارته
اكرم بهدوء : ممكن اعرف عملت كدة ليه 
احمد : انت مشفتش اللي حصل يعني
اكرم : شوفت بس عايز اعرف ليه اضايقت كدة
احمد: اكيد لازم اضايق لما اشوف اختي بتعمل كدة و انت اكيد تضايقت
اكرم : أنا اه اضايقت بس انت للاسف بتضحك على نفسك بس للاسف مش هتقدر تضحك عليا نورسين عمرها ما كانت بالنسبالك اختك من وهي صغيرة انت اكتر واحد اتأثرت لما مشيت وللاسف كنت بتمثل اللامبالة و كنت بتحاول تقنع نفسك انك زعلان علشان عمك و اختك حتى لما اتفقنا ندرس في اسكندرية كنت اكتر واحد متحمس لكدة و كنت برضو بتقنع نفسك بنفس السبب انت لو حاولت تخبي على الناس كلها حبك لنورسين مش هقدر تخبيه عليا لأن أنا مش بس اخوك لا أنا توأمك ونصك التاني جاء احمد أن يتحدث ولكن قاطعه اكرم متحاولش تنكر يا احمد لاني فهمك اكتر منك انت  شخصيا
احمد : حتى لو اللي انت بتقوله صح أنا ونورسين مختلفين تماما عن بعض و الجواز عبارة عن تفاهم بين الشخصين  و تأسيس أسرة وتربية الأطفال على مبادئ دينهم والمفروض لما ادور على زوجة مش هدور على واحدة بحبها وخلاص لازم جنب الحب ده واحدة تكون عندها قيم وعارفة دينها كويس علشان لما تيجي تربي أولادها تربيهم على الدين الصحيح ولازم يكون فيه تفاهم و احترام بين الزوجين علشان ميأسرش في سلوكيات الاطفال بعد كدة أنا مش بقلل من نورسين نورسين محترمة جدا على الرغم من بعض تصرفاتها إلا أنها بتعمل كدة بتلقائية مش عارفة أن كدة غلط بس احنا مختلفين تماما نورسين عنيدة جدا و الموضوع زاد لما كبرت مبتعترفش بغلطها بسرعةوانا عصبي جدا فده هيعمل مشاكل كتير. بينا فيما بعد
اكرم : بالعكس ممكن نورسين تكون عنيدة بس انت الوحيد اللي كنت بتعرف تتعامل معاها وتقنعها بأي حاجة انت عايزها لدرجة أن أمها الله يرحمها كانت لما تحب تقنعها بحاجة بتخليك انت تقنعها بده و علفكرة كمان نورسين بدأت تتغير كتير ممكن جدها من خوفه عليها دلعها جامد و مكنش بيحاسبها على تصرفاتها فحياتها كلها كانت كدة فهي بتحاول تتغير فنخليها معاها واحدة واحدة و انت بتحبها فلازم تصبر عليها
احمد : على فكرة أنا مقولتش اني بحبها أنا قولت لو افترضنا أن كلامك صح و على فكرة أنا قبلت المنحة اللي جايالي وهسافر المانيا احضر الدكتوراة هناك
اكرم بعصبية : أنت غبي يا بني انت كدة بتهرب مش بتواجه مشاكلك
احمد: بالعكس أنا كدة بحل كل حاجة انت عارف انا كان نفسي ازاي في المنحة دي تاني حاجة أنا لازم أبعد علشان اعرف اخد وقتي وافكر كويس
اكرم : ماشي يا احمد خد وقتك كله و أنا مش هفتح معاك الموضوع ده تاني

               &&&&&&&'&
عند نورسين ذهبت الي البيت وهي متضايقة جدا من كلام احمد
محمود بحنان : مالك يا نوري زعلانة ليه
قصت له نورسين كل ما حدث تضايق محمود ولكنه تحدث بهدوء شديد
محمود : بصي يا نوري احمد اكيد عمل كدة علشان خايف عليكي و على سمعتك هو اه غلط في أسلوبه معاكي بس هو عمل كدة من خوفه عليكي وانتي كمان غلطي
نورسين : أنا يا بابا غلط طب غلط في ايه
محمود : اول حاجة واهم حاجة مكنش ينفع تقعدي مع شاب و تقعدوا تضحكوا
نورسين : يا بابا أنا كنت قاعدة بستنى مع نورين فهو شافنا وجيه سلم علينا وقعد وهو يبقى ابن صاحب جدو  واحنا أصحاب من زمان
محمود : يا حبيبتي ربنا سبحانه وتعالى بيقول في كتابه الكريم في سورة النساء ( ولا متخذات اخدان )
والخدن يعني الصديق و دي كانت عادة في الجاهلية أنهم يتخذوا اصدقاء وربنا حرمها سواء لأن الشخص ده اجنبي عنك و علفكرة ولاد عمك أو ولاد صاحب جدك أو صاحب جدك ذات نفسه يعتبر اجنبي عنك و كمان مينفعش تسلمي عليهم و ده عرفناه من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له . " رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع 5045
تاني حاجة غلطي فيها اسلوبك في الرد على احمد مكانش كويس وهو مهما عمل ابن عمك و اكبر منك وهو كان عايز مصلحتك
نورسين باعتراض : بس هو مفهمنيش براحة كدة لو كان اتكلم معايا براحة أنا كنت سمعت كلامه لاني معرفش أن كدة حرام
محمود : أنا عارف أنه غلطان وانا هكلمه في الموضوع ده مرضية كدة يا ستي
قبلته نورسين : شكرا يا احلى اب في الدنيا و أنا خلاص معمتش هعمل كدة تاني او اسلم على حد
محمود : ربنا يوفقك يا حبيبتي

يا ترى احمد هيسافر ولا هيحصل حاجة توقفه ؟

# الشك
# بقلمي : ايمان احمد

الشك / بقلمي : ايمان احمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن