٢- أوهم هو؟

201 18 137
                                    


طُرِق الباب، ليجفل الواقف خلفه، رغم يقينه بأن الطارق لن يتخلف إطلاقًا وأبراح مكانه، في يده يمسك ألاداة التي تصرخ الخيانة رغم جريمته التي أفتعلها قبل قليل!

تقدم أخر خطواته للوصال مع مقبض الباب، توقف لوهلة، فشعر بجبن جوهره، ونذالة مبدأه، أينوي مجابهة من خانهم بينما جاؤوا لمعاقبة خيانته ويحمي نفسه منهم بالسلاح الذي هم أعطوه أياه؟

هو عسكري مبتدئ، برح مكانه في مقر عمله عندما هوجم من قبل المتظاهرين أمسًا، فقط لأنه ما رغب أن يضطره القدر لأطلاق النار على المتظاهرين العُزل، وأن وضع بموضع المدافع عن حياته أو شرف مقر عمله.

هو كأي كوري جنوبي، يعيش حياة ضيقة الحرية، لكنهم كانو الثائرين، وكان هو العسكري الخاضع الذي يتلبس قبح القامع، ما كان فرضًا عليهم من الجهات العليا.

وترددت في مسامعه تلك الجملة، تشكل الضوضاء جدار صوتي خلفي لها:

إنهم يثأرون لأجل حياة حقيقية نعم، لكن أتظن أننا في موضع القادر على أن يثأر حتى؟

أغمض عينه بقوة ففتحها في ثانية موالية، بينما كانت والدته تسارع بأدخال جيني لأحد الغرف، وهي تتلفت بقلب ما اطمئن مصير أبنها وهو يقدم على فتح الباب، فقط عدة ثواني، كانت تبتغي عدة ثواني لأدخال جيني الغرفة بأمان ثم اللحاق بأبنها ومنعه عن فتح الباب!

-توقف بني!
همست، واضعة يدها فوق يده التي أدارت المقبض بالفعل، وقد أفلت لسان الباب مقبعه معلنا فتحه الباب الذي تحرك بدوره عدة مليمترات اعترضتها والدته!

كانت تطالعه بنظرات ترتجي ألا يخالف كلامها وان يستمع إليها، لكنه خاطبه بنظراته بدوره التي صممت على رغبته، إنه لن يكون جبان لأخر مرة في حياته قبل أن تتم مداناته لربما بالموت بسبب الخيانة! لكن نظرات والدته التي ترجتيه، نظراتها وقد ملأها الدموع مما أضعفه! لكنه سيشعر بالعار حقا إن تركها تتستر عليه!

كان شعورها باللهفة ومدى غلاوة حياة أبنها، الذي هو أخر ما تبقى لها، قد حثها على جره نحوها والتقدم للوقوف بمكانه، تأخذ نفسًا عميقا، ثم تضع اناملها على الباب وتكمل فتحه ببطأ عدة سانتيمترات أخرى، تجابه الطارق وقد دفعته خلف الباب، تاركته يصارع ذاته داخليًا عما يجدر به فعله.

وبالطبع هو لن يختبأ هكذا، هو سيتحمل نتائج افعاله، وفي النهاية، مد يده ليسحب الباب يفتحه على وسعه، مستقصدًا بأظهار وجوده تسليم نفسه بنفسه، أنه لن يقدر على ذلك.

-سيدي أنا..

-بيكهيون!

نبست جونغ إن وقد صفع الواقع كل السيناريوهات التي خاض صراعًا مضرمًا معها منذ دقيقة فحسب، كل التردد، وكل اضطراره على التخلي بالشجاعة، وهو الذي أوشك بعد أن وقف وقفة العسكري من حيث الثبات أن يعترف بجرمه فورًا! لكن يتضح أن الطارق منذ البداية كان بيكهيون، صديقه وزميله كذلك.

لأنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن