٦- يوم تستيقظ الفطرة الإنسانية

86 13 99
                                    


-أرجوكِ أفهمني أنا لن أفعلها، أني اخاف أن تكشفني وهي محامية ستزجني بالسجن! لازلت طالبة.
كانت هي جي ترتجيه بعدما قاطعها وهي عائدة من مدرستها بضعًا من رجاله، فسحبوها لزقاق سيدهم قاتم الرحمة، كان في صدد تنفيذ تهديداته، وهي الباكية تحاول اقناعه، لكن لوهلة لا يبدو وكأنه سيتراجع عما يريده.

إنه سياسي يرغب بأخذ كل ما يريده، وهو لا ينسى لأحدهم تارًا ليرده، لاسيما من أستفزوه، ولم يعاملوه كمن يعامل العبيد ملكهم، من قبل أناس أعماهم الخذلان أم اغرتهم المناصب، فظنوه العالي عليهم، وظنوه عليهم يمن بمن هي واجباته، لكن حان زمان غير الذي كان، وأستيقظ الأنس من سباتهم بالخضوع أمام الاستبداد، وأُغلقو الأفواه بالجهر بالمنكر الذي يقومون به، وكالعادة، يُخرسونهم بالطعن وبالرصاص، أصوات أولائك الثائرين، حتى تمكنوا منهم بالغدر والخداع.

كحال هذه الذي شاء توريطها بمطالبه عندما علم قربها من جيني، أغراها في البادى بالمال كأي غني -سرق من الشعب مالهم وما اوفى مصادقية منصبه!- وهو الأن في صدد ممارسة هوايته المفضلة، كسياسي يجيد فن الأخذ واللاعطاء كما يوهم من أمثالها بالنقيض، ففي حين أنه أقنعها بأنه يعلم بحلمها أن تكون رائدة فضاء وسوف يمول منحتها الدراسية إلى الخارج، المنحة التي لشدة أنها مستحيلة نستها، وكادت تنسي حلمها، لكن هاهي تلمع عينها لهذه الفرصة التي لا تقدر بثمن!.

وفيما هي غادرت، ضحك هو، فسأله مساعده لماذا يضحك، قال وهو ينظر إلى ظهرها وهي تغادر، تحتضن كتابها أمام صدرها بكلتا يديها كأنها تشعر بذنب هذه الصفقة التي اجرتها الأن، في ظهرها ترتدي حقيبتها المدرسية، ما استغرقت بضع خطوات حتى ارتخت كتفيها، كأنها للطمع قد خضعت، ونست كل ما أشعرها بالعار لوهلة، بالطبع بعدما اقنعت ذاتها بأن كل هذه حقها، وأن اخذته بوسيلة غير محببة! فهذه الدولة المستبدة لا ينفع معها سوى ذلك حتى تنتزع حقوقك المسلوبة! اقنعت نفسها:

أضحك لهذه الشعوب الساذجة، في حين أنهم يملكون أراضيهم بما فيها، يجعلون من بعضهم ملوكًا يفوقوهم حالاً، فيحكمونهم، مقابل سرقة أموالهم الطائلة، وفيما يمن عليهم هذا الشخص الذي اختاروه بالشيء الهين ليثبت لهم أنه حاكم عادل وجدير، ظنوا أنهم بلغو الترف، وأي أحمق يهبهم كل ما لديه؟ لذلك أنا سياسي، وسياسي محترف، لعبتي خداع الناس بمن هو هين، لأبتلع ما هو أعظم، بيد أنني اكثرهم لؤمًا، لا امنح الساذجون أمثالها.. تأكدو من تنفيذها لوعدها ثم أقضوا عليها لألأ تسبب لنا مشاكل جانبية لاحقًا.

ثم ألتف ليعود إلى سيارته الفارهة، يركبها ويصحبه أربع رجال للحماية، أثنان منهم يتبعونه بسيارة ثانية، تلك كانت حالاته الطبيعية، حيث لا يسرف برجال يحمونه..!

أما في برار أخرى، لأنسان ثانٍ، لا يحميه من بدنه سوى جلده الذي يلتصق على جسده، أنه الذي ما أحتاج لقطيع يحميه، أنه الذي لا يخشى الموت على وجه مبادئه، وعلى ذمة روحه الحرة، هو لا يستبد على أنسٍ غيره، فيجمع رجالًا حوله تحميه يوم تستيقظ الفطرة الأنسانية، ثائرة لكرامتها، راكلة بأنس المجد القصير امثالهم، من يتسلقون العلا في سنين قليلة سرهم إنسان ماكر، في العلن وديع أمام شعبه أن ثأر، وإذا ذاق بهم الملل من حال بعض "الطلاب والمراهقين والعمال" يرجمونهم بوجههم الحقيقي للسياسة، وإنهم بداعي الدفاع ضد لاسلميين تعدو على جندهم، وضد لاسلميين يناصرون أنظمة مشوهة، أي أنهم ليسوا أكثر من أتباع لأحزاب وأنظمة معينة ربما، أي أنهم ليسوا الذين عكسوا الواقع المرير لشعب ضاق حياةٍ مهينة يعيشها! أنه الهراء، فهل يفهم بعضهم شيئًا مما قاساه الشعب أصلاً!؟

لأنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن