٥- صندوق مزدوج الأقفال؟

95 13 280
                                    


-ماذا حصل؟

شاهد المؤشر أسود اللون يهبط عبر الارقام حتى وصل إلى ادنى مستوياته، نقطة الصفر، حرك مقلتيه إلى مؤشر خزان الوقود وقد كان يصل إلى النصف فما المشكلة التي طرأت؟ يتوجب عليه فتح الغطاء الأمامي للسيارة للتحقق ما ان كان هنالك خطب ما.

ألتفت إليها هي التي تمتمت بتمتمتها السابقة وهي ترى السيارة قد تهفو تدريجيًا وكأن بها خطب ما، وقد لاحظ هو الخطب فركنها في اللحظات الأخيرة إلى جانب الطريق، قال: سأنزل بضع دقائق لأرى ما الأمر.

ثم ألتفت ليفتح بابه ويترجل من السيارة في حين سألت هي من الداخل وقد قدمت ظهرها قليلًا عن الاتكاء على مقعدها: هل يمكنك فعلها؟

-لقد كنت ميكانيكي قبل إن اصبح حارسًا لكِ أيتها الآنسة الصغيرة.
اصحب كلامه الهادئ بابتسامة صغيرة، إلتقطتها هي في حين اتجه هو لرفع الغطاء فلم يعد يراها عبر النافذة، لتعود لتتكئ للخلف وهي تنظر عبر نافذتها كالعادة، حدقت في الارجاء، كان شارع هادئ منعزل نوعًا ما، تمر منه السيارات بين الحين والأخر لانه يربط بين مراكز مزن متباعدة، مدينتها، والمكان التي تقبع بها الجامعة.

-قد تحتاج بعض الوقت، هل يمكنك الأنتظار؟
أخبرها بعد حين وهو يمر من الجانب الأخر ليتجه إلى صندوق السيارة يخرج بعض المعدات التي وضعها سابقًا بنفسه، إذ هو لم يحبذ أن تغدر بهم اعطال السيارة ذات يوم، فترمي بهم على جانب الطريق كما الإن، خاصة أنه من يقودها، وهو خير عالم لنظامها واعطالها، وذلك لمحصول سنة وعشرة أشهر من العمل في هذا المجال التي يملكها.

اند يديه ينظر إلى محتويات السيارة الداخلية، حتى ليدرك أنه هنالك خطبًا ما.. ليس في السيارة، بل بها هي، جيني بدت مريبة بالنسبة له.

ما هي إلا ثواني حتى أحس باحدهم يتجه نحوه مسرعًا، كانت سرعة شروعه بالالتفات التي عللها بديهيته، لقد كان يشعر بالريبة أصلا، وقد تحقق شعوره مع تمركز ألم مريع في أسفل مؤخرة رأسه، ما كاد أن يضع يديه موضع مكان الألم في نصف استدارته حتى اسودت عينيه وخار يسقط أرضًا جراء ضربة غدر!

كان يشعر بأنه لازال واعٍ لما حوله، لازالت حواسه تستجيب للاصوات الخارجية، رغم اسوداد عينيه وتلف وعيه وجسده المستسلم تمامًا عند مقدمة السيارة، مستلقً هو على بطنه وما قادر على الحراك، سمع أصوات تنفسها اللاهثة! أنها تضمحل، هل تمكن منه ضعفه أن يتركها بين يديهم؟

نهض بعد حين، يستند على مقدمة السيارة، يتلفت يمينًا ثم يسارًا وقد أكسك برقبته لأثر الالم الذي يشعره مع شيء من الدوخة، عجل من سرعة قدميه.

-إنه أنت أيها الوغد لقد علمت!
صاح بعد أن وجه له لكمة افسدت توازنه فتراجع للخلف حتى تعثر بقطع الاخشاب والحديد التي تتمركز كحفن في اماكن متفرقه من هذا المبنى المهجور، هنا حيث وجده، الذي ادعى أنه صديقها فيما مضى، رغم أنها من ادت ذلك، لا يفهم!

لأنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن