-بالتوفيق في محاضراتك أيتها الآنسة الصغيرة.جملة صغيرة، اعتيادية، روتينة منه، كهذه الجملة، عُجنت ضمن الأشياء القليلة التي تسمعها عادةً في اليوم رغم أنها لم تُرفق في يومها سوى وهذا اليوم هو المتكرر الخامس، على التوالي منذ مجيئه.
"آنسة جيني حان موعد الأستيقاظ" "آنسة جيني، والدكِ ينتظركِ في الأسفل، الفطور قد جهز" "أنه موعد الغداء أيتها الآنسة، والدكِ بأنتظاركِ في الأسفل" "لقد أتصل السيد كيم وقال بأنه لن يستطيع اللحاق بموعد العشاء، فهل تريدين تناوله في المطبخ أم الصالة إذًا؟"
ثمة هنالك شيء يحثها على الأبتسام كلما سمعتها، وإن كانت أغلب الابتسامات الصغيرة التي ترسمها عند سماع تلك الجمل هي ابتسامات باهتة صغيرة، رُبما لا تكاد تُرى مما تصنف بأبتسامات داخلية تحمل تنهيدات مجازية.
من المثير للأستمتاع أنها قادرة على ملاحظة تلك الإضافة الهامشية النابعة منه "الآنسة الصغيرة" لذا فالبسمات النابعة منها والغامضة كثيرًا بالنسبة له تحاول قدر الأمكان الأحتفاظ بالشعور بالتجديد في حياتها الروتينة حد الركود، حتى يأتي ذلك اليوم التي تغدو كغيرها من الجمل التي تسمعها، متكررة، متفانية، مخلصة لروتينها، أنها لا تتمرد قط فتخلع رسميتها، ولا تجرؤ قط على مفاجأتها بشيء خارج عن مألوف حياتها.
دخلت قاعتها الدراسية لتكون هي أخر الداخلين، يتبعها ذلك الأستاذ ذا الفم العريض حد أنه يوهمه كثيرًا بأنه مُبتسم، لكنه ليس بأكثر من أستاذ ثلاثيني جدي ساخر، كثيرًا ما يكون لاذق النظرات فهو كثيف الملاحظة.
اغلق الباب خلفه بعدما ألقى عليه نظره خاطفة صحبها توقفه لثانية ثم ملاحظته العابر: تنحى عن الباب في المرة المقبلة، في المحاضرة الأخيرة كان رأسك الظاهر من زجاجة الباب يجذب نظر الطلاب عن درسي الثمين، هل تثير أهتمامك دروسي؟ سجل في جامعتنا إذًا.
-عذرًا.
كلمة نطقها ثم تنحئ يعيط المجال للمرور، وقد ظن الأستاذ بأن هذا الاعتذار يعني أنه لن ينظر عبر النافذة الزجاجية المستطيلة والعامودية ضمن الباب، ويجدر به أن يكون كذلك.وقف جونغ إن في جانب الباب في البادى، كثير التلفت حوله وكثير الترصد لأوجه العابرين النادرين، نظرا لأنه كان موعد محاضرات أغلب الطلبة.
وبعد عدة دقائق وجد نفسه وهو لم يتحرك كثيرًا، ينظر إليها عبر النافذة الزجاجية، إجراء روتيني ليتأكد من سلامتها، حيث كانت تجلس هي كعادتها، في المقاعد المحايدة، أقصى اليمين وربما نادرًا أقصى اليسار، في السطر الثالث أو الثاني وغالبًا الثالث لانه يعد موقعًا ممتازًا، يحذوها أحيانًا كثيرة نافذة عريضة تتسلل من خلالها أشعة الشمس وكذا رياح الخريف المتفاوتة، وكثيرًا ما يتفطن الطلاب لهذا الأزعاج أثناء الدرس إذ تتطاير أوراقهم وكتبهم، فيستأذنوها أن تغلق النافذة كونها قريبة منها، أما هي فلم تبدو وكأنها كانت لتقدم على إغلاق النافذة دون أن ينبهها أحد قط، هل هي محبة للخريف؟ أم أنها غير مبالية لذلك الحد؟
أنت تقرأ
لأنثى
Любовные романыكُل الثورات، كلها. أما أن تصنع عدلًا، أو تثبت حقًا، وأن كان لازال في طورِ مهمش. . . . بدأت الكتابة: 2020|9|6 نُشِرت: 2020|9|23 انتهت:2020|12|29 . . أول الف قارئ: 201214 . الغلاف من تصميمي . جميع الحقوق محفوظة لي ككاتبة أصلية، ويمنع منعًا الأقتباس أو...