٣- ما هو طعم الأشياء الجميلة؟

143 18 158
                                    


-تزداد حصيلة الضحايا الناتجة عن الثورات المنتشرة في كافة البلاد انحاء البلاد منذ بدء هذا العام، والتي لا تحصر على طرف واحد من كلا الثوار أو حتى قوات الأمن أحيانا، احتاجات الشعب صامدة، والجميع يوحد غاية واحدة لا غير، متى سنظفر بالديمقراطية أساسًا في الحكم؟ وهل سيستمر أفراد الحكومة الحالية بالتملص من الاتهامات؟ يوعدون بالتغيير فأين التغيير الذي نرى؟..

تسلل صوت المذيعة في النشرة الأخبارية عبر الراديو، النشرة التي تجذب انتباه جيني دوما وتشفي شيئًا من غليلها أتجاه الحق الذي يجب أن يصدع في تلك المنابر، منابر الأعلام، في ظل التعتيم الأعلامي والتعامي الذي يشهده البلاد، أم تقول العالم؟ لطالما كانت وتكون الصحافة تلعب دورًا في التأثير على الشعوب حسبما تذيع من أخبار.

الصاحفة والأعلام هما كسيفين ذي حدين، تارة يكونان هم المناصر لقضية أو حقيقة ما، وتارة النقيض.

فلا عجب أنه مع أقتراب أنعقاد رياضة الاولمبياد العام المقترب في البلاد والدولة تسعى للتخفيف والتعتيم على ما تقوم به في البلاد، خشية من ان يستغل الثوار تسلط الأعلام على كوريا الجنوبية آن الاولمبياد فيستغلونها لنصرة رغباتهم.

ينفعل صوت المذيع وهي تسرد كلماتها بشعورٍ وألقاءٍ متفانٍِ، فيتساءل مع تساؤلاتها كأنها حقًا الراغبة بالجواب، ثم تصمت لثانية فتعود لتسترسل بذات الأسلوب الأعلامي المتقن:

متى ينهض هذا البلد ويتحرر من كل مستبديه؟ متى تكمن للشعب حياة أفضل؟ حياة كريمة!... حيث نعود لنرى بأعين الكوريين الشفاء من جديد، بعد كل الذي عايشوه من حروب واحتلالات!... أنى للبشر التوجه لأعتناق حياة سلمية قط؟

وتنتهي النشرة، فتتنهد جيني، ليست تنهيدة محملة بخيبة قدر أنها كانت أنتظار وتأمل، أن يتحقق كلامها حقًا؟ وهي تؤمن بأن هذا اليوم لآت!

كان مين جي يلعب في زاوية ألعابه، وهي عدهت اليوم على نفسها أن تشبع أشتياقها له كوال الأسبوع الماضي عندما تكون مشغولة بعملها، في أن لا تفوت أمعان أيً من تفاصيله، فرت منها ضحكة خافتة لا تُسمع تمامًا، لمنظر صغيرها الجالس على الارض، يعضعض بين أسنانه نصف المتكونة سيارته البلاستيكية، تساءلت بين نفسها: لمَ يأكل الأطفال ألعابهم، في حين يلعبون بأكلهم؟ غريب أمرهم.

وفي ذات الوقت، رأت نفسها تبحث عن سبب حقيقي وراء ذلك، أنها وجدت نفسها حقًا تحاول الغوص في عقلية وعالم الطفل لتبرر سلوكه هذا، وفي أستنتاج تشاركته معه فيما مضى، على شاكلة محادثة، تذكرت الجواب وتذكرت بأنها بحثت عنه سابقًا، لا عجب، هي تحب التفكر بأصغر التفاصيل التي لا تُعقل أحيانًا، فيلسوفة كما اعتاد أباها ان ينتعها:

آم.. ربما انهم يتساءلون عن طعمها؟

-هذا جواب بديهي، لا تأخذ الأمر هكذا، حدثني عن جواب أكثر منه فلسفةً، أكثر منهُ عمقًا.

لأنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن