١٣- رسوم الحياة.

75 12 222
                                    


سار كل من جيني وجونغ إن وييشينغ نحو صفها للعثور على الفتاة التي زعم ييشينغ بأنها من أعطته الرسالة سابقًا، كانت جيني تواكب ما يفعله ييشينغ، تتصرف كما لو أنها لم تكشف أمره قط، لترى فقط إلى اي حد سيستغفلها، إلى متى سيعاملها كالمغفلة!؟ وما هي نواياه؟ وكم سيستغرق ليدرك أن خداع الأخرين أمر سيء، ولا شيء سيء يدوم، بل لا شيء يدوم.

جيني التي هي آخذه بتقشير ذاتها من كل سذاجتها الماضية مع هذه الحياة، وييشينغ كان أول من جعلها تدرك مدى سذاجتها، كأنه الرب كشفه أمامها بهذه السهولة لتعي كل شيء، رغم أنها لازالت لم تعي كل شيء، أنها لا تريد أن تعي كل شيء، فقط للقدر الذي لا تكون هي بسببه مغفولة، وهل هذا صواب؟

كل ما نظرت إلى ييشينغ وثباته بكذابته، تستحقره فعلًا، تفكر، كيف يمكن للبشر أمامه الأ يكترث لكيف سيهدم ذلك الذي بنوه بالكذب؟ كيف يمكن لأمثاله الأيمان بإن لديهم الحق لفعل كل شيء فقط لاجل رغباتهم؟

انعطفا نحو المنطعف الأخير المؤدي لوجهتهم، هناك حيث رن أنذار الوقت معلنًا عن نهاية المحاضرة الاولى، فيخرج المحاضرون وبعض الطلاب، وهناك خرج أستاذها جونغداي الذي حييته هي وقد انحنت بخفة أحترامًا له، فيما رد هو لها التحية بابتسامة طيبة، بدلها لترميقات مخيفة للشابان خلفها، فخلع نظارته بينما يحدق به، وبدت تحركاته مُستفزه ومريبة بالنسبة لليشينغ الذي أخذ يفكر بمالذي يفكر به هذا الرجل أمامه، أما جونغ إن فكان يحاول مواكبة شخصية هذا الاستاذ الغريبة محللا بأن كل هذا جزء فطري من شخصيته، أشار الاستاذ نحو الشابان بنظارته قبل أن يطويها:

هل بات لك حارسان بدلا من واحد؟

ابتسمت جيني بخفة لتتكفل بتصحيح سوء الفهم بعد أن التفتت ليساره وأشارت للمقصود بخفة: لا، إنه زميل من قسم الإعلام، وهذا أستاذي جونغداي.

انحنى ييشينغ بخفة، فيما نظر إليه جونغداي مع ابتسامة زائفة بوضوح، لم يبدو وكأنه استطلفه وييشينغ بدأ يتنرفز من هذا الأستاذ فعلاً.

-الإعلام إذا.. على أي حال، قال المديو بأنك لم تداومي لفترة بسبب تعرضك لحادث مؤسف أمل بأنك بخير الآن، مع أن أمر عديم العقل الذي وضع تلك الجرائد.. ياللبشر المؤذية.

ابتسمت جيني: أنا بخير شكرًا لأهتمامك.

-حسنًا، يمكنك أخذ الواجبات الفائته من زملائك.. وأنت أيها الحارس أهتم بطالبتي، يالجمسك الرياضي عديم النفع...أستأذنكم.
اضحكها حقًا ذلك التوبيخ الصغير الذي وجهه لجونغ إن بنظرات ساخطة متمللة، وقد سمعت ضحكة جونغ إن الخفيفة ثم أومأ قائلًا: لا تقلق، سأفعل.

غادر من جانبه مهمهمًا، أما ييشينغ فأنه تنهد داخليًا لم يصدق بأن هذا الأستاذ الغريب قد غادر أخيرًا، ويبدو بأنه يعامله هو باستحقار خصيصًا عكس جونغ إن، اكملوا أخيرًا نحو صفها، فمد ييشينغ رأسه وتجول بعيناه بحثًا عن تاشيونغ التي كانت تجلس يسارًا ليشير إليها، فقدمت هي منهم بتوتر.

لأنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن