دفع تايهيون بيده الباب ليعود ليطبقه حيث قبع قبلًا، مع نطقه لجوابه بحزم، إذ فكر فيه لبضع ثواني حتى حاك حجة مناسبة: لقد تأخر الوقت، من المرجح أن السيد كيم يرغب بمحادثتي وسأساله فيما سيفعله مع الصحفي ييشينغ... لا داعي لذلك، دعها للغد.
همهم جونغ إن ثم تنحى يفسح إليه المجال، وفيما كان يفكر مع نفسه بما القرار الذي سيتخذه السيد كيم، دلف تايهيون المنزل ملبيًا النداء فيما أتجه جونغ إن نحو حديقته المفضلة وقد مرر سبابته على جانب السيارة الكحلية اللامعة مروروًا بباب السائق ثم منعطفًا يحاذي الصندوق الخلفي ثم نحو الجهة التي تجلس هي بها عادةً، وضع يده على المقبض وسحبه يفتحه، شككته افكاره فأحس كأنما المقبض أقل تماسكًا عما كان عليه، فتح الباب برفق فأصدر ذلك صوتًا طفيفًا، وأنطلاقًا من هذا الصوت هو تذكر تلك الأصوات التي سمعها قبل أن يغيب وعيه تمامًا، ربما وهو يحاول استيعاب الآلم المُحرز في أسفل مؤخرة رأسه، ربما عندما ارتطم صدره بالأرض، شيئًا غير أصوات أنفاسها اللاهثة:
من أنتم!
لكن! لطالما أوهمه ذلك التساؤل وما جاء بعده! لاسيما عندما نهض مترنحًا بعد عدة دقائق وتلفت حوله، ثم مجيئها معه، نامجون؟ لم تكن تبدو وكأنها حقًا وكأنها هربت، والأنفعال والغضب المبالغ الي يظهره تايهيون، ثم أتضح بالنهاية أن ثمة هناك أشياء تجمعهم.
سار على العشب يدعس عليه بخطوات بطيئة نسبيًا وقد حدق بالجدار العالي لوهلة قبل أن يعود ليستدير مكملًا دورته نحو أتجاه معاكس تحديدًا حيث وجدها تمتثل أمامه، كان هنالك خيوط بيضاء هلامية قد تشربت الانتفاخة الصغيرة أسفل عينيها، وأهدابها الامعة بدت لينة، إنه يعرف تلك العيون.. أنها العيون كيف تكون بعد بكاء حافل سالف:
نعم آنسة جيني؟
ربما كانت من المرات القلائل حيث يناديها بأسمها، مرفوقًا "بآنسة" كما لم يتخلى أبدًا عنها، ربما اللغة الرسمية التي ترتدي لسانه هي ليست سوى تلقائية و علها تأتي معه كأجراء فطري، اجراء نابع منه نحو شخص لا يدري ما ينبع منه، ربما هي ليست أبسط من مصطلحات تخرج بانسيابية منه مع الغرباء حتى وإن كان ثمة هنالك آلفة مع هذا الغريب، لازال لسانه سيتلعثم بين تلك الرسمية حتى يسلك ممرات الانفتاح، حتى تتفتح عضلات حنجرته، ولتتخلى عن أنقباضاتها، عندما يكون ما يجمعه بهذا الغريب، علاقة أكثر أريحية... حيث لا يؤرقه التلعثم، أو ربما بنحو أخر لأن التلعثم مع الأشخاص القريبين يتلاشى تلقائيًا.
-سأطلب منكَ شيئًا ما.
-بكل تأكيد.
كلمة نطق بها وكان يعنيها، كما كان يلتمس من نظراتها توجس من رفضه لطلبها، بدت وكأنها حاربت ذاتها قبل أن تأتي إلى هنا، ومدت إليه بيدها ورقة بيضاء طويت مرتان لتكون مربعة الشكل، وقالت:أعطيها للصحفي ييشينغ.
ثم غادرت، غادرت بعد أن أومأ بهدوء، دون شيئُا آخر...
![](https://img.wattpad.com/cover/240043538-288-k663157.jpg)
أنت تقرأ
لأنثى
Romanceكُل الثورات، كلها. أما أن تصنع عدلًا، أو تثبت حقًا، وأن كان لازال في طورِ مهمش. . . . بدأت الكتابة: 2020|9|6 نُشِرت: 2020|9|23 انتهت:2020|12|29 . . أول الف قارئ: 201214 . الغلاف من تصميمي . جميع الحقوق محفوظة لي ككاتبة أصلية، ويمنع منعًا الأقتباس أو...