حديقة المشفي
كانت تنظر اليه بنظرات ترجي ... فهي تعلم جيدا ... انها مهما فكرت فيما طلب منها لن تصل الي اجابة صحيحة ... فهي تعلم انه يعلم هذا ومع ذلك لم تفهم سبب لطلبه ... ولكن ما كان يشغلها هو توقفه عن الكلام في اللحظات التي ستفهم منها ما يجول بباله تجاهها ...
ظلت منتظرة اجابته ولكنه لم يجب بل اكتفي بالابتسامة فقط ...
ماجي : كنت عارفة انك مش هتكمل ... هتسكت ... انت كمان بتهرب مش انا لوحدي ...
طارق : اهرب احسن ما يصير مشكل ...
ماجي : وايه اللي هيجيب المشكلة ...
طارق : هيك حاسس ...
ماجي : مش يمكن اللي انت حاسه مش هو اللي هيحصل ...
طارق " وهو يقترب منها ليصبح وجههما متقارب جدا " : لو ما كنت عارفك ... كنت صدقتك ... لكن صيرت بعرفك منيح...
اخذت تنظر اليه وهيا مستغربة ما يقوله ... ما سر هذا الاصرار ... كيف يقول انه يعرفها ... هل فعلا استطاع اختراقها ومعرفتها كما يدعي ...
طارق : ما تستغربي ... بعرف انك صايرة ملبكة وما عدتي عارفة شي ... راسك عم تلف وتدور وانتي فيكي تريحيها ... لكن ما بتريد ...
ماجي : في حد يبقا مش عايز يرتاح ...
طارق : ايه في ...
ماجي : مين دا اللي بيدور علي التعب عشان يتعب نفسه ...
طارق : انتي ...
ماجي : انا ...
طارق : ايه انتي ... انتي اللي بتحبي تتعبي حالك وما بتريدي تريحيه والاجابة واضحة وصريحة لكن مانك عايزة تعترفي فيها ...
ماجي : يا سلام ... وايه هيا الاجابة اللي انا رافضة اعترف بيها دي ...
طارق : هالاجابة عندك انتي ... ما راح اجاوبك قبل ما تجاوبي حالك ... ومو بس تجاوبيه ... لا تكوني مقتنعه فيها ...
ماجي : يعني بدل ما تريحني ... بتزود حيرتي ...
طارق : بعيد الشر عنكي من الحيرة ...
ماجي : عارف انك حنين اوي ... عمري ما شفت حد كدا ...
طارق : هيك راح اتغر ...
ماجي : ليه ... انا بقول اللي شيفاه ...
طارق : بعرف ... لكن هلا صارو اتنين ... يعني لو صاروا تلاتة راح يجرالي شي ...
ماجي " بدون تفكير " : بعد الشر عليك ...
لتسكت وتدير وجهها عنه ... ليبتسم ولكن هذه المرة فرحا بما تاكد له في لحظة لن تتكرر مرة اخري بينهما ... ليقترب منها ويقبلها من راسها ... ثم يمد يديه ويمسح علي راسها ... لتنظر اليه مرة اخري ... ليبتسم لها ويومئ براسه لها ويتركها ويغادر المكان دون ان يلتفت لها مرة اخري ... فهو يعلم انه اذا نظر اليها والتقت عيناه بعيناها لن يصمد طويلا وكل الكنترول الذي يتحكم فيه لن يستطيع السيطرة عليه ... ليترك لنفسه العنان لفعل ما يريده من فترة طويلة ... وانه سيخبرها بكل شئ ... سيخبرها بكل ما تريد معرفته منه قبل ان تعطي اجابتها وتتاكد منما تشعر به قبل مواجهتها بما داخله ...