كانت كعادتها كل يوم جالسة مسترخية علي سريرها تستمتع بقراءة قصتها التي تحب ... فهي تعشق القراءة منذ نعومة اظافيرها ... كانت دائما تصرف كل ما تحوشه من مصروفها علي الكتب ... حتي اصبحت تملك مكتبه متكاملة فيها شتي انواع الكتب ... ولكن كان اكثر ما يستهويها هيا القصص الرومانسية ... فمعها كانت تعيش عالم لم يكن موجودا في الواقع ... عالم لم تعشه ولم تتوقع ان تعيشه ... فكل ما مر بحياتها اثبت لها ان هذا العالم يوجد في القصص والروايات فقط ...
كيف لها ان تتوقع وجود هذا العالم في الحقيقة ... فكل من تعرفهم ومن كانت تتوقع لهم ان يستمروا سويا ويتحدوا الصعوبات بما بينهم من مشاعر صادقة وحب كبير كان يضرب به الامثال ... لم تصبهم الا خيبة الامل لينتهي بهم المطاف اما بالبتعاد عن بعضهم او في اروقة المحاكم للحصول علي الطلاق ...
كانت تحلم ببارقة امل ... كانت تمني نفسها بعد ما مرت به ان تجد هذه السعادة في يوما ما ... لذلك كانت حبيسة سجنها المنيع ... واضعة قلبها داخل حصن يصعب اختراقه ... لم تكن تريد لنفسها ان تعيش لحظات الم ... لم تحبز خيبة الامل مرة ثانية ... اكتفت بعملها الذي احاطها باكثر ما تحب ... ازهار بريئة ... ورود لازالت تتفتح ... قلوب لا تعرف الخيانه او الحقد او اي معني من معاني المشاعر الغير سويه ... فوقتها الذي تقضيه مع هؤلاء الاطفال ومشاركتهم لحظات الالامهم ... كان احلي الاوقات ...
كم كانت فرحتها تصل الي عنان السماء وقت يشفي طفل من الاطفال وتراه يمارس حياته الطبيعية امامها ...وكم كانت تشعر بالالم عند معرفتها بموعد مغادرتهم ... فقد كانت تعشقهم لدرجة انها لم تكن تتذكر انهم سوف يتركوها في وقت ما ...
كانت مثل كل ليلة مع قصتها التي طالما تقرائها وفي كل مرة تقرئها لابد لها ان تذرف الدموع ... LOVE STORY...
كم تعشق هذه القصة ... كم تعشق فكرة التضحية من اجل الحبيب ... كانت سارحة مع مشهد النهاية ... لحظة فراق الاحبة بوفاة البطلة ... وعجز حبيبها عن انقاذها ... كانت ومثل العادة عندما تصل لهذه الجزئية تذرف الدموع ولا تستطيع ان تتمالك نفسها الا بالاستسلام للنوم... ولكن هذه المرة غير كل مرة ... فما ان انهت قرائتها ووضعت نفسها تحت الغطاء حتي تهرب من بكائها بالنوم... والا بمن يقلق منامها ... جرس هاتفها المحمول يرن ... نظرت في ساعتها لتجدها الواحدة بعد منتصف الليل ... من هذا الذي يطلبها ... ايمكن ان تكون حالة مستعجلة تتطلب استدعائها في هذا التوقيت ... حملت جهازها لتجدها صديقتها الصدوقة ... " فريدة " ... ولكنها اعتادت علي منادتها ب " فيري"...
.... : فيري ... في ايه ... في حاجة حصلت ...
فيري : بذمتك في حد يرد علي التليفون كدا ...
.... : فيري انا عايزة انام وانتي طلباني عشان تقولي الكلام دا...
فيري : لا طبعا ... بس بعرفك اصول الرد علي التليفون مش اكتر...
![](https://img.wattpad.com/cover/237007339-288-k136306.jpg)