PART 9

44 12 19
                                    

تائها بأفكاره، يتمنى لو أن ليونير هنا، وحدها القادرة على مواساته، تخفيف مرارة ما يمر به في هذا المكان، تمنى لو أنه لم يرجع أبد إلى هنا، كانت حياته أفضل بجانب المعلم ميناه، تمنى لو أنه يعود، فشوقه لميناه و ليونير والمكان آلم قلبه.

وبينما هو غارق بالتفكير قاطعه ميلو...

- ميلو: مولاي عليك أن تتجهز سريعا فمراسم التتويج على وشك البدء، لقد قمنا بتأجيلها كثيرا ولا يمكننا فعل هذا مرة أخرى، بدأت الشائعات والأقاويل بالانتشار، كما أن قادة الأسطول سيكونون هنا قبيل التتويج تبعا لأوامرك.

- موتشينغ: حسنا، انتظرني في الخارج سأوافيك حالما أنتهي.

- ميلو: أمر جلالتك.

عندما خرج موتشينغ واتجه برفقة ميلو إلى القاعة الملكية، كان أحد الحرس يتجه مسرعا نحوهما.

- الحارس: مولاي، مولاي.

- ميلو: ما الأمر، ما بك.

- الحارس: مولاي، المستشار جاك قد هرب، عندما ذهبنا لمنزله لم نجده، وأخبرتنا جاريته أنه قد غادر المملكة الليلة الماضية.

- موتشينغ: هكذا إذا، هذا الجبان، كنت أظنه أقوى من هذا بكثير، لا مشكلة، دعنا الآن ننهي مراسم التتويج، وبعدها سأنظر في أمر هذا الخائن.

دخل قاعة العرش ووجد الحاشية الملكية بانتظاره، وفي الخارج اجتمع عامة الشعب متحمسون لرؤية ملكهم الجديد.

بدت تماما كما يذكرها، قاعة واسعة مطلية بالذهب الخالص، في منتصفها تتربع بحيرة صغيرة ترتسم فوقها لوحة تغطي منتصف مساحة السقف، كانت هذه اللوحة عبارة عن سماء شديدة العتمة تزينت بالقليل من النجوم على هيئة كوكبة الثريا، عندما رأى هذه اللوحة تذكر ليونير عندما أخبرته عن تكوين عينيه، وإطلاقها عليه اسم لارونوا، هو حتى لا يعلم لما لم يخبرها باسمه الحقيقي.

تنسدل من نجوم اللوحة، سلاسل كريستالية في نهاية كل سلسلة حجر أبيض.

اقترب من العرش ليجده على حاله، كرسي والده الذهبي الكبير، المرصع بالألماس، تتوضع أعلاه ياقوتة حمراء فريدة من نوعها، وإلى جانبه يقع كرسي والدته، كان يشبهها تماما، أحمر اللون ناري، مرصع بالألماس والفيروز.

جدران حليبية نقشت عليها رسومات تحاكي بطولات أجداده، وفرسان المملكة.

بالإضافة إلى أعمدة عظيمة بنقوش مميزة، نال كل واحد منها فرصته ليخلد إنجازات ملوك كتب لها أن تعيش من بعدهم.

بعد انتهاء المراسم خرج الى الشرفة ليجد شعبه حاضرا أمامه، يتحرق شوقا بانتظار رؤيته لملكه الجديد.

خرج إليهم بقناعه، وشعره المرفوع أعلى رأسه بخصله الزرقاء، ثوبه الأسود الحريري المنطفئ كقلبه، تتخلله نقوش لزنبق الإساتك دلالة على عظمته.
بدا مظهره مهيبا ومرعبا في آن واحد، وبدأت أصوات الهمس تعلو، بين خوف، تساؤل، واستفسار، عن سبب هذا المظهر.

ليلتي القمرية مظلمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن