PART 12

2 0 0
                                    

_ ميلو: عندما جاء جلالته الى المملكة اول مرة كان يرتدي هذا القناع، ظن جميع من في المملكة ان وجهه مشوه لذا لم يرغب باظهاره، وكنت من بين الأشخاص الذين ظنوا هذا، لكن بعد عدة ايام خرج من جناحه دون ارتداء القناع، وتبين ان وجهه لا يحوي اي تشوه او علامة تتطلب ان يخفيها، لكن لم يجرؤ احد على سؤاله عن قناعه، حتى انه ظل يرتديه بين الحين والاخر، ذاتا لا احد يعلم شيئا عن جلالته سوى السيدة مورونا، والقائد باتريك.
_ ليونير: هل تخبرني الان ان لارونوا و موتشينغ هما شخص واحد، هذا لا يعقل.
لم تكد تنهي كلامها حتى نهض موتشينغ بسرعة وصرخ صرخة مفزعة، تنم عن الم كبير نابع من داخله، وبدات طاقة سوداء بلخروج منه، لم يعلم باتريك ومورونا ما الذي عليهما فعله.
دفعت ليونير ميلو بعيدة واسرعت اليه، قامت باحتضانه بقوة، وكانها تقوم بتقييده وهي تبكي دون توقف.

_ ليونير: ايها الوحش الصغير، استمع الي، اعلم انك هنا في مكان ما، ارجوك لا تستسلم له، انت اقوى من ان تضعف امامه وتدعه يؤذي من تحب بيديك، موتشينغ، الم تقل انني لونار خاصتك، ان ضعفت امامه هكذا ظلامه سيخيم على المكان، قمرك لن يقوى على الاشراق لوقت طويل وانت لست معه، ظلامه يسطفئ قمرك، موتشينغ هل ستسمح له ان يطفئ قمرك، هل ستسمح اه ان يتحكم بحياتك ويجلب خرابه اليك.

نطق باسمها واتبعه بصرخة اخرى، وكانه يقاتل نفسه وحيدا بداخله دون ان يقوى احد على مساعدته، فصراعاتنا الداخليه تؤلمنا وحدنا، نخوضها وحيدين دون ان يعي احد صعوبة ما نمر به، ان هزمنا وتدمرنا، او حتى انتصرنا مع كم كبير من الخسائر بعد معركتنا الطاحن، لن يشعر احد بشيء مما نشعر به، سبقى هذا الوجع ندبا دائما لاتزول وتنتكس فنعيش المنا هذا مضاعفا مرة تلو الاخرى وحيدين بائسين لا امل لنا في الخلاص، الم لم يعايشه احد غيرنا وما لم تعشه لن تستطيع فهمه واستيعابه، لذا نبدو ضعافا مهزومين تكسرنا اتفه الاشياء بنظر الاخرين، دون ان يعلمو ان انهيارنا لسبب تافه نابع من جبال متراكمة من الالام كبتنا جماحها حتى لا يرانا الاخرون بحالة لن ينتج عنها سوى الشفقة وبضع كلمات لاتهون سوى عذاب ضميرهم ان لم يساعدونا، كلمات يخبروننا بها لتريحهم لا لنرتاح، فحتى في هذه الاحوال تظهر الانانية لتخبرنا ان كل شخص فينا لا يهمه سوى نفسه.

بعد ان انهى باتريك علاج موتشينغ، خرج بصحبة مورونا وميلو مخلفين ليونير ورائهم.
اقتربت ليونير منه وتفحصت اثر الجرح بيديها، نظرت اليه نظرة مكسورة مهتزة، محملة بكل الالم الذي تشعر به الان.
اقتربت من وجهه وبدات تسير بيدها فوق تفاصيله الدقيقة بخفة حتى لا تيقضه تحركاتها.
اذا اتضح بعد كل هذه الاعوام انك تملك اسما ايها الوحش الصغير، ان كنت تملك واحدا لم لم تخبرني به، مع هذا يبقى ما اطلقته عليك يناسبك اكثر، من قاسي القلب الذي اطلق عليك اسما كهذا، الم يعلم ان لكل امرء من اسمه نصيب، الم يفكر ولو للحظة واحدة انا مصير اسم مشؤوم كهذا سيلاحقك دائما حتى يدمرك، نظرت لوجهه نظرة تحمل كل الحب الذي تكنه له، ثم اكملت، الم ينظر لوجهك قبل ان ينطقه، كيف لوجه ملائكي كهذا ان يسمى بلوحش، الم يرى احد اخر غيري انك لست وحشا حقا، الم يشعروا بذاك الدف الامن عندما تمعن النظر بعيني احدهم، الم يرى نفسه كما رايت بمكان اخر بمنأى عن الالم.
يفترض ان اكون لان في اوج غضبي، يفترض انني اصرخ عليك، اوبخك واضربك لانك اخفيت علي كل هذه الامور، الم اكن احق شخص بمعرفتك وسلبتني ذلك الحق، حتى حقي في الغضب لفعلتك سلبته مني ولم تعطني فرصة للتعبير عنه، كنت تتوعد دائما بحمايتي، من يطلب حماية لاخرين الا يجب عليه حماية نفسه، الست ملكا، كيف لك ان تتجول وحيدا دون حماية رغم معرفتك ان الكثير من الاشخاص يريدون التخلص منك، هل تتعمد قتلي بافعالك لارونوا اجبني.
حملت السرير بثقل جسدها المهموم وشرعت تبكي بحرقة.
صوت شهقاتها الذي يمزق القلب ازاح مفعول العقاقير التي تسري بجسده، كان يستمع لكلماتها وقلبه يعتصر من الالم .
رفع يده بدا يربت على شعرها فنهضت ونظرت اليه.

ليلتي القمرية مظلمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن