"منذ ما يربو عن خمسمائة عام، تحدت سلالة المؤسسين "إيرهارت" تنبؤات الإبادة التي أنذرهم بها الحكماء وكهنة البلاط الملكي، فأنشأوا تقليدا يقضي بإقامة مبارزات بين شبان المملكة الصناديد؛ تنتهي باختيار ثلاثة فقط ليكونوا حاملين للأسلحة الملكية: السهم والقوس، الرمح، والسيف. مهمتهم ملازمة الحاكم مثل ظله و حمايته من كل خطر ممكن. منذ تعيينهم و حتى آخر رمق، حتى أصبح يطلق عليهم تسمية 'ظل الملك' وبضعة ألقاب أخرى أقل شعبية، كانت تَسِمُهم بجميعا بصفة 'الظل'.."
..هذه هي القصة التقليدية التي تناقلتها الأجيال و كانت ترويها كل أم لصغارها قبل موعد النوم، قصة خيالية لا أساس لها من الصحة.
"لم يعلم أحد ما حدث بعدها، منذ أن قام الملكُ السابع والأربعون بإلغاء منصب الحراس وأخفى الأسلحة في مخبأ سحيق، لم يُعثر عليها حتى يومنا هذا.."اندثر فضول الشعب رويدا حيال قرار الملك الذي ألغى به تقليد أجداده من الملوك السابقين، وتخليه عن درعه الحامي، إذ نعمت مملكة إيلدينغار بالسلام بعدها زمنا طويلا؛ أدرك خلاله الجميعُ أن أولئك الحراس وأسلحتهم لم يكونوا سوى زينةً لا أهمية لهم ولا تأثير لوجودهم من عدمه، ظلال باهتة اختفت مع انتصاف الشمس في عرض السماء، في أوج ازدهار مملكة إيلدينغار.
"مرت السنوات والعقود، وخلالها نُسجت المكائد وتربصت الضباع بالعرش. ملك تلك الحقبة كان رصينا، قال في نفسه 'أسلافي تخلوا عن درعهم الحامي، وحرمونا نحن الأخلاف من الافتخار بمعدن أسلحتنا النفيسة'. أراد الملكُ حليفا موثوقا؛ فحصل على اثنين، الأول كان خيميائيا، والثاني كان سفاحا دمويا، فجعل من الأول حاميه الروحي وحافظ أسراره، وجعل من الثاني نبيلا ذا مكانة، وعلمه أن يستغل عدوانيته في ردع الظلم. كان ذلك حاميه المادي. عزز الملك أسواره، ولكنه أهمل ما داخل تلك الأسوار.."
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Fantasyفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...