الفصل الثاني

311 8 0
                                    

وصل بطلنا الى قريته وكان الجو شديد البرودة ، واتجه صوب ذاك البيت الكبير الذي يقبع وسط شجيرات اللوز والزيتون ، كان منزلا مميزا عن بقية المنازل في كبر مساحاته وايضا رونقه البديع فالبرغم انه في الارياف الى ان من بناه ابدع في بنائه .
وصل احمد بسيارته امام باب البيت وفي نفس اللحظة فتح الباب واطلت منه تلك المرأة الخمسينية ذات وجه بشوش وملامح طفولية رغم السنين الكثيرة التي عاشتها ، انها حبيبة والدة احمد
حبيبة : اهلا اهلا بالغالي " وهي تحتضنه بكل لهفة ، ولما لا وهو فلدة كبدها الوحيد"😍😍
احمد: اهلا حبيبتي كيف حالكي مع هذا البرد القارس؟
حبيبة : انا بخير بني فكما تعلم نحن معتادون عليه في هذا الوقت من السنة
احمد : اجل امي والحمد الله على كل شيء
حبيبة : ادخل بني من هذا البرد القارس
احمد : حاضر امي ولكن اخبري الخالة زينب لكي تفرغ ما في صندوق السيارة ولتساعدها خادمة اخرى
حبيبة : لماذا اتعبت نفسك بني
احمد : ماذا تقولين حبيبتي ، فهل هناك اغلى منكي عندي
حبببة : سيكون بني ان شاء الرحمان ، اولادك وايضا زوجتك
احمد : والله امي لو الف ولد او الف زوجة فستبقين انت حبيبتي الاولى ادامكي الله نعمة في حياتي " وهو يحضنها ويقبل رأسها
دخل احمد بصحبة والدته لداخل المنزل الذي لا يقل فخامة عن خارجه
دخلا ابطالنا الى غرفة المعيشة، وجلسوا لطاولة الطعام التي اعدته حبيبة بمعاونة خادماتها من اجل قرة عينيها احمد ،فقد اعلمها مسبقا عن موعد وصوله
حبيبة وهي نصب الشاي الساخن في الاكواب : اتمنى ان تكون جائعا فقد اعددت لك جميع الاكلات التي تحبها
احمد وهو ينظر الى تلك المائدة التي تضم اصنافا كثيرة من الطعام ، خيرات هذه المنطقة : شكرا امي ولكن هذا كثير
حبيبة : لا شيء كثير عليك بني ، فكم من احمد لدي💖
تناول بطلنا اكله ومن تم دهب لغرفته ليستريح من عناء السفر .
اما والدته ، فقد دهبت ايضا لغرفتها ، لكي تفتح تلك الحقيبة التي اعطاها لها ابنها والتي تحتوي على العديد من الهدايا ، فحبيبة رغم سنها الكبير الا انها مثل الاطفال تحب الهدايا كثيرا ، وقد كان زوجها المرحوم يحرص ذائما عند رجوعه من احد سفرياته خارج القرية ان يأتي لها بهدايا عبارة عن ملابس نسائية وايضا الحلي وادوات تجمبلية التي تعشقها بطلتنا بشدة.
وعند موت هذا الاخير ، اصبح احمد يقوم بنفس الشيء ، لكي يجعل ذائما تلك الحبيبة مبسوطة.
وفي مكان آخر وفي بيت آخر نقيض الاول نجد تلك العمة تبرح تلك اليتيمة ضربا لانها كسرت احدى اواني المطبخ
العمة : اللعنة عليكي ايتها الفتاة لا تنفعين لشيء
يمان وهي تبكي : والله عمتي لم افعلها عن قصد ، ارجوكي كفى ضربا
العمة وهي ما زالت ممسكة بتلك العصا : بل سكسر عظامكي يا عديمة المنفعة ، هيا اعدي العشاء بسرعة
يمان وهي تحاول التمرد : لما لا تساعدني كريمة ، فهي ايضا شابة مثلي تستطيع العمل ، ولما انا وحدي يجب علي القيام بكل شيء
العمة واشتعل غضبها ونسبت ان الله يامرنا ان نرفق باليتامى ونحسن لهم : " ايتها البائسة اليتيمة ،كيف تفكرين بمقارنة نفسكي بكريمة ابنتي ، عقابكي سيكون عسيرا ، عندما ينضج العشاء ، ستدهبين لغرفتكي دون تناوله ، كي تفكري الف مرة قبل النطق
يمان في نفسها وهي مغلوبة على امرها : يا رب ارحمني من هذا العذاب .
قامت الفتاة المسكينة باعداد العشاء ، وبعدها دهبت لغرفتها اتقائا لشر عمتها ، وحمدت الله انها تملك بيضتين مسلوقتين ،فهما عشائها لهذه الليلة الباردة.
اما عند العمة فقد جلست هي وابنتها لتناول العشاء الذي اعدته تلك المسكينة بتلذذ
كريمة : اين يمان امي ؟
العمة وهي تضحك : لقد ضربتها لانها حاولت مقارنة نفسها بكي فتاتي لذا ضربتها ضربا مبرحا ، وبعدها امرتها باعداد العشاء والدهاب لغرفتها دون تناوله
كريمة وهي فرحة بما فعلته امها بيمان : احسنت امي فلتعرف قيمتها تلك الغبية😈
العمة : اتركينا من امرها ، لقد سمعت من الجارة ام حمود ان ابن السيدة حبيبة قد اتى للقرية
كريمة : يا الله امي كم اتمنى ان اصبح زوجته
العمة : اتمنى ذلك ايضا بنيتي ، خصوصا ان زينب الخادمة في منزلهم اخبرتني ان السيدة حبيبة تبحث عن عروس لابنها في القرية ، فهي كما قالت لي لا تريد ان تكون زوجة ابنها فتاة من المدينة.
كريمة : اذا ما العمل امي ؟
العمة : سافكر في الامر لا تخافي ، فاين سيجدون فتاة بجمالكي ورقيكي بنيتي
كريمة وهي فرحة بما قالته امها في حقها وزادها ذلك غرورا : شكرا يا احسن ام في الدنيا 😍
وهكذا قضت تلك الافعتان من البشر وهن بخططن كيف يوقعن بذاك الاحمد متناسيات ان الله هو القادر على كل شيء .
اما عند بطلنا فبعد اخده قسطا من الراحة دهب الى امه
احمد : ماذا تفعلين امي؟
حبيبة وهي ترتدي احدى الجلاليب التي اهدادها لها احمد ، وكانت جميلة جدا : ما رأبكي بني ، هل تناسبني؟
احمد بضحك : بلى امي انها جميلة وهي تناسبكي
حبيبة : شكرا بني لقد كلفت نفسك كثيرا
احمد : لا تقولي هذا ، فمن لي سواكي لتدليله😆
حبيبة : هيا ايها المخادع ، لنجلس واحكي لي قليلا عما فعلته هذا الشهر
وهنا كعادته بدأ احمد يسرد لامه كل الاحداث التي مرت عليه في هذا الشهر ، في مدينة البيضاء ، يحكي لها عن طرائف زبنائه
حبيبة وقد شبعت ضحكا من هذه الطرائف
حبيبة : يا الله بني رغم فسوة رأسك ، لابتعادك عني واشتغالك في المدينة الا ان هذه الاوقات السعيدة التي نمضيها معا تنسيني الوحدة التي اشعر بها مند وفاة والدك رحمه الله
احمد بتأثر : رحمه الله امي واسكنه فساح جناته ، وابتعادي عنكي يا غالية ليس بالامر الهين ولكن صبرا ربما تجدينني يوما فوق رأسكي ، فتملين مني وتتمنين ان اعود للعيش في المدينة
حبيبة وهي تحضنه : ماذا تقول بني ،هذا يوم المنى ،يوم رجوعك لحضني والعيش معي
احمد : حسنا امي سوف افكر بالامر
حبيبة : يجب علينا ايجاد عروس لك بني ، فلن تغادر هذه المرة الا مع من ستكون زوجتك
احمد : اذا لقد وجدت ضالتكي😂😉
حبيبة : يوجد هنا فتيات جميلات وخلوقات ،سوف تختار من ترتاح اليها وتتزوجها
احمد : اتمنى ذلك ،فانا حقا اشعر بالوحدة
حبيبة : سنجد مرادك انشاء الله ، واخيرا سانعم بكنة واحفاد
احمد بضحك : قولي ان شاء الله
حبيبة : انشاء الله بني ،هيا لنتناول عشائنا
وهكذا تناول ابطالنا.عشائهم وسط مناكشات حبيبة وضحك احمد وبعدها تسامروا قليلا ،ومن تم خلدوا لنوم .
وفي الصباح.الباكر. .....
تابعوني في الحلقة القادمة وقراءة ممتعة💖💝
قرائي الاعزاء شكرا جزيلا على تعليقاتكم القيمة للفصل الاول من قصة يمان ، اتمنى ان يعجبكم الفصل الثاني وشكرا💞

يمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن