الفصل الثالت

266 8 0
                                    

في صباح يوم جديد ، كالعادة استيقظت تلك الفتاة المسكينة ، واتجهت صوب ذاك المطبخ لتعد وجبة الفطور ، وحمدت الله كثيرا ان تلك العجوز لم تستيقظ بعد .
تناولت بطلتنا القليل من الاكل ، وقامت بروتينها اليومي كالعادة من غسل الصحون وترتيب البيت ،وبعدها دهبت لغرفتها وقامت بارتداء ثياب سميكة لان البرد قارس واتجهت للحضيرة لحلب البقرة واعطاء العلف للبهائم ، واثناء قيامها بذلك سمعت دقات متكررة على ذاك الباب المهترء ،باب المنزل
اطلت بطلتنا ، ووجدت حسناء احدى صديقاتها والتي تعمل كخادمة في منزل السيدة حبيبة
"حسناء في العشرينات من العمر ،دات بشرة بيضاء ، متوسطة القامة ،ملامحها جميلة صديقة يمان "
يمان باستغراب لوجود صديقاتها في هذا الوقت امام منزلها
يمان : حسناء ماذا تفعلين هنا وفي وفي هذا الوقت ، هل كل شيء بخير ؟
حسناء :لا تقلقي كل شيء بخير ، ما عدا تلك البقرة اللعينة ،التي لا تريد ان بحلبها احد سواك ، وابن السيدة حبيبة في البيت ونحتاج للحليب ،فأرجوكي هيا معي قبل استيقاظ اهل البيت وتوبخنا السيدة حبيبة بعدم وجود الحليب فوق طاولة الفطور .
يمان بضحك : لقد فعلتها لكم "جيجي"وهذا لقب تلك البقرة التي تمتلكها السيدة حبيية اطلقته عليها يمان " مرة اخرى
حسناء : اضحكي اضحكي فبسبب دلعكي لها ،سنطرد جميعا ،فلا واحدة منا "تقصد خادمات السيدة حبيبة" استطاعت الاقتراب منها فكلما حاولنا رفستنا بقوائمها القوية .
يمان :حسنا انا آتية معكي ، وحمدا لله ان عمتي ما زالت نائمة ،هيا بسرعة قبل استيقاظها
حسناء : حسنا هيا بنا
اتجهت الفتاتان صوب منزل السيدة حبيبة الذي لا يبعد كثيرا عن منزل عمة يمان ،وعند وصولهم استقبلتهم زينب رئيسة الخدم في هذا المنزل "سيدة اربعينية ،قصيرة القامة تمتاز بالهمة والنشاط تعمل عند حبيبة مند زمن ، وهي تحب يمان كثيرا "
زينب : لما كل هذا التأخير حسناء ، وانت يمان صباح الخير وهيا الى مهمتك
يمان : صباح الخير خالتي ،وسادهب فورا لحلب جيجي
زينب : بسرعة حبيبتي
دهبت يمان برفقة حسناء صوب الحضيرة حيث توجد تلك البقرة الجميلة باللون الابيض المرقطقة باللون الاسود
يمان وهي تمسد على ضهرها وتنظر في عينيها
يمان : صباح الخير جيجي
اما بقرتنا فاجابتها بغثائها فكأنها ترد عليها
يمان : هيا جيجي دعينا نحصل على الحليب لكي لا توبخنا العمة حبيبة
وبدأت في حلب تلك البقرة المستكينة للمساتها
حسناء بغيض : تبا لكي ايتها البقرة العنيدة ، ما بها يداي لما لم تتركيني احلبكي انا وهل يداي يمان بهما بركة وانا لا؟
يمان بضحك على صديقتها : لن نعبركي يا فتاة فانا وجيجي.صديقتان وهي تحتضن تلك البقرة بعد ان حلبتها
حسناء : ماشاء الله لقد صادقت الكل حتى الحيوانات
يمان : قلي ما شاء الله يا اخت ، وهكذا بداتا في مناوشتهما وهما متحهتان للمطبخ محملتان بدلوين مملوؤين بالحليب
زينب وهي تنظر الى ما بيديهما : شكرا ابنتي لقد تعبناكي تعالي لتفطري معنا
يمان : شكرا خالتي سوف اذهب فورا ، لا تنسي ان العمة لا تتساهل معي ، فالبارحة قد ضربت ضربا مبرحا من قبلها لانني كسرت آنية بالية لم نعد حتى نستعملها
زينب بحزن على مصير هذه الفتاة :كان الله في عونكي بنيتي وارزقكي بابن حلال ليخلصكي من هذا العداب
يمان : يا رب خالتي ، والان الى اللقاء
زينب وهي تعطيها آنية مملوءة بالطعام : خدي هذا يا فتاة وتناوليه ما ان تصلي للمنزل
يمان بخجل : لا داعي خالتي
زينب : قلت خدي وبسرعة للمنزل لكي لا تنتبه عليكي تلك الشمطاء ، وهيا حسناء رافقيها
حسناء : حاضر وسابقى معها قليل واساعدها في العمل ، ان وجدنا عمتها ما زالت نائمة
زينب : احسنت يا حبيبتي فوالله لا اعرف كيف تقومين بكل شيء وحدكي في داك البيت
يمان بحزن : الله المساعد يا خالتي ، والان وداعا
خرجت الفتاتان من المنزل دون ان تلاحظا داك الذي كان يتابعهما بدون اصدار اي ضجيج مند دخولهما للحضيرة حتى مغادرتهما للمنزل
كان هذا احمد يستغرب من هذه الفتاة الجميلة وكمية العذاب الذي تتلقاه ورغم ذلك فهي صابرة على قدرها بل وتحمد الله على كل شيء
توجه بطلنا الى غرفة المعيشة ووجد والدته تنتظره لتناول الافطار حبيبة :صباح الخير بني ، هل نمت جيدا؟
احمد : اجل وقد استيقظت باكرا كالعادة
حبيبة : هذه عادتك هنا ،تنام باكرا وتستيقظ باكرا 😄
احمد : هذا مفيد للصحة امي
وفي هذه الاثناء جاءت زينب محملة بابريق الحليب
حبيبة بتعجب : لا تقولي ان جيجي تركتكم تحلبونها؟
زينب : يا ريت ، فقد دهبت حسناء لمنزل يمان باكرا وهي من فعلت 😧
حبيبة بضحك على هذا الموقف الذي يتكرر كل يوم : لا اعرف ذاك السر الذي يربط تلك البقرة بيمان ، فهي لا تحب ان بقترب منها الا هي😂😂😉
زينب بغيظ : وتلك الرفسات التي تطلقها علينا ما ان نقترب منها😥😢.
حبيبة : كان الله في العون ، ولكن اخبريني كيف اقنعت حسناء تلك العجوز ان تدع يمان لكي تأتي معها؟
زينب : لقد وجدتها نائمة ، اظن انها سهرت مع تلك العقربة ابنتها حبيبة بتأثر : كان الله في عون تلك اليتيمة وصبرها على ما ابتلاها
لقد كان والدليها اناس طيبون ودللوها كثيرا ، لكن انظري مادا يصيبها الان من افعال قاسية من تلك العمة.
زينب : لقد بعث معها حسناء لتساعدها قلبلا ، فانت كما تعرفين كل الشغل من البيت للحضيرة وجلب الحطب كل هذا على عاتقها
حبيبة : احسنت صنعا لانكي بعثي معها حسناء
زينب : هذا اقل ما تستحقه تلك المسكينة ، حسنا انا ذاهبة للمطبخ كي ابدأ في اعداد الغداء
حبيبة : اسلمت زينب، على هذا الفطور الشهي
دهبت زينب لعملها ، وبقي الابن ووالدته يتناولون الطعام
احمد : لقد رأيت تلك الفتاة مع حسناء في الحضيرة ،كان منظرهما يثير الضحك خصوصا وتلك الفتاة تخاطب البقرة ، كأنها صديقتها المفضلة ،وتحتضنها والبقرة بدورها تطلق تلك الاصوات كانها تفهمها ،وحسناء الغاضبة ،يا الله ستموتين من الضحك لو رأيت داك المنظر.
حبيبة : هل رأتك الفتاتان؟
احمد : لم ترياني ، فقد كنت شديد الحذر
حبيبة : الحمد الله ، فلو رأتك يمان لن تعاود المجيء لنا ،فهي جد خجولة .
احمد : لما لم اراها من قبل ؟
حبيبة : لانها كانت تسكن مع والدبها في القرية المجاورة ،ولكن بعد وفاتهما السنة الماضية في حاذثة سير ، لم تجد تلك المسكينة سوى عمتها خديجة المعطي فانت تعرفها هي من تكفلت بها لانه لا يوجد لها اقارب آخرون
احمد : لا تقولي تلك العجوز الني تسكن قريبة من بيتنا
حبيبة: هيا بعينها وانت تعرف اخلاقها وتصرفاتها السيئة مع الكل والادهى من يسكن معها.
احمد : امي كيف اخلاق تلك الفتاة؟
حبيبة : فتاة طيبة الخلق تحب الكل وتساعد الغير غير انها جميلة المظهر ، انها كالبلسم ما ان تضعه على الجرح يبرأ
احمد :كل هذا ، ولما لم تتزوج وتبتعد عن تلك المرأة التي تسيء اليها.
حبيبة : لقد اتوها خطاب كثيرون ، ولكن تلك البائسة عمتها ترفضهم وانت تعرف شباب القري جلهم فقراء ،فان زوجتها فلن تستفيد اي شيء ، والان تستغلها كخادمة لها ولابنتها
احمد : امي ما ريكي بها كزوجة لي😉
حبيبة : وهل ستقبل الزواج من فتاة فقيرة ،وانت ابن اكبر اغنياء هذه المنطقة .
احمد : ان كانت كما تقولين ذات اخلاق عالية وجميلة القلب والقالب ، فلما لا والفقر ليس عيبا ،والفقر فقر النفوس
حبيبة : لا اعرف ما اقوله لك ابني ، فيمان بالنسبة لي غالية جدا تمنيت دائما من قلبي ان يرزقها الله زوجا صالحا ينسيها ما عانته مع عمتها وابنتها ومن قساوة هذه الحياة .
احمد وقد ازداد تمسكا بفكرة الزواج من يمان خاصة لمدح امه فيها
احمد : سأكون ذاك الشخص الذي تتمنينه لها وسأكون نعم السند لها.
حبيبة : اتمنى ذلك بني ، ولكن المشكلة الان كيف سنقنع عمتها بذلك وقد حكت لي زينب ان تلك العجوز تمني نفسها بانك ستكون زوجا لابنتها
احمد : النقود امي ، فهي بالنسبة لهاته الفئة الغليظة القلوب مفتاحا للسعادة لن بهمها اي امر آخر حتى ولو كانت ابنتها ما ان ترى المهر الذي سأقدمه لها .
حبيبة : اتمنى ذلك ، فانت لم ترى تعلقها بابنتها ودلالها لها
احمد : لا تقلقي فيمان بادن الله ستكون كنتك ، ولا داعي للقلق من ابنة المعاطي "يقصد خديجة " فانا كفيل بها ، اتمنى فقط ان اعجب تلك اليمان
حبيبة بفخر : ومن هي التي لا يعجبها رجلا مثلك بني مال وجاه واخلاق😄
احمد ' كفى مديحا في امي وكما يقال "القرد في عين امه غزل"
حبيبة وقد اصابتها هستيريا الضحك : نعت نفسك بالقرد ، آه يا حبيبة اصبحت ام القرد 😂😂😂😂
احمد وهو يشاركها الضحك : اجل يا ام القرد
💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
الى الملتقى في فصل جديد بإدن الله تعالى ولا تنسوا التعاليق فبفضلها يعرف الكاتب ان ما يكتبه يروق القارئ او العكس ،وهنا اقصد كاتب او كاتبة القصة الدين ينشرون قصصهم وليس من ينشر ما كتبه غيره.

يمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن