بعد مساعدة يمان في عملها ، ذهبت حسناء الى منزل السيدة حبيبة ، وما ان وصلت حتى استدعتها حبيبة
حبيبة : ادا حسناء ما الاخبار ؟
حسناء : لقد تم كل شيء كما اردت
حبيبة : وهل كانت هناك خديجة؟
حسناء : بلى وجدتها ، وكادت ان ترفض ما قدمته ليمان ، ولكن فتاتك اسنطاعت اقناع هذه العجوز التي وافقت اخيرا لقبول تلك الملابس ليمان والمضحك في الامر انها ارادت ذاك الحاف التي اعطيتني اياه من اجل يمان ، ولكن بقليل من المكر جعلتها تتراجع عن الفكرة
حبيبة ضاحكة : مادا فعلت يا مصيبة رأسي ؟
حسناء : لقد ضحكت عليها ، وقلت لها ان ليس من مستواها امتلاك بقايا الخدم
حبيبة : وكرامتها لم تستحمل😂😂😂
حسناء : اجل ، وقالت لي انها كانت فقط تمازحني
حبيبة : الحمد لله ان الامر يسر ،ويمان كيف تقبلت الهدايا؟
حسناء : كانت جد فرحة ، رغم انها حزينة لمعاملة خديجة لها ، تصوري ان تلك المرأة تستغل منزل والدي يمان ، وقامت بكرائه و تستنفع بالنقود التي تحصل عليها هي وابنتها ، اما يمان فلا تحصل الى على العمل الشاق والضرب ، وايضا رأيت غرفتها ، بل قولي جحر لا تنفع للسكن ، لا اعرف كيف تستحمل تلك الفتاة كل هدا، تصوري اني اعرفها مند سنة ، اي منذ ان اتت الى القرية ولا يوم قالت لي انها تعيش بداك الوضع المزري ، اي نعم تشكو من قسوة العمة وضربها وايضا تجويعها ، ولكن السكن يا الله
حبيبة بثاتر : لا داعي للقلق فكل شيء سيكون بخير ان شاء الله
حسناء وعيناها تدمع لما يحصل لصديقتها : ليفرجها الله من عنده
حبيبة : حسنا ابنتي هيا اذهبي لزينب
حسناء : حاضر خالتي ، وشكرا لتعاملكي الحسن لنا وادامكي نعمة لنا ويحفظكي من كل شر
حبيبة: شكرا صغيرتي والان اذهبي
كان احمد يستمع لكل ما قالته حسناء عن يمان ، فاشتاد غضبه
احمد : يا الاهي امي ، كيف سننقد تلك الفتاة ،
حبيبة : لا تقلق بني الله سيفرجها قريبا بإدنه
احمد : سأحوال الاتصال بحسن ، فما زلت املك رقم هاتفه
حبيبة : افعل دلك بني وارجو ان يكون ما ن فكر به صحيح " تقصد ان يكون حسن فعلا ابن عم كريمة"
احمد : اتمنى دلك غدا سأتصل به
حبيبة : ان شاء الله بني
اما في منزل خديجة ، فقد جلست هذه الاخيرة مع ابنتها
خديجة : لقد اتت حسناء مند فترة ، واتت بمجموعة من الثياب ليمان
كريمة : هذا جيد امي فيمان فعلا تحتاج للثياب ، فتلك التي تملكها لم تعد صالحة للبس
خديجة : هذا ما تستحقه ، ابنة الخادمة ، لا اعرف كيف اخي تزوج امها ؟
كريمة : اريد فعلا معرفة كرهكي ليمان ووالدتها ، وايضا زرعتي كرهها في قلبي
خديجة : هذا ما تستحقانه ، خصوصا امها ، تلك الخادمة الوضيعة لقد اخدت كل اهتمام اخي الوحيد ولم يعد ينتبه علي او يسأل عن حالي
كريمة : لقد مات امي وهي ايضا ماتت فاطلبي لهما الرحمة
خديجة : ماذا تقولين انت ؟هيا لغرفتكي ودعيني بسلام😈ذهبت كريمة لغرفتها وهي تتذكر ما حصل منذ ساعات في غرفة يمان
فلاش باك
كانت كريمة تبحث عن يمان كالعادة لكي تزعجها ، فلم تجدها في اي مكان ،فقصدت غرفتها وهناك وجدتها و معها حسناء ودار الحوار التالي بين يمان وحسناء الدي جعل كريمة تفكر في ما آل اليه الحال بينها وبين يمان التي كانت اعز صديقاتها في الماضي عندما كانا والدي يمان مازال في الحياة
حسناء : هيا يا فتاة ابتسمي
بمان : وكيف تريدين مني الابتسام ، وكل شيء اسود في حياتي مند وفاة امي وابي وانا اعيش في الجحيم من طرف عمتي وابنتها رغم انني لا اعرف السبب لهذا الحقد علي ، فانا لم اقم يوما يشيء سيء تجاههما ،حتى كريمة التي كنت اعتبرها اختا لي ومعاملة والدي لها وايضا والدتي كانا يحبانها كثيرا ويعاملانها كابنة ثانية لهما ، وهي ايضا في تلك الفترة كانت كريمة غير التي تعرفينها الآن تحب الكل وتعطف على الكل ، اما الان اصبحت نسخة من امها التي لا اعرف هي الاخرى لما تحقد علي وعلى امي😢
حسناء : كل هذا يوما ما سيزول ويصبح فقط ذكرى سيئة ستمحى مع الزمان
يمان : اتمنى هذا حقا ، فقد اشتقت الى اختي كريمة ، فانا ليس لي عائلة سواها ، اتمنى من كل قلبي ان تعود تلك الانسانة التي كانت في الماضي محبة ولطيفة
حسناء : الله قادر على كل شيء
كانت كريمة تنصت الى هذا الحذيث وقلبها يعتصر الما لما آلت اليه من انانية وقسوة الى احب الناس اليها ، فهي ايضا تحب اختها الصغيرة والتي كان دائما خالها العزيز يوصيها بها لانها الاخت الكبرى ويجب عليها الاعتناء بيمان .
وتتذكر كيف كان خالها يأتي من السوق محملا بالحلوى ، فكان اول واحدة يعطيها ، هي كريمة ، كانت يمان دائمة الغضب لهذا التصرف ، ولكن والدها يقول لها انه يجب دائما ان نعطي لكريمة اولا لانها اختكي الكبرى وبعدها انت يا صغيرة😍
كريمة على سريرها تتذكر وتتذكر ، وكل تلك الذكريات الجميلة والان ماذا ، وهي توبخ نفسها : ماذا فعلت بنفسي ولما انا هكذا انانية لايحبني احد ، حتى الانسانة الوحيدة "تقصد يمان"التي كانت تحبني وتدافع عني كلما تنمرت الفتيات علي في صغرنا ، وانا ماذا قدمت لها ، سوى العذاب والشقاء ، يا الاهي هل هذه وصية خالي الي، لقد كان ذائما يقول لي ،كريمة يمان في عهدتكي صغيرتي فانت من ستتولين مسؤوليتها من بعدنا انا ووالدتها ، كأنه احس بما سيحصل
بدأت تلك الفتاة تستيقظ من سبات الشر الدي دفنت فيه حالها ، وبدأ ضميرها يصحو ، وتعاتب نفسها على اعمالها الشريرة في حق اختها الصغيرة ، اجل فيمان اختها الصغيرة ، ويجب ان يتغير كل شيء وتصحح اغلاطها وتبتعد عن افكار ونوايا والدتها تجاه يمان، لن تسمح لها مند الان ان تهينها او تضربها ،ستكون لها السند رغم عن والدتها التي لن تحب هذا التغيير بل ستجن منه.
مر الوقت على ابطالنا فهاهي الشمس تغرب وقد حان وقت اعداد العشاء ، قامت يمان من فوق سريرها واتجهت للمطبخ لاعداد وجبة العشاء ، قبل ان توبخها العمة ، وما ان دخلت للمطبخ حتى وجدت كريمة وهي تعد الوجبة
يمان : ماذا تفعلين كريمة ، العمة ستوبخني ، او ستضربني بالله عليكي اخرجي من المطبخ ، جسمي لم يعد يتحمل الآلم من ضرب والدتكي وهذا ما ستفعله ان رأتكي هنا😢😢
كريمة : لا داعي للخوف منها يمتتي لن ادعها تؤديكي من اليوم فصاعدا سأقف ضد كل من يريد السوء بكي
يمان وهي تتعجب من هذا التغيير : هذه الاعيب من الاعيبكي القدرة
كريمة : بل اتكلم بجدية ، فلن ادع احدا يؤديكي ولو كانت والدتي ،ساعمل بوصية خالي رحمه الله ، والدي وصاني بكي
يمان باستهزاء من هذا الموقف : صدقتكي ، ولما لم تنفدي تلك الوصية قبالا وجعلتني اتدوق مرارة الضرب والقسوة من امكي وايضا حضرتكي
كريمة : اعرف انه لا توجد اعذار لما فعلته بكي ، ولكن والدتي هداها الله هي من زرعت في تلك التصرفات عدا عن الانانية انا لم اكن هكذا اختي وانت تعرفين ذلك
يمان : اعرف كريمة ولكنكي تغيرت مند وفاة والدي ، اصبحت شريرة وانانية
كريمة بثأتر : اعرف اني هكذا ، ولكن عذري اني فقدت ايضا والدي ، فخالي وخالتي " تقصد والدا يمان " لم يكونا والديك فقط وانما والدي ايضا ، فقد كانا احبا الاشخاص لقلبي ، فانا لم اعرف والدا غير والدكي ، فابي كما تعرفين توفي وانا ما زلت رضيعة ولم احضى بام حنون مثلك فامي دائمة القسوة لا تحب سوى نفسها وانا كنت احب والدتكي كأنها من انجبتني وابتعدت عن امي الحقيقية، في نظركي كيف ستكون ردة فعلكي عندما تأتي لكي امكي بعد سنوات من الجفاء وتهتم بكي وتدللكي ، فهذا بالطبع سيعدكي و ستتشبتين بهذا الاحساس وستفعلين كل ما تريده منكي حتى لو ادى دلك اعز مخلوق على قلبكي الا وهو انت يمان انا لن اعود تلك الشريرة والانانية التي عرفتها مؤخرا ، بل سأكون اختا وسندا لكي مهما بلغ الامر ، اعرف ان امي سوف تكون مستاءة ولكن هذا لا يهم ، المهم ان نرجع كما كنا في السابق اختان متحابتان 😊
كان الامر بالنسبة ليمان صدمة ، فهي ايضا لم تفكر بكريمة وكيف سيكون احساسها بموت والديها اللدان كانا بالنسبة لها والديها الحقيقيان ، نعم فهي كانت غارقة في احزانها ولم تنتبه لحزن كريمة الدي استغلته عمتها اسوء استغلال
يمان : اريد ايضا لسترجاع اختي التي لا املك غيرها ، انت يا كريمة عائلتي المتبقية لي ، فحبا بالله ارجعي كما كنت😧
كريمة : بل ساكون احسن يمنتي
يمان ببكاء : انه اللقب الدي يطلقه علي والدي يرحمه الله
كريمة : ليرحمهما الله جميعا اختي "وهي تعانقها " والان دعيني اقوم باعداد العشاء لكي تتناوليه قبل ان تاتي امي ،فقد دهبت عند صديقتها فاطمة واظنها ستتاخر هناك
يمان : كما تريدين ، واخاف ان تعاقبكي على هذا التغيير
كريمة : لا تخافي لن ابين لها اي شيء مما حصل بيننا وايضا ساساعدكي في العمل ومن اليوم لن تبقي وحيدة وهذا سرنا نحن الاثنتين
جلست الفناتان تتسامران وتستعيدان دكرياتهما مع والدي يمان وفي مكان آخر..
انتظروني غدا مع فصل جديد في احذاث يمان 💖
قراءة ممتعة ولا تنسوا التعاليق شكرا لكل من قرأ القصة.وعلق عليها ولو بكلمة ، فهذا يسعدني كثيرا 💞💖❤ سعدية اخبار
أنت تقرأ
يمان
Romanceيمان فتاة من المدينة ماتا والداها وتكفلت بها عمتها الساكنة بقرية بجبال الاطلس الشامخ كيف ستعيش تلك الفتاة ، في بيئة غير بيئتها وكيف ستعاملها عمتها هذا ما ستعرفونه في الرواية قرائة ممتعة الرواية للكاتبة ، والحقوق محفوظة ، اتمنى احترام حقوق الكاتب ا...