وصل حسن مع والديه للقرية ، بعد معانات السفر ،فقد كانت القرية بالفعل بعيدة عن طنجة .
وجدوا احمد في انتظارهم
احمد وهو يعانق صديقه حسن
احمد : كيف حالك صديقي واخبارك؟
حسن : الحمد الله ، وانت واخبار خالتي حبيبة؟
احمد : انها بخير وهي في انتظاركم بفارغ الصبر
حسن بضحك : لا تقل لي انها اشتاقت لمن ترمي عليه حذائه
احمد : اجل فقد مر وقت طويل ولم تفعل ذلك
سعيد : ما ان رأى سيد احمد السيد حسن حتى نسي كل شيء آخر ، قل لنا انا وخالتك مرحبا للمجاملة فقط
احمد وهو يعانقه : مرحبا عمي سعيد انا مسرور لرؤيتك بعد كل هذه المدة الطويلة ، وانت ايضا خالتي عائشة " وهو يقبل يديها " اهلا وسهلا بكي في قريتنا المتواضعة
عائشة : ايها المخادع كل هذا الوقت ولا تسأل عنا
احمد : والله مشاغل خالتي ، امي ستفرح كثيرا بلقائكي
عائشة : وانا ايضا
احمد : هيا لندهب للبيت ركب كل من حسن ووالديه سيارته وتبع احمد الذي كان يقود سيارته متجهين للبيت
سعيد وهو ينظر الى ما حوله من جمال
سعيد : يا الله كم اشتقت لهذه المناظر
حسن : بالفعل ابي ، لم ارى من جمالها في حياتي
اقتربوا من بيت احمد ، الذي نزل من السيارة وتبعه حسن ايضا ووالداه
سعيد : كم جميل منزلك احمد ، منزل قل قصر ما شاء الله
احمد : ابي من بناه وقد جلب اكفأ المهندسين والبنائين لصناعة هذه التحفة👍
عائشة بفرح : لو كان داخل البيت كخارجه ،سأستقر هنا😂
احمد : اهلا وسهلا بكم جميعا
وهنا فتح باب المنزل الدي اطلت منه حبيبة وهي تستقبلهم بكل حفاوة وهي ترش عليهم ماء الورد وعطور فواحة وضعت في داخل قرورات مخصصة لهذا الغرض وتتبعها زينب محملة بصينية فيها طبق من التمر وايضا كؤوس مملوؤة بالحليب
حبيبة : يا مرحبا يا مرحبا زارتنا البركة
حسن وهو يقبل يديها : اشتقت لكي خالتي
حبيبة : لو اشتقت لي ايها المخادع لسألت عني كل هذه المدة
حسن : آسف خالتي ، لن اعيدها ولا داعي لرميي بالحذاء
ضحك الكل على هذا المشاكس، وهنا اقتربت عائشة من هذه المرأة التي سمعت عنها كثيرا من ابنها وتمنت لقائها يوما ما
عائشة : انا عائشة والدة هذا الشقي ، وهذا سعيد زوجي
حبيبة : اهلا بكي عزيزتي في قريتنا ،ولكن مهلا "وهي تنظر لسعيد : السيد ابن الهواري صديق زوجي؟
سعيد وهو ايضا يعرفها فهي كانت ابنة احد الاعيان في القبيلة واجملهن
سعيد : اهلا بكي سيدة حبيبة
حبيبة : اهلا بك سعيد ، ولما كل هذه الغيبة عن القرية
سعيد بخجل من غيابه الطائل عن القرية واهلها.
سعيد : الدنيا تلاهي سيدة حبيبة والبقاء لله في وفاة عبد الله
حبيبة متأثرة لذكر زوجها الحبيب : ليسكنه الله فساح جنانه ، كان دائما يتءكرك ويتمنى لقائك
سعيد بتأثر لوفاة صديقه : ليرحمه الله
احمد مقاطعا لحظات الحزن هاته : ماذا تفعلين امي تخاطبين الضيوف امام المنزل
حبيبة باستدراك : آسفة يا جماعة تفلضوا بالدخول
دخل الكل للمنزل بانبهار
عائشة: لن اذهب معكم مجددا لطنجة سأبقى مع السيدة حبيبة في هذا المنزل الجميل
سعيد : ماذا تقولين يا امرأة هل هانت عليكي العشرة
عائشة : انت من هانت عليك ، تركت كل هذا الجمال واستقررت في مدينة يملأها الضوضاء
سعيد : أليست تلك المدينة مسقط رأسكي الذي تفتخرين به
عائشة : لا انكر انها مدينتي المفضلة ، ولكن حبا بالله يارجل هذه القرية جنة
حبيبة : ولم تري بعد مدى جمالها ، فهناك مناطق لا تستطعين تركها لشدة روعتها
قامت الخادمات بجلب الضيافة للضيوف احمد وحبيبة الجالسين في غرفة جميلة تحتوي على طاولة دائرية الشكل تحيط بها كراسي
وايضا كنبات تتوسدها مخدات صغيرة مطرزة باحترافية .
حبيبة : اجلسوا من فضلكم لتناولوا الشاي وبعض المقبلات،
عائشة : لقد اكلنا في الرحلة ، اريد فقط الاستراحة قليلا من عبئ السفر
حبيبة : ستشربين كأسا من الشاي بالنعناع المنطقة الذي لا مثيل له ، لإنتعاشه وبعدها تأكلين من هذا العسل ، انه من ضيعتنا وايضا السمن وهو من حليب بقرتنا العنيدة
جلبت الخادمة خبزا ساخنا
حبيبة : هيا تفضلوا لتناول الطعام
كان الكل مستلدا بما قدم لهم من طعام
سعيدا : لقد اشتقت كثيرا لمثل هذا الطعام
حبيبة : اجل اشتقت ، لو اشتقت فعلا لما غبت طوال هذه المدة عن قريتك
عائشة : اعدريه حبيبة فبعد وفاة والده واخيه كره تذكر المكان لما يحتويه من دكريات ابيه واخيه
حبيبة : ليرحمهم الله جميعا ، فهم في مكان افضل
سعيد : الحمد لله
بعد الاكل اسطحبت الخادمة سعيد وعائشة للغرفة المخصصة لهما للاستراحة من تعب السفر وما ان دخلوا الغرفة حتى ذهبت الخادمة
عائشة : ما اجمل هذا المنزل وسكانه
سعيد : اجل فعبدالله والد احمد يرحمه الله ، كان فقيرا وعند رؤيته لحبيبة احبها كثيرا ، فذهب لوالدها ليطلبها لزواج ، لانه كان من اغنياء المنطقة تعرفين ما سيكون جوابه
لكن حبيبة وهي ابنته الوحيدة ويستمع كثيرا لرأيها كان لها رأي آخر فقد اخبرت ان يقوم عبد الله بتكوين ثروة تليق بابنة الاعيان
وما ان سمع عبد الله شرطها ، حتى اجتهد وعمل ليل نهار لينفذ هذا الشرط وكان اغلبية الشباب يسخرون منه
كان عبد الله يمتلك قطعة ارض ورثها عن والده المتوافى ، زرعها هذا الاخير باشجار الزيتون وايضا اشجار اللوز وقام بحفر بئر بها يسقي بها تلك الاشجار وايضا قام بتربية النحل .
جد ذلك الرجل في عمله ووالد حبيبة يراقبه من بعيد ورأى مدى
براعته وذكائه في العمل وحرصه على تنفيد الشرط الذي فرض عليه لاجل الزواج بحبيبة
وهكذا مر العام وبطلنا اخد ورقة ملكية ارضه التي اصبحت من اجمل الاراضي واغناها " بالمناسبة عائشة هذه الارض هي التي بني عليها هذا المنزل الفخم" لنرجع لعبد الله ذهب هذا الاخير عند والد حبيبة وسلمه صك الملكية
عبد الله : هذا كل ما املكه عمي وقد كتبته باسم ابنتك
كان والد حبيبة فخورا به
والد حبيبة وهو ينظر الى الورقة : تريد ان تقول لي ان كل تملكه اصبح لحبيبة ؟
عبد الله : اجل سيدي كلي وكل ما املك لها
احتضنه الرجل الكبير : بورك فيك بني ، فانت ستكون نعم الصهر والابن لي ،حبيبة تعالي
اتت حبيبة لابيها واخبرها بما قام به عيد الله من اجلها
والد حبيبة : اذا ابنتي هل توافقين على الزواج من عبد الله
حبيبة بعد ان التمست حب عبد الله لها : اجل ابي اوافق
والد حبيبة : بارك الله لكما اولادي وانعم عليكما بالدرية الصالحة
وهكذا تم زواجهما الذي فرحت به القرية لايام كثيرة
كان والد حبيبة جد غني وجعل صهره ابنا له وكتب كل ما يملك مناصفة بينه وبين ابنته ،اما هذه الارض فرفض عبد الله ان تعود ملكه كما اخبره والد حبيبة ،بل جعلها مهرا لحبيبته وبنى هذا البيت الذي انتقلت له حبيبة بعد الزواج بصحبة والدها الذي لم يفارقهما حتى توفته المنية .
عائشة : يا للروعة لم اسمع بمثل هذه المواقف مند زمن بعيد
سعيد : ليرحمهم الله جميعا والان هيا اذهبي للاستحمام وغيري ملابسكي ودعينا ننام قليلا
عائشة : قل لحسن ان يأتي بالحقائب ، فقد نسينا امرها
وفي هذا الوقت سمعوا طرقات على الباب وكان حسن حاملا حقائبهما
حسن : تقضلا الحقائب
عائشة : شكرا بني ، انا سأذهب لأستحم واحضى بقيلولة فانا جد متعبة
سعيد : انت ايضا حسن افعل المثل وبعدها نم قليلا
حسن : سادهب لغرفتي واستحم وابدل ملابسي وبعدها أذهب الى صديقي احمد
سعيد : حسنا بني افعل ما شئت
خرج حسن من عند والديه متجها الى الغرفة الخصصة له ، وقام باخد دوش سريع وبعدها ارتدى ملابسه وذهب عند احمد الذي كان ينتظره في الحديقة
احمد : ظننتك ستذهب لتستريح قليلا ، فالطريق من طنجة الى هنا لم تكن سهلة
حسن : على من تكذب انت ، فانت منذ وصولنا ، وانت تريد الاستفراد بي ، هيا يا رجل احكي
احمد بضحك : لا يستهان بعقلك يا رجل
حسن وهو ينظر لحبيبة التي اتت لهم وهي محملة بصينية كبيرة.عليها صحن مملوء بالفواكه الجافة وايضا طبق فيه سيخ اللحم المشوي
حسن وهو ينظر للاكل بشهية : اطال الله في عمركي حبيبتي وكأنكي قرأت افكاري
حبيبة بضحك من هذا المشاكس : تفضل هذا كله لك ومرحبا بك في منزل اخيك
حسن : شكرا عمتي وهو ينقض على احدى تلك السيخ الشهية
احمد من شدة الضحك على صديقه : انتظر بني الخبز وايضا الشاي
وهنا جاءت خادمة بصينية الشاي وايضا طبق مملوء بالخبز الطازج
حسن : لا اعرف احمد لما تحب العيش في تلك المدينة وانت تملك قطعة من الجنة كهذه " وهو يشير لما حوله"
كانت حبيبة تنتظر رد ابنها بفارغ الصبر ، فهي كانت تتمنى دائما ان يعيش بقربها ، فهي لا تملك سواه في هذه الحياة
احمد : ومن قال لك سأرجع هناك ، لقد قررت الاستقرار في ارضي وارض اجدادي وقرب والدتي والانسانة التي اتمناها زوجة لي
حبيبة بفرح وهي تحتضن ابنها : بوركت بني، هذا اسعد خبر سمعته في حياتي يا فلدة كبدي انت
احمد بخجل من تصرفات امه فهي تعامله في بعض الاحيان كطفل صغير : لسنا وحدنا حاجة حبيبة
حبيبة : وهي تقوم بقرص ادن حسن : تقصد امام هذا الولد، الا تخجل من نفسك ، ان حسن ابني مثلك تماما
حسن وهو يعانقها بحب ، فهذه المرأة الطيبة تنشر الحب اينما حلت: شكرا خالتي وانا ايضا اعتبركي بمثابة والدة لي ولكن بيني وبينكي لاني لا اريد ان يصل الخبر للسيدة عائشة،فهي جد غيورة
حبببة بفرح من قرار ابنها : ادامك الله سندا لهما بني
حسن خالتي : والان دعينا نأكل من هذه الخيرات الطيبة التي اتيت بها لنا
حبيبة : تفضلوا بالهناء والشفاء اولادي
احمد : الن تنضمي لنا امي
حبيبة : لا سأذهب لمساعدة الفتيات في المطبخ
احمد : حسنا امي
ذهبت حبيبة للمطبخ ، اما حسن واحمد فبدؤوا بتناول الاكل الشهي
حسن : اذا ما هاته التطورات الجديدة الحاصلة في حياتك
احمد بعشق : انه الحب صديقي
حسن بتعجب من حالة صديقه : كيف ومتى حصل هذا ومن هي هذه الفتاة التي جعلت احمد العيساوي يقع في حبها بهده الطريقة
احمد بضحك : سأقص عليك كل شيء ولكن بعد انتهائنا من الاكل
حسن : حاضر يا صديقي، وهنا بدأ الصديقان في تناول الطعام وسط مناوشاتهم
مر بعض الوقت واتت الخادمة تحمل طبقا به بعض انواع الكعك وايضا براد شاي آخر ، حملت كل هذا لطاولة اخرى موجودة في الحديقة واخدت ايضا طبق الفواكه المجففة ووضعتها بجانب ما اتت به
حسن : الحمد لله شكرا لهذه النعمة يا رب ، اللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال
احمد : اللهم امين يا رب العالمين
ذهب اصدقائنا لغسل ايديهم وبعدها جلسوا في الطاولة المعدة لهم وصب احمد كأس الشاي لصديقه ، وناوله طبق الكعك الذي اخد منه حسن قطعة
حسن : احكي احمد اني اسمعك
احمد : اسمها يمان ، وبدأ يحكي قصة يمان الحزينة وعلاقة زوجة عمه بالامر ومعاملاتها السيئة هي وابنتها لها
حسن : تريد ان تقول ان ابنة عمي ايضا شريرة تشبه والدتها
احمد : قصة كريمة ايضا مختلفة ،فالفتاة ايضا ضحية والدتها ،فهي لم تهتم بها منذ صغرها ،كان والدا يمان هما من يهتما بها منذ وفاة عمك ، فجعلاها بمثابة ابنة لهما، وعند مماتهما اصابتها ايضا الصدمة ، ولم تعرف سوى انها وجدت تلك المرأة المسماة امها تقترب منها وتغدقها بالهدايا وفي نفس الوقت تكرهها في ابنة خالها يمان، وكريمة بالطبع رغم وجود والدة يمان طول عمرها الا ان احساسها الطفولي يريد حب الام الحقيقية ، وهنا بدأت كريمة تعامل يمان بقسوة متناسية وصية خالها بالاهتمام بالاخيرة لانها اختها الصغرى
ومن فترة قصيرة استيقظ ضمير كريمة ووبخت نفسها لتعاملها السيء مع يمان والان تحاول بكل جد ان تعوضها
حسن بتهكم من تصرفات ابنة عمه :الان فقط اصبح لها ضمير
احمد : لا تقل هذا حسن فالفتاة ايضا تعدبت نفسيا ، وفي بعض الحالات العذاب الجسدي اهون من العذاب النفسي ،تصور تلك الفتاة الصغيرة التي تعيش خارج حضن امها رغم عيش الاخرى، ورؤيتها دلال والدي يمان لها هذا فعلا موقف صعب لكلتا الفتاتان
حسن : والله عندك حق في ما قلته يا اخي
واثناء اندماجهما في الحديث اطلت عليهم عائشة وسعيد بعد اخدهما قيلولة قصيرة
عائشة : ماذا تفعلان ايها الولدان المشاكسان؟
ضحك الكل . ..... .......
أنت تقرأ
يمان
Romansaيمان فتاة من المدينة ماتا والداها وتكفلت بها عمتها الساكنة بقرية بجبال الاطلس الشامخ كيف ستعيش تلك الفتاة ، في بيئة غير بيئتها وكيف ستعاملها عمتها هذا ما ستعرفونه في الرواية قرائة ممتعة الرواية للكاتبة ، والحقوق محفوظة ، اتمنى احترام حقوق الكاتب ا...