.1

1.3K 78 14
                                    

"الخطوة الأولى كانت الأصعب ولكن الأساس لكل شيء بعدها."
***************************

صوت رنين جرس أنتهاء الصف دوى في القاعات معلناً أنتهاء الصفوف، وهذا كان بمثابة بطاقة النجاة لأغلب الطلاب الذين كادوا يفقدون عقولهم من كمية الملل والهدوء التي كانت ترسل لهم مع تلك المعلومات التي يشرحها الأساتذة بدون فائدة ترجى.. فلا أحد يستمع!!

اصوات الأحاديث علت قاطعة الأجواء الهادئة وتهاتف الجميع للخروج والتمتع باستراحتهم مما جعل الرواق يعج بالطلبة بعد أن كان فارغاً تسمع فيه أخفت الأصوات، بضع دقائق وكان الرواق شبه فارغ مجدداً فقد توجه كل طالب لمسعاه، وأغلبهم كان الكافتيريا فهذا وقت الغداء.

وفي هذا الوقت أصبح السير فيه أكثر سهولة وأمان، أعني بالتأكيد لن يعجب أحد بفكرة أن يتعثر ويسقط وسط كل تلك الأقدام.. كان ليصبح وضعه كالبطاطة المهروسة أو ربما أسوء!!

هنا هي وضبت أشيائها داخل حقيبتها ساحبة أياها للخارج بهدوء، بينما تمسك بيدها كتاب الأختبار الذي ستقدمه بعد الاستراحة مع دفتر الملاحضات خاصته متجهة نحو المكتبة، أكثر الأماكن هدوءً وأماناً في هذه الثانوية البغيضة.

أنزلت عيناها الخضراء لكتابها تسير جنباً إلى جنب مع الحائط متجنبة النظر نحو أي شخص حتى لو لثانية خاطفة، ربما يبدو هذا غريباً ولكنها تفضل ذلك..

أكبر أمنية ربما تتمناها في هذا المكان هي أن تبقى بأمان من غير تصادم مع أي أحد وتؤدي سبب تواجدها هنا وترحل، إلا وهو الدراسة!! 

سارعت بخطواتها أكثر ما إن أصبحت على بعد أمتار من المكتبة، قبضت يدها على الكتب التي تمسكها بتوتر وزادت من وتيرة تحركها أكثر بعد أن لمحت عدة وجوه تعرفها يسيرون بالطريق المعاكس لها، وللأسف الشديد هذه الأمنية من المستحيل أن تتحقق ما دامت هي من تمنتها!!

الكتب التي بيدها تناثرت في الهواء قبل أن تسقط أرضاً مسببة صوت ارتطام مزعج وشعور بالقلق لديها، كان عليها الأسراع أكثر لأن هذا المكان ليس آمناً.. ليس بوجود متنمرة المدرسة على الأقل.

"اوه، أنا أعتذر لم أنتبه لوجودك" صوت أنثوي رقيق لا يحمل أي ذرة أسف قال بينما عدة قهقهات خفيفه ضهرت حولها تجعل الأجواء خانقة بشكل لا يصدق، معها على الأقل فلا أحد هنا يبدو عليه الاهتمام.

أنحنت تلتقت كتبها التي سقطت بقلب منقبض بضيق وغصة كبيرة خانقة تكونت بحلقها، لما يجب أن يكون هذا صعباً لهذه الدرجة؟!

ارتجف جسدها وأغمضت عيناها تلقائياً عند شعورها بماء بارد يسكب على رأسها ويتسلل ببطء مبللاً ملابسها مخلفاً شعوراً قاتلاً بالبرد خاصة مع أجواء نوفمبر المتقلبة هذه.

"يا الاهي لقد تبللتي بالكامل، حتى الكتاب لم يعد صالحاً للقراءة" بسخرية واهتمام مصطنع قالت تلك الفتاة فوندا بينما تلعب بسبابتها بأحد خصلات شعرها البنية وقنينة الماء المفتوحة بيدها الأخرى قبل أن تكمل بتحذير ونظرة استحقار واضحةعلى وجهها "أنتبهي في طريق من تقفين أيتها التافهة"

Regatul Magic Artemis حيث تعيش القصص. اكتشف الآن