شَـهقة غَـادرت فَـمِي، سريعًـا مَـا أعتدلتُ أُحاوِل النَـظَر حَـولِي؛ ولَـكِن الضوء الذي أصطدَم بعينِـي فجأة جعلنِـي أُخفض رأسِـي مُتألمًـا.
"أسترخِ" سمعتُ صَـوت يُونجِـي قُربِـي.
"مَـاذا حدَث؟" جَـمعتُ شُتات نفسِـي لأتحَـدَث.
حَـاولتُ فتح عينَـاي مرة أُخـرَى، حِـينهَـا رأيتهُم جميعًـا حَـولي، وجوههم قَـلِقة ومُتوترة لسببٍ لا أعلمهُ.
"لَـقَد أُصِبت" أجابنِـي أحدهُم.
"بحق الإله أعلَـم أنني أُصبت! أجبنِـي بما حدَث بعد ذلك!" صِـحتُ حِـين نَفِذ صَـبري من سكُوتهم المُرِيب.
رَفعتُ جَـسدي مرة أُخرَى بنية الإعتدَال؛ ولكنهُ عَـاد يدفعنِـي.
"لَـقد لَـحِق بك چين وأخرجك، لَـحُسن الحَظ خرجنَـا من المكَـان جميعًـا؛ ولكن المُهمة فشلَت" هُـو شَـرَح بوجهٍ مُنزَعِـج.
صَـمتُ لوهلة أُحَـاوِل تَـجمِيع مَـا سمعتُ، ثُمَ تذكرتُ الجُزء الأهم، وأتسعَـت حدقتاي بفزَع.
"الرقم التسلسلي! رَقم الخَـزنة، أين ذهب؟!" صِحتُ أنهَـض مُجددًا عن مكانِـي.
رَاقبتُ أوجههُم جميعًا، واحدًا تلو الأخَـر، جميعهم يملكُـون ذات التعبِيـر المُحبَـط.
"لَـقد فقدنَاه" تَـحدَث چُونجكوك.
هُـو بدَى أكثرهُم إحبَـاطًا، لأنهُ مَـن عمل بجدٍ وخَـاطر بحياته للحصُـول علَـى رقم الخَـزنة.
زفرتُ الهوَاء بضيقٍ تام أُغلق عينَـاي؛ ولَـكِن غضبِـي لَـم يذهَـب لثانية، ولَـم أشعُـر بذاتي إلَا بَـعد أن حطمتُ الكُؤوس الزُجاجية علَـى الطاولة أمامِـي.
"لا بُد مُن وجُود حَـل" أصطدمَـت قبضتَاي بقوة بالغة فَـوق الطاولة الخشبية أمامِـي.
"تِلك المُهمة تَـعنِـي الكثِير، يَـجِب أن نُحاوِل مرة أخرَى" حدثتُهُم بهدوءٍ تِلك المَـرة أعُـود للجلُوس بمكانِـي.
"لا يُمكننَـا فعل هذا مَـرة أخرى! أستغرقنا الأمر شهَـرين كما أنك مُصاب، ونامچون مُصاب، ولا يُمكننَا المُخاطرة بحياة الأصغر مرة أُخرَى" عَـارضنِـي چِـين.
كَـان چُونجكوك يَـقِف صامتًا، فقط يستمِع لجدالنَا، ولصياح يونجِـي وچين، بينما هُوسوك حَـيث لا أعلم ونامچُـون مُستلقٍ بغُرفة قَـريبة.
تأفأفتُ بوجهٍ مُنزعج أوجِـه نظري للجَـانِب.
"تَـعلمُون أن ما بداخِـل الخَـزنة كان يعتمِـد علَيه الكثير من الصفقَـات القادمة، كُل هذا سيُدمَـر" تحدثتُ أرفَـع نظرِي لكلاهمَـا.
"ولكننَـا فقدنَا الرقم بالفِـعل، وأنا لا أُرِيد العودة لهُناك" صَـدر صوت چونجكوك أخيرًا.
نَـهضتُ عن الأريـكَة حَـيث كُنت جالسًا ثُم سرتُ ببطئٍ لأقِـف أمامهُ.
"لمَ لا تُرِيـد العَـودة؟" سألتُ أُحَـدِق بوجهه.
هُـو فقَـط صمَت.
"أنت خَـائِف؟" سألتهُ مَـرة أُخـرَى أُمِيل رأسِـي تلك المرة.
رأيتُ چين يسير مُقتربًـا منِـي ليقف بالمُنتصف بيننَا "تايهيونج دع الفتَـى وشأنهُ، لَـقَد خَـاطر بحياته بالعمل هُناك لعدة أشهُر فقط ليجلِب إليك ما تحتاجهُ"
أخرجتُ إحدَى يدَاي من داخِل جَـيبي لأدفعهُ من أمامِـي "لا تُعارضنِـي"
نَـظر چين لي مُغتاظًا؛ ولَـكنهُ مَـا كان ليَـجرُأ علَـى القدُوم للإشتباك معي لذا هُـو أخذ يُحدِق بيُونجِـي.
فأشار لهُ بالرحِـيل.
"تايهيونـج أتفهَـم أنك غَـاضِب؛ ولكن جميعنَا أيضًا مُحبطين، جميعنَا ضحينَا بشكلٍ ما وضاع مجهُودنَا، أتعلَـم كَـم يُصعُب أختراق نظام الأمن والمُراقبة لبنكٍ عَـام؟ لَـم أنَم ليالٍ متواصلة" أظهَـر يُونجِـي إنزعاجه من ذهاب مجهوده هبائًا.
"مُشكلتِـي لَـيس معك الأن، أنا أُحَـدِث من أمامِـي" نَـاظرتهُ بسخطٍ فصمت هُـو يزفُر الهواء بضيقٍ.
"اسمَع" عُدتُ أوَجِـه نظري لچونجكوك الواقِف أمامِـي.
"إن لَـم يُعجبـك الوضَـع والعمَـل هُنَا.." توقفتُ أقاطع حديثي بسيري للأمام تجاهه.
هُـو رفَـع نظرهُ لي دُون التَـحَدُث.
"يُمكنك العَـودة للمَـيتم، ما رأيك؟" تَـابعتُ حديثِـي أُعطيه ابتسامَـة ضئِـيلة.
وجدتهُ يضغط علَـى فكه بإنفعال، هُـو أبتلَـع غُصتهُ وأخذ يُحَـدِق بي دُون التفوه بحرفٍ.
"چونجكوك" نَـاداه يُونجِـي فنظر لهُ سريعًا، قبضتهُ فوق ملابسه تشتد.
"غَـادر برفقة چين، إن تايهيونج ليس بمزاجٍ جَـيد" تَـابع الأخر حديثهُ.
مُجددًا أخذ چونجكوك يُحَـدِق بي قَـبل أن يرحَـل تنفيذًا لآوامر يونجِـي.
"لمَ تجلَـب مثل هذا الموضُوع الحسَـاس أمامهُ؟" عاتبنِـي يُونجِـي.
دفعتُ يدَاي لجيُوبي مرة أخرى ثُم خطوتُ باتجاهه.
"أنَا لَـم أُخطئ؛ ولكننِـي لَا أُريِـد أطفالًا أو جُبناءًا برفقتِـي" رددتُ أجلِس فوق الأريكة مرة أُخرَى.
"لمَ أحضرتهُ مُنذ البداية اذًا إن كُنت ستستمر بفعل هذا لهُ؟" هُـو سأل بوجهٍ مُنزَعِـج.
"فقط هكذا" رددتُ أرفَـع كتفَـاي.
"إنهُ يُعَـرِض حياتهُ للخَـطَر دائمًا ليُثبت كفائته، وهو لا يفشَـل، لذا كُف عن إزعاجه قليلًا" عقَـد الأخر حاجبيه بإنزعاج.
"هَـل رقَّ قَـلبك بَـعد كُل تِلك الجرائِـم؟" سخرتُ أمُد يدِي لجيب سُترتِـي بحثًـا عَـن السجَـائر التي أُنفُث بها غضبي.
فَـور أن أخرجتُ اللفافة الضئيلة هُـو أنتشلهَـا من يدِي وألقَـى بها بعيدًا "بَـل أكتسبتُ الخِـبرة، وهو مالا تَـبرَع به"
أطلقتُ ضحكة صامتة أُحدِق بوجهه المُنزعج.
ثُم جفَـب كلانا ما إن جاء چونجكوك ركضًا "هيونج!"
"ماذا؟" سأل يونجِـي بوجهٍ مُرتاب.
"نَـحنُ مُراقبُـون"
_________________________________
أنت تقرأ
Serial number →k.th
Fanfiction"البَـعض يقع بالحُب من النظرة الأولَـى، والبعض الأخَـر يقع بالحُب بعد مشاركة الذكريَـات برحلة طويلة؛ ولَـكِن لنَا بضعة أرقَـامٍ بورقة مُهترأة كَـانت البدايَـة لنَـصنع الحُـب سويًـا، لنكسِـر حواجِـز الطَـبيعة ولنُشكِـل رَابِـط التخَـاطر بيننَـا" رقمٌ...