الجزء 9: كلانا نحتاج احضان بعضنا

57 8 0
                                    


تصويت + تعليق على الاقل
ارجو من القراء تقدير مجهوداتي
"شين استيقظي".
تفتح مقلتاها دون ان تناظره ليردف مرة  أخرى:" علينا الذهاب لبيت عائلتك ، فوالدك راقد في الفراش و يود رؤيتنا".
  ليخرج تاركا اياها ، تنتفض بفزع و لهفة من مضجعها لتجهز نفسها .
برود و سكون رهيب يعم تلك السيارة .
هي تنظر في لا شيء بينما هو يقود.
يختلس نظر لها و كل نظرة تحكي ندمه على ما فعله بها البارحة أما هي فقد استسلمت فؤداها اصبح فارغ المشاعر بل اصبح لا يستشعر شيء.
سويعة حتى اصبح امام القصر ، توتر و فشعريرة سارت في جسدها  .
فمنذ ان تزوجت لم تزر قط بيت والدها او ما يسمى بيت العائلة .

يخرج الاخر من مكانه بعدما ادرك شعورها ليفتح الباب لها و يمد يده قاصدا مسك يدها.
لتردف الاخرى:"لا بأس يمكنني النزول بنفسي".

لم يبدي اهمية لرفضها له .
يدلفان القصر لتتوجه شين بخطى سريعة اين يرقد ابيها لهفة لمقابلته و ابتعادا عن كلام جدها المسموم .
تدلف الغرفة  لتقع عينها على ذلك شاحب الوجه و ضعيف البنية هي لم تعهد ابيها هكذا .
دموع انسابت تلقائيا من عينها  لتخفض رأسها متفادية ان يراها ذاك الراقد .
يربت بيده على الكرسي الذي بجانبه ليردف بصوت مبحوح متعب:"شين بنيتي تعالي اجلسي بجانبي".
تبرح على ذلك الكرسي ، ليسرع الاخر بمسك يدها و تقبيلها ، من ثم تتمرد يده لتحسس وجهها و كأنه يحفظ صورتها و كانه الوداع الاخير لابنته .
يكسر الصمت قائلا :"آسف بنيتي حقا آسف ، سامحني فأنا اود ان ارقد بسلام لا اود ان اتعذب في حياتي الثانية كما تعذبت في الاولى ، كنت اود ان اوفر لك و امك حياة هانئة لكنها توفت دون مسامحتي ، اردت ان اعتذر لها ، و ها انا سالحق بها ، بنيتي لطالما اردت ان اجتمع انا و انت تحت سقف واحد و لكني اخفقت في كل مرة اردت التقرب منكي، اعلم اني اب سيء و انا وراء معاناتك منذ ولادتك ، انت لست خطيئة كما يدعون لا انت شتلة حبي لامك ".
يبتلع ما في ريقه ليكمل :" ارجو ان تغفري لي ذنبي".
دموع تلك المسكينة أبت التوقف لتردف بحنق:"أبي انا احبك انا احمل اي ضغينة تجاهك".
يبتسم بوهن لترتخي يده على يدها.
روحه انتقلت الى العالم الثاني ما تبقى الا ذلك الجسد .


تهز جسده صارخة :"أبي، أبي ارجوك اجب".
لكن لا رد .
تهز مرة اخرى مردفة بصراخ باكي:"ارجوك لا تتركني بعدما اجتمعنا ابي انا لم انا حظى حتى بحضنك ، ابي ها نحن ذا معا لما انسحبت".
يمسكها مبعدا اياها عن ذلك الذي رقدت روحه بسلام بعدما اخذ الغفران من من تعذبت بخطاياه .
يدفنها بين ذراعيه وسط صدره يربت على ظهرها .
هو شرب من نفس كأسها فوالده تركه و هو في سن صغير و امه كانت لا تابه به .
لحظات حتى احس بارتاخائها ،
فقد اغمى عليها من هول الصدمة .
حانلا اياها ليضعها على ذلك السرير  ليتخذ مكانا بجانبها يتامل ملامحها ، يتحسس وجهها ، يمسح الدموع التي علقت في جفونها .
قبل انفها المحمر ليهمس بحنق:"انا ايضا آسف".


تقف و شلال مقلتيها يستمر في التدفق ، نعم فوالدها يدفن امام اعينها دون ان تحتفظ له في ذاكرتها لحظات معا ، فقط تلك اللحظات الاخيرة كانت تشهد على اجتماعهم معا.
نظرها تشوش لتسقط مغما عليها.
تستيقظ لتحد نفسها بين احضان الاخر ، هي ليست في حالة تسمح لها بتساؤل عما يفعله بجانبها بالاضافة هي تحتاج الى مثل هذه الاحضان .
تفك نفسها من بين ذراعيه لتنزل للاسفل .
صفعة تلقتها من لا مكان .
ترفع رأسها لتجده جدها .
ليردف و هو يترنح :"ليتك مت  بدلا منه ، لكنا تخلصنا من خطيئتنا و  اغتسلت عائلتي من قذراتها".


ترتفع يده مرة اخرى قاصدا صفعها ، لتفتح عينيها على اثر احد يدفعه صارخا:"ان لمستها بيدك القذرة مرة اخرى فساقطعها".
يمسك بيدها جارا اياها خلفه ليردف قبل ان يخرج:"شين قطعت صلتها بكم منذ تزوجتها و ها ابيها قد انتقل للعالم الثاني فلا يوجد سبب آخر لمجيئها هنا".
يجرها من يدها يركبها السيارة ، لينتقل هو بدوره الى مكانه .

و قبل ان ينطلق تنفجر الاخرى باكية صارخة عليه:"لما لما قطعت صلتي مع عائلتي ، لما لقد كانت ستتحتسن ، انا لا احتاج لشفقة منك ، انا لا احتاج لشفقة منك ، بالاضافة انت ستتركني في نهاية المطاف ، اذن ما شأنك في حياتي".
بكاء هستيري شهقات تتعالى لم يجد قط حل لتهدئتها سوى ان يحملها ضاما اياها محكما احتضانها ليردف بهمس  في اذنها :" انا لن اترككي حتى تفرقني الموت عنكي".



يقبل فروة شعرها ليتشد الاخرى على قميصه مكملة بكاءها داخل احضانه لينتهي بها الامر نائمة .
ارتخى جسدها بارتخاء قبضتها من على قميصه ليرجعها مكانها بحرص ان لا يوقظها يطبع قبلة سطحية على وجنتها من ثم شفتها من ثم ارنبة انفها ليهمس:" آسف مرة أخرى".
يدلف بها غرفتهما التي لم تطأها منذ ان افترقت العائلة ككل ، ليضعها على السرير بحرص ، يغير ملايسه ليتخذ مكانا بجانبها هامسا:"كلانا نحتاج احضان بعضنا".
يتبع

انكساراتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن