الفصل السابع عشر 🌹

52 6 2
                                    

: مش هيروح كده
رفع رأسه ليجد فتاه صغيره بوجه ملاكي تطالعه ببرائه
ليقول بإستفسرار : هو إيه إلي مش هيروح ؟
لتقترب منه الفتاه قليلاً و تقول و هي تداعب ظفيرتها بأصابعها الصغيره : راسك مش أنت ماسكها علشان وجعاك
أبتسم بحزن و قال : لا راسي مش وجعاني
لتقطب الصغيره حاجبيها و تقول بتفكير : أومال فين إلي واجعك بقا ؟
تنهد بحزن و أشار على قلبه و قال : هِنا  
أقترب منه الصغيره أكثر و وضعت أناملها على قلبه و قالت : قلبك ؟
أبتعد الفتاه خطوه عنه بينما همس هو و هو يهز رأسه : قلبي
نظرت له ببراءه و قالت : هو برضو مش هيخف كده محتاج أدويه و تحاليل
أبتسم سيف بهدوء و قال : لا مش كده ... هو يعني أنا مش تعبان أنا زعلان
الفتاه بإستفسار : إيه إلي مزعلك ؟
صمت سيف لثوان و قال بضيق : علشان الناس إلي بحبهم هيمشوا و يسبوني
جلس الفتاه بجانبه و هو تقول : بس ...هو ده كل حاجه
نظر لها سيف بإستغراب : و هو السبب ده مش كفايا 
نظرت له الصغيره بتساؤل: هما مش بيرجعوا
سيف بتعب : لا مش بيرجعوا ... ممكن يرجعوا بس بعد وقت طويل
صمت الفتاه لثوان تستوعب ما يقوله لترد : فهمت
أبتسم سيف بلطف و مد يده لها و قال : أنا سيف..أنت أسمك إيه ؟!
وضعت يدها الصغيره في كفه و ردت بعفويه : أسمي دهب .... مبسوطه أني شفتك
ظهرت أبتسامه جانبيه على ثغره و قال : و انا كمان
تابع بجديه : أنت هنا ليه ؟
هزت دهب كتفيها بهدوء : لأني تعبت
هز سيف رأسه و قال بمرح و عتاب طفيف : طبعاً أكلتي حلويات كتير فبطنك وجعتك طول اليوم و خوفتي ماما و بابا عليكي فجابوكي هنا
ردت دهب بطفوليه : لا أنا مريضه ج.م.م.ل 
عقد سيف حاجبيه و قال بعدم فهم : إيه ال ج.م.م ؟
دهب ببراءه : لوكيميا نخاعيه حاده
تلاشت أبتسامته
و شعر أنه تلقى ضربه قويه في صدره ماذا تلك الصغيره البريئة مصابه بالمرض الخبيث
بينما أكملت دهب بهدوء : هو ده إلي قاله الدكتور لماما..أنا سمعت..ماما مش عارفه أني بحفظ الحجات بسرعه
لف وجهه الناحيه الأخرى و عيناه تملؤها الدموع
أكملت دهب ببراءه : يعني السرطان بيقولوا إن مرض السرطان مرض وحش و كأن في مرض حلو أصلا
  أخذ سيف نفساً عميق و نظر إليها قائلاً بحزن : أنا أسف انا مكنتش أعرف...متوقعتش كده لما شفتك بتضحكي بالطريقه الجميله دي 
تنهد سيف بحزن
بينما ردت عليه بعفويه: بتعتذر ليه و هو أنت إلي خلتني أتعب ؟
سيف بتلثم : لا مش كده بس 
دهب بتذمر : يا أما تزعل يا أما تعتذر يوووه...ما تضحك شويه بقى !
ضحك سيف على تذمرها الطفولي
لتعلق دهب : شوفت أنت ضحكته حلوه أوي زيي أنا بضحك على طول....انا تعبت و مفيش حاجه ممكن تتعمل...هنحارب و هنعدي هو ده إلي قالته ماما
مسح سيف على وجهه بألم
أكملت هي : أنا هحارب أنت مش هتحارب ؟!!
أزال يديه من على وجهه و قال بقوه : صح لازم نحارب مش كده ؟
ردت ببراءه: طبعاً ..... متفقدش الأمل..الأمل مهم
هز رأسه بتفهم و سألها بجديه : أنت عندك كام سنه ؟؟
أبتسمت بطفوله و قالت : سته
ضحك سيف و قال : انت متأكده يعني مش أربعين أو حاجه زي كده ؟! 
ضحك الصغيره هي أيضاً و تحدثت : مش كده هكون أكبر منك ساعتها
ليجيبها سيف ضاحكاً: أيوه هتكوني
تنهد بعمق و قال : شكراً....أدتيني درس مهم و انت عمرك ست سنين بس
ردت بحماس : أنا أصلاً هكون مدرسه لما أكبر
هز رأسه بحنان و قال : شكراً تاني
أخذ نفساً و قال بتفكير : قوليلي أقدر أعمل إيه عشانك...شوكولاته... أيس كريم.. أي حاجه ؟
دهب ببراءته: في حاجه أسمها متبرع..احنا محتاجينه تقدر تجبهولي؟
رفع رأسه للأعلى و فرت دمعه من عينيه
أبتلع ريقه و مسح دمعته سريعاً و ألتفت لها: بصي يا دهب.... المتبرع مش حاجه ده إنسان ... دلوقتي انا هجي و هجيب أصحابي و كل إلي أعرفهم و هنديكي دم ممكن يكون في جسم حد هديه تساعدك ..  هنحاول نلاقيه 
دهب بإبتسامه و هو تحتضن نفسها : ماشي دي حاجه حلوه جداً و كويسه جداً
أبتسم لها بحنان و أحتضنها و قبل وجنتها المكتزه و قال : دلوقتي يا مُدرستي يلا نروح ندور على مامتنا
نهض معها و أمسك بيدها و سألها و هم يسيران : هي من الناحية دي
هزت رأسها ليداعب وجنتها بمرح و يحملها ويكمل يسيره بها.........

السِلسالُ الاحمر ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن