الفصل الثلاثون

15.3K 338 12
                                    


وكأن صاعقة من السماء اصابتها بأرضها حيث فغرت شفتيها وعيناها بذهول .. وعقلها يجد صعوبة في استيعاب ما دخل لأذنيها للتو ، واقنعت ذهنها بسخافة حتى تهدأ من روعها بأنه لم يكن يقصدها بالتأكيد ، ثم عاد تقول " ولكنه نطق اسمي وقال سينتظر عودة زين !! " .. هزت رأسها بالنفي رافضة تصديق ما سمعته وتراجعت للخلف حتى ترحل دون أن يشعر بها ولكنها اصطدمت بمزهرية صغيرة وأصدرت ضحيجًا مرتفعًا ، انتفضت كالتي لدغتها عقرب واستدارت بكامل جسدها تحدق بالمزهرية في صدمة وجزت على أسنانها بغيظ متمتمة :
_ مش وقتك دلوقتي

همت بأن تتركها وتفر قبل أن يخرج ولكنها سمعت صوته يقول بهدوء :
_ رفيف !

اغمضت عيناها بقوة مقوسة وجهها بارتباك وغيظ من نفسها ، لتأخذ نفسًا عميقًا وتلتفت بجسدها إليه مبتسمة ببلاهة وتوتر ملحوظ ، طال نظرهم لبعضهم هو ينتظر منها أن تبدأ وهي لا تعرف ماذا تبرر حتى تفر من اسألته .. فقالت بعد لحظات من الصمت القاتل بنبرة متلعثمة :
_ أنا كـ.. كنت جاية أااا... كنت جاية .. كنت جاية ليه ؟!!

لم يتمكن من حجب ضحكته حيث أجابها ضاحكًا ببعض الجدية :
_ مالك يارفيف ؟!

تمالكت نفسها قليلًا وهتفت بإيجاز وارتباك مازال واضح :
_ آه كنت جاية اوريك حجات وآخد رأيك بس سمعتك بتتكلم في التلفون وكنت ماشية .. مش مشكلة لما تخلص مكالمتك نبقى نتكلم

وفي اللحظة التالية بضبط استدارت وفرت من أمامه كالسهم فظل هو بمكانه يفكر بما قالته بالآخير وسؤال واحد يطرحه في ذهنه " هل سمعت شيء ياتُرى ؟! " .

                                ***
طرق على الباب كان قوي بعض الشيء .. غضنت حاجبيها باستغراب ثم جذبت حجابها وذهبت لتفتح ، فوجدته الحارس ويحمل بيده علبة متوسطة الحجم من اللون الوردي ، نقلت نظرها بينه وبين العلبة بريبة حتى رأته يمد يده بالعلبة هاتفًا برسمية :
_ في واحد جاب العلبة دي ياهانم وقال إن كرم بيه اللي بعتها

ضيقت عيناها بحيرة وتعجب عند سماعها لاسم زوجها ، ولكنها قالت بجدية وهي تأخذها منه :
_ طيب ياسعيد روح إنت خلاص

أماء لها بإيجاب واستدار ليتجه إلى باب المنزل الرئيسي يكمل مهتمه وهي الحراسة .. أما هي فأغلقت الباب وعيناها معلقة على العلبة التي بيدها وتفكر بفضول مالذي بداخلها ولما يرسلها كرم !! ، كانت على وشك ان تفتح الشريط الستان الملفوف حولها حتى تفتحها ولكن سمعت رنة هاتفها الصاخبة بالغرفة فاسرعت إليه لتمسك به وتتطلع إلى اسم المتصل وتبتسم بتلقائية ثم تجيب عليه في رقة :
_ نعم !

اتاها صوته الحاني وهو يقول بترقب :
_ وصلت العلبة ؟

نظرت إليها في يدها وهي تجيبه بتساءل وعينان ضاحكة :
_ اممم وصلت فيها إيه دي بقى ؟!

تمتم بنبرة عاطفية قد تكون جديدة بعض الشيء وامتزجت ببعض المكر :
_ افتحيها وهتعرفي

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن