الفصل الثاني والثلاثون

13.7K 316 4
                                    


اصابته الصدمة فبقى ساكنًا يحدق بأخيه غير مستوعبًا ما سمعه منه للتو ، هل هو يمزح أم يقول الحقيقة ؟ ، لا يعرف !! .
هتف كرم منذهلًا :
_ زين إنت متأكد إنه إسلام ؟!!!

اجابه زين بشجن وأسى :
_ كل الأدلة اللي قدامي بتقول إنه هو ياكرم ، عمل حادث في نفس اليوم ونفس المكان ورجله مش بيمشي عليها بسبب الحادث ، أنا هتجن من وقت ماعرفت ومش عارف أعمل إيه ولا اتصرف إزاي .. وبقيت مش قادر ابص في عيون ملاذ

أصدر كرم زفيرًا حارًا ومسح على وجهه بحيرة وضيق ثم عاد بنظره لأخيه وسأل بترقب :
_ إنت لسا مقولتش ليها إنك كنت ....

قاطعه وهو يهز رأسه بالنفي ويدفن وجهه بين راحتي يديه متمتمًا بصوت مهموم :
_ كل ما اقول هقولها اتراجع وملاقيش الجراءة .. مش قادر اقولها إني كنت مدمن ودخلت مصحة اتعالج ، وبفكر في نظرتها ليا هتكون ازاي لما تعرف وردة فعلها

كرم برزانة امتزجت بالحزم :
_ دي حاجة وعدي عليها سنين واكيد هي مش هتاخد منك موقف على موضوع كان وخلص من سنين .. لكن مينفعش تخبي عليها يازين لازم تقولها ، شوف الوقت المناسب واتكلم معاها فيه بهدوء وفهمها كل حاجة وأنا متأكد إنها هتتفهم ومش هتزعل أوي لأنك خبيت عنها طول المدة اللي فاتت بالأخص لما تفهمها اسبابك اللي خلتك متقولهاش

رفع وجهها ونظر لكرم مبتسمًا بمرارة وتشدق :
_ طيب ده موضوع وخلص زي ما بتقول من زمان .. لكن إسلام هقولها إزاي أنا السبب في اللي اخوكي فيه وعذابه طول السنين دي

تنهد الصعداء بحيرة ويأس ثم قال بخفوت وحكمة :
_ أنا برأي إسلام متقولهاش دلوقتي واصبر شوية لغاية مانشوف حل مناسب

_ أنا فكرت في حاجة .. هجرب واشوفها بس يارب تنفع أهو على الأقل ارتاح شوية من عذاب ضميري

                              ***
فتحت شفق لها الباب ووقفت تحدقها بأعين ثابتة ومتفحصة لتهمس ريماس بارتباك :
_ أنا جيت اتكلم معاكي شوية .. ممكن

تنفست شفق الصعداء ثم افسحت لها الطريق لتعبر واخرجت رأسها من الباب تلقي نظرة فاحصة على الخارج لتتأكد من أنها لم تجلب أي من أبيها أو أخيها معها ، ثم دخلت واغلقته واشارت لها بيدها أن تشير مباشرة إلى الداخل حيث الصالة .. فسارت ريماس بخطواط متوترة حيثما اشارت لها وجلست على الأريكة لترمق شفق بعذوبة وتسأل :
_ كرم موجود ؟

هزت رأسها بالنفي ثم جلست بجوارها وتطالعها بنظرات مقتضبة تنتظر منها أن تبدأ فيما تريد قوله لها والذي أتي بها إليها في هذه الساعة ، لتلتزم ريماس الصمت لبرهة من الوقت تنظم بداية حديثها معها ثم تحدثت أخيرًا بنبرة لا تحمل أي غل أو خبث :
_ شفق إنتي يمكن عارفة إني مش بكرهك أبدًا ومكنتش موافقة على أي حاجة بيعملها بابا أو جاسر ومازالت مش موافقة ، ومش جاية هنا عشان اقولك إنك غلطانة وكان لازم تقولي لبابا قبل ماتتجوزي

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن