(( ضروب العشق ))
_ الفصل الثالث عشر _
رفعته لأعلى لتظهر عن وجهها ثم تقترب منه بثقة تامة لا تعرف من أين جاءت بها وتهمس بصوت انوثي جذاب :
_ أنا اتفقت معاك من قبل الجواز إني هلبسه بإذن الله لما أكون واثقة من قراري ، ودلوقتي ده انسب وقت عشان اثبتلك إني مش عايزة أي راجل غيرك يشوفني !!هيمن عليه الصمت للحظات بعد ما قالته فقد دفنت أي شيء كان من الممكن أن يقوله بعد أخر جملة تفوهت بها ، ولم يجد شيء ليقوله سوى تهنئتها حيث غمغم بابتسامة :
_ مبروك ياملاذ ، ربنا يثبتكثم هم بالاستدارة ليذهب فقبضت هي على ذراعه واردفت بتعجب :
_ بس !!_ بس إيه !؟
قالها في ريبة حقيقية لتكمل هي بخيبة أمل :
_ اقصد مبروك بس ! .. يعني مش هتقول حاجة تاني ؟!عاد يستدير بكامل جسده لها ويضيق عيناه متشدقًا ببرود وجفاء :
_ المفروض أقول إيه مثلًا أكتر من كدا !زمت شفتيها بيأس وقالت في قسمات وجه واضح عليها العبوس :
_ أنا توقعت إنك هتفرح لأنك كنت متحمس جدًا ومبسوط جدًا بالفكرة لما قولتلك عليها بعد كتب الكتابابتسم بازدراء وهمس بكلمات جعلتها تتأكد بأن جميع جهودها معه لم تجدي بنفع :
_ وانتي قولتي اهو بعد كتب الكتاب يعني قبل ماتحصل أي حاجة بينا .. دلوقتي إنتي متعنيش ليا بحاجة ياملاذشعرت بأن غدتها القنوية ستبدأ في افراز دموعها ، فقد اوشكت على فقدان الأمل في أن تعود العلاقة بينهم كما كانت ويعود هو لطبيعته الحانية والجميلة التي لم تشهدها سوى لمرات قليلة ولوهلة شعرت الآن أنها تشتاق لرؤية حبه لها ومعاملته التي شبه بمعاملة الملوك لزوجاتهم ، خرج صوتها مبحوحًا بنظرات منكسرة :
_ زين إنت بجد بقيت تكرهني !اصدر تنهيدة حارة وقال متهربًا من الأجابة على هذا السؤال الذي لا يستطيع الأجابة عليه بـ لا ، فبرغم كل ما حدث بينهم مازالت تستحوذ على جزء كبير منه :
_ أنا بقول إن يلا بينا عشان اتأخرت على الشركة ، انا هسبقك على تحت وهستناكي في العربية وإنتي تعالي وراياظلت مكانها تتابعه وهو يغادر المنزل ثم انزلت النقاب على وجهها مجددًا واخذت حقيبة يدها ولحقت به ، لتستقل بجواره في السيارة دون أن تنظر له مستغلة فرصة تغطيه وجهها لتترك العنان لدموعها من أسفله ، أما هو فكان يختلس نظرات سريعة لها من آن لآن فلا ينكر سعادته حين رآها ترتديه وبالأخص حين سمع جملتها بأنها لا تريد رجل سواه يراها ، والآن هو يواجه صراع بين رغبة قلبه وحكمة عقله التي ترفض الخنوع لها ويقتنع أن التي قامت بخداعه مرة بإمكانها أن تفعلها مجددًا !! ......
***
داخل منزل محمد العمايري ....
ينظر لصحن الطعام الذي أمامه بصمت ويحرك المعلقة يمينًا ويسارًا فيه دون أن يرفعها لفمه مطلقًا ، يفكر فيما قالته أمه له فقد كان جزء من كلامها صحيح والجزء الآخر يستحيل حدوثه ، هي لديها الحق عندما قالت إلى متى سيظل يحاول حمايتها ويرعاها هكذا وإلى متى ستبقى معهم في المنزل ، ولكن حلها للمشكلة بزواجه منها لا يمكن بل مستحيل .. ولا يستطيع أن يوهب قلبه لامرأة سوى زوجته التي تمثل مانع وحاجز بينه وبين أي امرأة أخرى ، فلقد نجحت في أن تعميه عن النساء اجمعهم في حضورها وحتى بعد مماتها ! .
انضمت لطعامه أمه التي جلست على مقعد في آخر الطاولة وبدأت في تناول طعامها دون أن تنظر له أو حتى تلقى عليه تحية الصباح فزفر هو بخنق وتمتم مبتسمًا بلطف :
_ صباح الخير !
أنت تقرأ
ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )
Romanceللعشق ضروب وأشكال فياترى لأي من ضروبه ستنحاز إيها القاريء ؟! قراءة ممتعة للجميع 😍🙈❤ البيدج بتاعتي على الفيس بوك باسم قصص وروايات بقلمي ندى محمود وهتلاقو لينكها في الوصف الشخصي على صفحتي على الواتباد