الفصل الثامن عشر

27.9K 355 11
                                    


ابعد حسن نظره وكذلك كرم وقد بدت عليهم علامات الاستياء البسيط ، أما زين فخانه نظره والقى نظرة سريعة عليها كنوع من الفضول وبمجرد ما وقع نظره عليها اشاح بوجهه فورًا ومسح على وجهه متأففًا في غضب شديد متمتمًا :
_ استغفر الله العظيم يارب

كانت يسر قد اتت قبل زين بلحظات قليلة ولم تتمكن من الترحيب بها فاقتربت هي منها ومدت يدها تقول في رقة طبيعية منها :
_ Hi !!

مدت يسر يدها وصافحتها في عنف هاتفة باغتياظ وغل :
_ هاي ورحمة الله وبركاته ياحبيبتي

حك حسن ذقنه محاولًا إخفاء ابتسامته التي كانت ستنطلق على شفتيه بعدما رأي قسمات زوجته وردها المليء بمشاعر الحقد على ابنة عمها .. أما ميار فاقتربت من ملاذ أولًا تمد يدها لتسلم عليها ولكن ملاذ رمقتها بنظرة فاحصة كلها غيرة خاصة بعدما عرفت من زوجها قبل أن يأتوا أن جدته كانت تحاول تزويجه من هذه الفتاة المتحررة ، ثم صافحتها بخنق ولم تقترب من زين ولم تحاول أن تمد يدها المصافحة لعلمها أنه لا يصافح النساء ، وكان واضح على معالمه أنه ينقصه دقيقة أخرى وينفجر بالكل بلا استثناء من فرط غيظه وهو يتحاشي النظر إليها ولا يرفع نظره بتاتًا واحترامًا لجدته فقط هتف بامتعاض دون أن ينظر لها :
_ عاملة إيه ياميار ؟

ردت عليه في خفوت هاديء وتوتر من ملامح وجهه المحتقنة بالدماء :
_ الحمدلله كويسة

كان يسود الصمت المشحون بالتوتر والضيق من الجميع على ما ترتديه أمام أولاد عمها دون احترام لأحد ولكن زين لم يكن يستطيع تحمل هذه المهذلة حيث وجه حديثه لشقيقته في نظرة صارمة ومخيفة وصوت رجولي أجش :
_ قومي يا رفيف خدي ميار واديها حاجة تلبسها من هدومك

نقلت ميار نظرها بين الجميع في شيء من الدهشة وبالأخص جدتها التي اشارت لها بأن تفعل دون جدال فنهضت ولحقت برفيف إلى اعلى حيث غرفتها ، ليصدر هو زفيرًا ملتهب ويزداد سوء غضبه عندما سمع جدته تهتف مدافعة عن حفيدتها :
_ زين ميار متربية طول عمرها في المانيا واتعودت على اللبس ده كنت قولتلي أنا وأنا كنت هقولها

هدر في اندفاع وعصبية بصوت به لمسة خشنة مريبة :
_ اللبس ده تلبسه في المانيا ملناش دعوة بيها لكن هنا تحترم وجودنا .. مش طالعة قدامنا بقميص نوم

ثم هب واقفًا واندفع لغرفته بالاعلى وبدون تفكير لحقت به ملاذ .. وهدى كانت تنظر في عدم حيلة فهذا ما كانت تخشاه  أما الجدة فقد ظهرت علامات الغضب على وجهها فلأول مرة يصيح بها حفيدها هكذا ، ليهتف كرم في هدوء ولطف :
_ متزعليش من زين ياتيتا إنت عارفاه عصبي ، انتي اتكلمي مع ميار بس وفهميها بهدوء

ثم تحولت نبرته من الهدوء إلى الحدة البسيطة وهو يكمل :
_ لان هو عنده حق برضوا تلبس اللي عايزاه في المانيا .. بس هنا تحترم وجودنا

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن