الفصل الواحد والثلاثون

14.4K 318 5
                                    


رأت ملامح وجهه التي تغيرت واصبحت حادة بعد أن كان هادىًا ومرحًا معها ، وفي ظرف لحظة رأته يقف ويقول لها بنبرة مريبة :
_ خليكي هنا ياشفق ومتطلعيش ورايا مفهووم

أماءت له بالموافقة ثم قالت بقلق بالغ :
_ حاضر بس في إيه ؟

لم يجبها واندفع إلى الخارج واغلق باب المنزل خلفه فهبت هي واقفة وهرولت باتجاه النافذة تنظر له من خلال فرأته يتجه ناحية الباب الرئيسي وإذا بها تجد عمها وابنه يظهران من خلف الباب فاظهرت شهقة منصدمة امتزجت بالهلع وهمست في نبرة مرتعدة :
_ عمي بيعمل إيه هنا !!

استدارت وهرولت إلى الغرفة لكي ترتدي شيئًا يستر جسدها جيدًا وتخرج لهم لتحاول انقاذ مايمكن انقاذه في هذا الوضع المريب ، فبالتأكيد "كرم" لن يصمد أمام جموحه كثيرًا ....
وقف كرم أمامهم يطالعهم بأعين تقذف شرارات اشتعال القنبلة وخرج صوته رجولي ومريب :
_ مش كنت اديتني خبر حتى الأول ياكمال بيه عشان استقبلكم استقبال يليق بيكم

كان كمال جامدًا تمامًا أمام نظرته ونبرته حتى أجابه بكامل الثقة والثبات :
_ جاي أخد بنت اخويا اللي اتجوزتها من غير مانعرف .. والأفضل ليك إنك متعترضش

اطلق ابتسامة متغطرسة على شفتيه وهو يجيبه بنظرة أكثر رعبًا من السابقة :
_ بنت أخوك اللي هي مراتي !! .. اممم وياترى هتاخدها إزاي بقى

هنا تحدث جاسر بغضب عارم وقوة :
_ هناخدها سواء بلزوق أو بالعافية ياكرم

طالت نظرة كرم إلى ذلك " الجاسر " وهو يبتسم بأعين لا تبشر بالخير وقال بعد لحظات من الصمت القاتل :
_ إنت بقى جاسر .. سيف حكالي عنك كتير

ثم اقترب منه وهمس بالقرب من أذنه بصوت اشبه بفحيح الأفعى وبه لمسة الشر :
_ بس أنا مش سيف اللي هيكتفي بأنه يعمل مشكلة ويقاطعم .. وبما إنك جيتلي برجيلك فاللي عملته مش هعديه بالساهل ، ودلوقتي اطلع إنت من الموضوع ده احسلك وإلا مش هخليك تشوف نور الشمس تاني

صاح كمال منفعلًا في كرم :
_ وأنا قولت هناخدها يابن العمايري وورينا هتمعننا إزاي

_ إنت عارف كويس أوي أنا همنعكم إزاي .. وإنت جربتني قبل كدا وشوفت أنا أقدر اعمل إيه ، خليك إنت وابنك بعاد عن مراتي وإلا أنا مش مسئول عن اللي هعمله

أجابه ساخرًا بسخط :
_ هتعمل إيه اكتر من اللي عملوه اخواتك !

ابتسم بشراسة وغمغم بوعيد حقيقي :
_ زين وحسن معملوش حاجة قصاد اللي هعمله ، عيلة العمايري كلها عندها رحمة بس أنا لا

هرولت شفق إليهم ووقفت خلف زوجها توجه حديثها لعمها باستياء :
_ إنت إيه اللي جايبك ياعمي ؟!

_ جاي أخدك شكلك نسيتي إنك ليكي عم ورايحة تتجوزي من ورانا زي البنات الــ .....

خرج صوت كرم الذي نفضهم وأولهم شفق عندما وجدته يصرخ يقاطع عمها ومن الواضح أنه بالفعل بدأ يخرج عن قوقعة صموده :
_ لغاية هنا وكفاية خد ابنك القذر ده واطلعوا من بيتي بالذوق !

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن